مقالة خاصة: الصين تتطلع لركوب موجة شبكة الويب 3.0 العالمية

بكين 31 يناير 2023 (شينخوا) قال ستيفن تشو، مخرج وكوميدي مشهور في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، في أول منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي في أكتوبر الماضي: "أبحث بمشقة عن مواهب ممتازين وماهرين متخصصين في شبكة الويب 3.0 العالمية".

أًصبح مصطلح شبكة الويب 3 أو الويب 3.0 شائعا في مجتمع التكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة، بينما لا يزال العديد من المعجبين بحاجة إلى فهم الكلمة. وفي نفس السياق؛ يعمل صناع السياسة والشركات التكنولوجية في الصين على تكثيف الجهود لركوب هذه الموجة.

بدوره؛ قال قو في يونغ، مدير من نيتيس، شركة الإنترنت العملاقة الصينية، إن شبكة الويب 3 ستعيد تشكيل كيفية عمل الإنترنت باستخدام سلسلة الكتل لتغيير كيفية تخزين المعلومات ومشاركتها وامتلاكها.

كان يشار إلى النسخة الأولى من الإنترنت باسم الويب 1.0 في التسعينيات من القرن الماضي، حيث كانت تتكون من صفحات ويب ثابتة تعرض معلومات.

بعد ذلك، شهدت شبكة الويب 2.0 صعود منصات التجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث مكنت تقنيات مثل الحوسبة المحمولة (الهواتف الذكية) والحوسبة السحابية والبيانات الضخمة مستخدمي الإنترنت من التفاعل مع بعضهم البعض ونشر محتويات خاصة بهم.

ومع ذلك، كانت هناك مخاوف متزايدة بشأن الويب 2.0 في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، يتعين على المستخدمين تسليم بياناتهم إلى منصات تديرها شركات التكنولوجيا العملاقة التي تجمع معلومات حول تفضيلاتهم لبيع الإعلانات المستهدفة. وليس للمستخدمين رأيا بشأن توزيع حصص الإيرادات التي تجلبها المحتويات التي يصنعونها.

أردف قو أن الويب 3.0 يهدف إلى حل هذه المشكلات وإعادة حقوق المحتويات إلى المبدعين، استنادا إلى تكنولوجيا سلسلة الكتل.

تستخدم حاليا الكثير من شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة أفكارا تجارية لإظهار شبكة الويب 3.0 في تطبيقات العالم الحقيقي، واثقة بالمستقبل الواعد الذي يمكنها تقديمه. على سبيل المثال، ميتافيرس، وهي بيئة افتراضية تسمح للأشخاص بالمشاركة في الأنشطة الرقمية مثل جمع الأصول الرقمية ومنها الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT).

ستخلق التقنيات المتعلقة بالويب 3.0 مساحة ويب جديدة متعددة المراكز وأكثر انفتاحا وعدالة وأمانا حيث يمكن للمستخدمين تبادل المعلومات والمنفعة بمزيد من الأمان في عام 2023. ويعد ذلك أحد أهم 10 اتجاهات تقنية تنبَّأ بها معهد بايدو للأبحاث التابع لشركة بايدو العملاقة.

وفي نفس السياق؛ طرح صناع السياسة تدابير وخططا لدعم تنمية الويب 3.0. في يوليو الماضي، قالت بلدية شانغهاي في شرقي الصين في خطتها الخمسية الرابعة عشرة بشأن الاقتصاد الرقمي إن المدينة تخطط لتعزيز نشر البنية التحتية لويب 3.0 والبحث والتطوير التكنولوجي لشبكة الجيل الجديد وابتكار التطبيقات.

من جانبها؛ أطلقت بكين في وقت سابق من هذا الشهر خطة لتطوير الويب 3.0 من 2023 إلى 2025 في حي شيجينغشان، على أمل تحقيق إيرادات تزيد عن 10 مليارات يوان (حوالي 1.48 مليار دولار أمريكي) من الأعمال المتعلقة بالويب 3.0 بحلول عام 2025.

كما تخطط بكين لإنشاء 20 مشروعا تجريبيا رئيسيا للتطبيقات في الحي بحلول عام 2025، وبناء 5 مختبرات أو مراكز ابتكار تقني، و6 منصات تكنولوجية وخدمية على الأقل، وجذب 5 إلى 10 شركات رائدة في مجال الويب 3.0 للعمل في الحي.