تعليق ((شينخوا)): التعاون في الحزام والطريق يعزز الشراكة الصينية العربية
استقبال حار للرئيس الصيني شي جين بينغ لدى وصوله من قبل أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر آل سعود، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، الوزير ياسر الرميان، المعني بالشؤون الصينية، ولفيف من كبار أفراد العائلة المالكة والمسؤولين البارزين في الحكومة، في مطار الملك خالد الدولي في العاصمة السعودية الرياض. (شينخوا)
بكين 8 ديسمبر 2022 (شينخوا) رغم تباعدهما جغرافيا، إلا أن الصين والعالم العربي يربطهما تاريخ طويل من التبادلات الودية على طول طريق الحرير القديم، ما يجعلهما شريكين طبيعيين للتعاون في إطار الحزام والطريق.
والآن، مع استعداد الجانبين لتحقيق التنمية المشتركة الأكثر إنتاجية والمضي قدما نحو مستقبل مشترك أكثر إشراقا، فيمكن أن تلعب مبادرة الحزام والطريق دورا أكبر بكثير.
وقد وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى العاصمة السعودية الرياض يوم الأربعاء لحضور القمة الصينية العربية الأولى والقمة الأولى للصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية. وسيقوم أيضا بزيارة دولة إلى السعودية.
وهذه أحداث بارزة في العلاقات الصينية العربية. كما تعد دليلا واضحا للإيمان الراسخ والإرادة القوية للجانبين في الارتقاء بعلاقتهما الاستراتيجية وتعزيز التعاون متبادل المنفعة، والعمل معا لمعالجة التحديات العالمية والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين في الأوقات العصيبة.
ويُعتقد أن التبادلات رفيعة المستوى ستُساعد الصين والعالم العربي على المضي قدما في صداقتهما التقليدية، وبناء توافق أقوى، وتعزيز تحفيز التعاون في إطار الحزام والطريق، وبالتالي، وضع أساس متين للبناء المشترك لمجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد.
وتعود التعاملات الودية بين الجانبين إلى العصور القديمة. فمنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية قبل أكثر من 70 عاما، يتعامل الجانبان معا باحترام، ويتعلمان من بعضهما البعض، فضلا عن إقامتهما للتعاون المربح للطرفين مع تحقيق نتائج ملحوظة.
ومنذ أن سلط شي الضوء على التعاون في إطار الحزام والطريق في الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي عام 2014، كثف الجانبان، باتباع روح طريق الحرير في السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعلم المتبادل والمنافع المشتركة، جهودهما لإطلاق إمكانات التعاون وتعزيز محركات النمو الجديدة للتنمية المشتركة.
تظهر هذه الصورة لافتة ضوئية للإعلان عن القمة الصينية العربية في أحد شوارع الرياض، المملكة العربية السعودية، في 7 ديسمبر 2022. وستُعقد القمة الصينية العربية الأولى والقمة الأولى للصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض. (شينخوا)
وحتى الآن، وقعت الصين وثائق التعاون بشأن البناء المشترك للحزام والطريق مع 20 دولة عربية وجامعة الدول العربية. كما حسنت مشاريعها المشتركة، من منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر إلى محطة الخرسعة للطاقة الشمسية في قطر التي تبلغ سعتها 800 ميغاوات، معيشة ما يقرب من ملياري شخص وعززت التنمية في المنطقة.
وواصل التعاون الصيني العربي ازدهاره رغم تفشي وباء كوفيد-19. وفي 2021، ظلت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية، حيث نمت التجارة الثنائية بنسبة 37 بالمائة على أساس سنوي لتصل إلى حوالي 330 مليار دولار أمريكي، فيما وصلت أرصدة الاستثمار المباشر المتبادل بين الجانبين إلى 27 مليار دولار أمريكي، بزيادة 2.6 ضعف عما كانت عليه في عام 2011.
وفي السنوات الأخيرة، شمل التعاون المزدهر للصين في إطار الحزام والطريق مع العالم العربي أبعادا جديدة، مثل المجال الصحي. فمن أجل احتواء كوفيد-19، مد الجانبان يد المساعدة لبعضهما البعض وحققا تعاونا في مجالات منها السيطرة على الوباء وتقاسم المعلومات وأبحاث اللقاحات وتوزيعها.
ومع مواجهة العالم مجموعة من التحديات غير المسبوقة، بما في ذلك الوباء المستمر، والتباطؤ الاقتصادي الأكثر حدة من المتوقع، وأزمتا الطاقة والغذاء، فمن المتوقع أن تفسح الصين والعالم العربي، مع تأثيرهما المتزايد في الساحة العالمية، مجالا لمزايا كل منهما، ويلعبا دورا أكبر في الشؤون الدولية.
وفيما يتعلق بالمنفعة المشتركة للجانبين والعالم بأجمعه، فمن المهم أن تبذل الصين والدول العربية جهودا مشتركة لتحقيق الاستقرار في سلاسل التصنيع، والحفاظ على الأمن العالمي للطاقة، ومعالجة سلسلة من القضايا الملحة تشمل الفقر والإرهاب وتغير المناخ، فضلا عن الحفاظ على الاستقرار العالمي.
وباعتبارها صديقا وشريكا جيدا للعالم العربي، ستتمسك الصين، كالعادة، بتحقيق العدالة في القضايا الإقليمية الساخنة وتوطيد التنسيق والتعاون مع الدول العربية لتعزيز الحلول السياسية والسلمية لهذه القضايا بشكل مشترك.
وتتطلع بكين أيضا إلى توسيع التعاون في إطار الحزام والطريق مع الدول العربية في مجالات تشمل الزراعة والبنية التحتية والاستثمار والتمويل وصناعات التكنولوجيا الفائقة، فضلا عن تسهيل التبادلات الشعبية والثقافية لتقريب الحضارتين.
وقبل نحو ألفي عام، بدأ أسلاف الجانبين التجارة عبر طريق الحرير القديم وأقاموا صداقة اجتازت اختبار الزمان وظلت مفعمة بالحيوية حتى اليوم.
وفي عالم مليئ بعدم اليقين، يحتاج الجانبان إلى المضي قدما في روح طريق الحرير، إلى جانب المضي قدما جنبا إلى جنب لتحقيق آفاق جديدة في تعاونهما. وهذا لن يعود بالنفع على الجانبين فحسب، بل أيضا على العالم بأجمعه.