مقابلة خاصة: خبير مصري: ارتفاع معدلات التجارة الخارجية للصين في 2022 يعكس قوتها الاقتصادية رغم التحديات
هذه الصورة الملتقطة في 11 يوليو 2022 تظهر جانبا من مراسم استقبال الرحلة الـ10000 التي قامت بها قطارات شحن بين الصين وأوروبا تديرها السكك الحديدية الصينية الأوروبية السريعة (تشونغتشينغ) في دويسبورغ بألمانيا. (شينخوا)
القاهرة 18 يناير 2023 (شينخوا) قال الخبير الاقتصادي المصري معتصم راشد إن ارتفاع معدلات التجارة الخارجية للصين في عام 2022 يعكس القوة الاقتصادية للبلاد، على الرغم من التحديات المحلية والدولية التي تواجهها.
وأكد راشد، وهو المستشار الاقتصادي للاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن تحقيق الصين زيادة في التجارة الخارجية بنسبة 7.7 بالمائة في عام 2022، وتصدرها العالم للعام السادس على التوالي من حيث حجم التجارة الخارجية، يمثل "إنجازا غير مسبوق على مستوى العالم".
وأظهرت بيانات أصدرتها الهيئة العامة للجمارك بالصين مؤخرا أن إجمالي تجارة السلع حقق رقما قياسيا بلغ 42.07 تريليون يوان (حوالي 6.21 تريليون دولار أمريكي)، بزيادة 7.7 بالمائة على أساس سنوي، متصدرة بذلك العالم للسنة السادسة.
وأشارت الهيئة العامة للجمارك إلى أنها المرة الأولى التي يتجاوز فيها حجم التجارة الخارجية للصين سنويا حاجز 40 تريليون يوان.
وارتفعت الصادرات الصينية بنسبة 10.5 في المائة لتصل إلى 23.97 تريليون يوان، بينما ارتفعت الواردات بنسبة 4.3 في المائة لتصل إلى 18.1 تريليون يوان في عام 2022.
وقال راشد إن "هذه البيانات تدل على قدرة وحنكة الإدارة الصينية فيما يخص إدارة الاقتصاد".
وأشاد راشد بقدرة الصين على تحقيق هذا التقدم الاقتصادي على الرغم من الحملات الغربية لعرقلة الاقتصاد الصيني، وكذلك التداعيات العالمية والمحلية للصراع الروسي الأوكراني، وجائحة كوفيد-19.
ووفقا لبيانات الهيئة العامة للجمارك، فقد ارتفعت واردات وصادرات الصين مع الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بنسبة 15 و5.6 و3.7 في المائة على التوالي.
كما زادت تجارة الصين مع دول الحزام والطريق بنسبة 19.4 في المائة، لتمثل 32.9 في المائة من إجمالي تجارتها الخارجية.
وقال الخبير المصري إن نمو التجارة الخارجية الصينية إقليميا ودوليا يعكس حرصها على مبدأ "الشراكة المربحة للجميع".
وشدد على أن الصين تعتبر الدول الأخرى "شركاء" لها وتسعى إلى تحقيق مصالح متبادلة معها وليست مصالح أحادية الجانب، على عكس الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن "الصين تتعامل مع كل دول العالم شرقا وغربا دون قيد أو شرط، وتؤكد أن العالم كله عبارة عن مدينة واحدة، وأننا عندما نبحث عن مصالحنا علينا أن نراعي مصالح الآخرين".
وأضاف أنه "لا يوجد بلد يعيش بمفرده فهي مسألة أخذ وعطاء، وهذا مبدأ الصين، وهذا ما يميز النموذج الصيني في التنمية الاقتصادية".
وأوضح الخبير المصري أن النمو الاقتصادي للصين يقوم على الإنتاجية والاستدامة والتنوع، وأكد "أنها ليست مسألة تحقيق معدل نمو فقط لكنها مسألة استمرارية".
وأردف أن تقدم الصين في مجال التكنولوجيا يساهم بشكل كبير في نموها الاقتصادي، مشيرا إلى أن "الصين اليوم تنطلق وتقفز بسرعة كبيرة نحو التقدم في مجال التكنولوجيا، وهناك مجالات تقدمت فيها الصين عن كل دول العالم".
واختتم الخبير قائلا "أدعو الدول الأخرى أن تدرس ما حققته الصين وتتعلم كيف تطور أنظمتها وتستفيد من التجربة الصينية التي صنعت المعجزة الموجودة اليوم".