مقابلة خاصة: رئيس الاتحاد العربي للتعليم والبحث العلمي: التجربة الصينية في التعليم والتكنولوجيا "ملهمة" ونعمل على الاستفادة منها
مشهد خارجي لمتجر هواوي الرئيسي. (شينخوا)
القاهرة 27 يناير 2023 (شينخوا) أكد رئيس الاتحاد العربي للتعليم والبحث العلمي الدكتور محمد عبد الفتاح مصطفى، أن التجربة الصينية خاصة في التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا "ملهمة"، مشيرا إلى أن الدول العربية تعمل على الاستفادة منها من خلال توطين التكنولوجيا الصينية.
وقال رئيس الاتحاد العربي للتعليم والبحث العلمي، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن الصين تعد من الدول الواعدة على الساحة الدولية في كافة المجالات وليس اقتصاديا فحسب، مشيرا إلى أن الصين دولة متقدمة للغاية وتطورت بشكل سريع جدا خلال السنوات الأخيرة، وأنها تعطي اهتماما لافتا بالبحث العلمي، موضحا أن القيادة السياسية في مصر والدول العربية تتجه للتعاون مع الصين بشكل أكبر، باعتبارها تمتلك "تجربة ملهمة" في التعليم والتكنولوجيا الحديثة.
وأضاف محمد عبد الفتاح أن الصين أصبحت نموذجا يحتذى في العالم، وخاصة في منطقتنا العربية التي تولي اهتماما كبيرا بالتجربة الصينية، لاسيما فيما يتعلق بالتعليم والبحث العلمي وتوطين التكنولوجيا، وهي المجالات التي باتت تشهد اهتماما خاصا في السنوات الأخيرة، من خلال تعاون الدول العربية مع الدول الأخرى وفي مقدمتها الصين.
وأوضح أن هذا الاهتمام كان حافزا للدول العربية على الاتجاه للتوسع في تعليم اللغة الصينية في الجامعات ومدارس التعليم الأساسي، حيث أنه من المتوقع أن يصبح للغة الصينية دورا كبيرا مستقبلا شأنها في ذلك شأن اللغة الإنجليزية، وهو ما برز مع انتشار وتوسع الاستثمارات الصينية الهائلة وتزايد أهمية اليوان الصيني كعملة دولية.
وتابع قائلا "كل ذلك دفع الدول العربية للأخذ بعين الاعتبار التقدم الصيني المذهل سواء في المجال الاقتصادي أو التعليمي والتكنولوجي أو أي مجالات أخرى، وهو ما انعكس مؤخرا في تزايد حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين التي أصبحت الشريك التجاري الأول لكل الدول العربية تقريبا، وكذلك ارتفاع حجم الاستثمارات الصينية المهمة بكل المجالات في الدول العربية، خاصة في ظل ما تتمتع به أغلب دول المنطقة حاليا من استقرار أمني وسياسي، وتمتع دول المنطقة بالعديد من السمات المميزة لها".
ونوه إلى أن اتجاه الدول العربية لتوطين التكنولوجيا الحديثة والصناعات المتقدمة ساهم بشكل لافت في التوسع في توقيع اتفاقيات التعاون والاستثمار مع الجانب الصيني لإقامة المشروعات المتقدمة والصناعات الحديثة، ما خلق أهمية خاصة للتعليم والابتكار والتكنولوجيا حتى يكون لها دور في تأهيل الكوادر القادرة على التعامل مع هذه التكنولوجيات المتقدمة وإدارة هذه التكنولوجيا الحديثة.
وشدد على أن الصين ستلعب في الفترة المقبلة دورا بالغ الأهمية على الساحة الدولية خاصة من خلال التعاون مع الدول النامية والفقيرة في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية لتوطين التكنولوجيا ورفع معدلات النمو وتحقيق طفرات في المجالات التنموية المختلفة لخلق مجتمع دولي جديد قائم على التعاون وتبادل المنافع وتحقيق الفوز المشترك.
وأشار إلى أن العالم أصبح حريصا على الاستفادة من التطور التكنولوجي الصيني، وهو ما بدى بارزا من خلال تبوأ تكنولوجيا 5G الصدارة في مختلف المجالات التكنولوجية والتي أصبحت قاسما مشتركا في الكثير من التطور الهائل في الابتكار والابداع والتكنولوجيا، لافتا إلى أن اتجاه الصين لإحداث تقدما كبيرا في 6G لا شك أنه سيكون أكثر تقدما وتأثيرا على الحياة بشكل عام.
وأكد رئيس الاتحاد العربي للتعليم والبحث العلمي، أنه لا يمكن لأي دولة أن تتجاهل هذا التقدم الكبير الذي تحققه الصين أو تغض الطرف عنه لما له من تأثير واسع، مشيرا إلى أن العالم أجمع يتابع بشغف كبير هذا التطور التكنولوجي المذهل الذي تحققه الصين.
وشدد الدكتور محمد عبد الفتاح مصطفى على حرص مصر والدول العربية على توطين هذه التكنولوجيا والتفاعل معها بإيجابية من خلال التعاون مع الصين وألا تكون فقط مجرد مستوردة لهذه التكنولوجيا الحديثة.
وأوضح أن اتجاه الدول العربية للتعاون مع الصين بشكل مكثف جاء بعد إدراك العرب جيدا من الصديق ومن العدو، ومن يحقق المصالح العربية، منوها إلى أن "ما حدث خلال فترة الخريف العربي وليس الربيع العربي وحالة الفوضى الكبيرة التي عانت منها المنطقة والتي تسببت في تدمير الكثير من الدول العربية، وأنه بعد قدرة الدول العربية وفي مقدمتها مصر على تجاوز هذه المحنة التي مرت بها، أدركت جيدا أهمية التعاون مع الصين بصفتها صديق أمين ويؤتمن على هذه العلاقات".
وأردف محمد عبد الفتاح مصطفى قائلا، "إن ذلك جعل الدول العربية تعيد حساباتها جيدا وتعيد النظر في الكثير من السياسات، وخاصة فيما يتعلق بتوطين التكنولوجيا الحديثة التي تمكنها من استثمار إمكانياتها الاقتصادية والطبيعة المتاحة وزيادة القيمة المضافة لها لتعظيم الاستفادة منها، وبما يعزز من قدراتها الاقتصادية والتنموية".