مقالة خاصة: بعد ثلاث سنوات... طلاب يمنيون يشعرون بحيوية وازدهار الصين بعد عودتهم إليها
في الصورة الملتقطة يوم 16 يناير 2023، سياح يزورون شارع تشونغلو في مدينة تاييوان، حاضرة مقاطعة شانشي بشمالي الصين. (شينخوا)
تاييوان 20 فبراير 2023 (شينخوا) بعد رحلة جوية طويلة لأكثر من 10 ساعات، وصل الوافد اليمني محمد عبد الوهاب العنسي إلى مقاطعة شانشي بشمالي الصين. وعندما رأى العنسي هضبة اللوس المؤلوفة مرة أخرى، قال بحماس: "لقد مرت ثلاث سنوات، عدت أخيرا إلى شانشي، مسقط رأسي الثاني!"
وجاء العنسي إلى مدينة تاييوان للدراسة في عام 2015، أما الآن فهو طالب جامعي في سنته الأخيرة متخصص في التجارة الإلكترونية بجامعة شانشي. وفي يناير عام 2020، اشترى العنسي تذكرة للعودة إلى اليمن مقدما كالمعتاد. ولكن بسبب تفشي وباء كوفيد-19 المفاجئ، لم يتمكن من العودة إلى الحرم الجامعي مرة أخرى حتى فبراير من العام الجاري.
وذكر العنسي: "بعد إخطاري بأنه يمكنني العودة إلى الحرم الجامعي، قدمت الجامعة لي مساعدة دقيقة في التقدم بطلب للحصول على تأشيرة، كما كانت إجراءات الدخول بسيطة للغاية، وكانت رحلتي إلى الصين بأكملها سهلة وسلسة للغاية". وأشاد بسياسات الوقاية من الوباء والدخول والخروج التي عدلتها الصين في الوقت المناسب وفقا للوضع الوبائي قائلا إنها تلعب دورا مهما في دفع استئناف تبادل الأفراد حول العالم، وهو أحد المستفيدين منها.
ومن أجل إعادة التكيف مع الحياة في الصين بسرعة، زار العنسي العديد من الأماكن في تاييوان مؤخرا. وكان أكثر ما أثار إعجابه هو شارع تشونغلو الجديد والحشود الصاخبة فيه، لأنه في ذاكرته، على الرغم من أن هذا الشارع يقع في منطقة وسط المدينة المزدحمة، لكنه لم يكن ساحرا وجميلا كما هو اليوم. وقال العنسي إنه كما لو أنه لم يغادر قط، فلا تزال الصين مزدهرة ومليئة بالحيوية والنشاط.
وخصصت حكومة مدينة تاييوان أموالا لتجديد شارع تشونغلو من أجل إظهار ثقافته التاريخية وتحسين جودة الخدمات التجارية به، وفي سبتمبر عام 2021، أصبح الشارع الذي ظهر بصورته الجديدة موقعا مشهورا على الإنترنت بمجرد إعادة افتتاحه، حيث يتجاوز التدفق اليومي للسياح به 200 ألف شخص خلال ذروة التدفق.
وبالإضافة إلى ذلك، قد فاجأ تطور وسائل النقل السريع بالصين الطلاب العائدين أيضا. وقال عرفات صادق الحزمي، طالب متخصص في اللغات الأجنبية من جامعة تاييوان للتكنولوجيا وهو أيضا من اليمن، إنه بعد عودته إلى الصين، وجد أنه تم افتتاح خط مترو الأنفاق الأول في تاييوان، وأن المطار قيد التوسيع أيضا، ويمكن رؤية سيارات الطاقة الجديدة في جميع أنحاء المدينة، ما يجعل سفر الناس أكثر راحة وملاءمة وصداقة للبيئة.
وذكر عرفات أنه يأمل في الانتقال إلى تخصص علوم الكمبيوتر هذا الفصل الدراسي، مضيفا أن "تخصص علوم الكمبيوتر في الصين يُعد من بين الأفضل في العالم، فالصين ليس لديها شركات إنترنت عملاقة مشهورة عالميا مثل تينسنت وبايدو فحسب، بل لديها أيضا قدرات قوية على البحث والتطوير في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وغيرها، فكل هذا يجذبني للدراسة والعمل هنا."
وبدوره، قال العنسي إنه حاول إنشاء متجر للتجارة الإلكترونية في اليمن العام الماضي بفضل معرفته المهنية وخبراته في الصين، لبيع مستحضرات التجميل الصينية في اليمن. وعلى الرغم من أن البداية كانت صعبة، إلا أن متجره الصغير حقق أرباحا في غضون سبعة أشهر بعد الافتتاح.
إن العنسي ليس في عجلة من أمره لتوسيع مبيعاته، وأهم شيء بالنسبة له في الوقت الحاضر هو زيادة فهمه لقطاع التجارة الإلكترونية بالصين، والاستفادة من النماذج الناجحة، ومن ثم تطبيق الخبرات المناسبة لأعماله المستقبلية.
ويثق العنسي وعرفات بأنه سواء في الحرم الجامعي أو في المجتمع، لا تزال الصين مليئة بالحيوية والنشاط، وأنها تجلب المزيد من الفرص للعالم.