المنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون في الطاقة الإنتاجية تحصد ثمارها الأولى وسط جهود مبذولة مشتركة
بكين 8 ديسمبر 2022 (شينخوا) في مدينة خليفة الصناعية (كيزاد) التي تقع بين أبو ظبي ودبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، يلفت أنظار الناس مبنى كبير يتميز بنمط يشبه ختماً صينياً أحمر، ترتبط به طرق ممتدة إلى ورشات ومصانع حديثة بالقرب منه.
ذلك المنظر هو جانب من المنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون في الطاقة الإنتاجية، التي تعد بمثابة مشروع مهم لشراكة الصين والإمارات في بناء "الحزام والطريق". وقد انطلقت أعمال بنائها في يوم 16 مايو 2018، بمساحة إجمالية تبلغ 12.2 كيلومتر مربع، بهدف تحفيز التعاون بين البلدين في مجالات التصنيع المتقدم، والطاقة الجديدة، وهندسة الكيماويات الدقيقة، والتخزين، ومعالجة المعادن.
وفي يوم 3 أكتوبر من العام الجاري، أقامت شركة "سوبرفيو" المحدودة لتصنيع المعادن مراسم بدء التشغيل في المنطقة، وهي أول مشروع يبدأ أعمال الإنتاج في المنطقة.
وبهذا الصدد، قال تانغ جيان شيونغ، وهو مسؤول عن مشروع "سوبرفيو"، قال إن الإمارات تعد مركزا تجاريا مهما يتميز بموقع جغرافي ممتاز ومجتمع مستقر ومنظم وأيدي عاملة وافدة وافرة وأسعار طاقة وسياسات ضريبية مفضلة، الأمر الذي يلاقي متطلبات شركته للتنمية، مضيفا أن شركته بعثت أفرادا لاستطلاع هذه المنطقة في يوليو عام 2021، ووقعت اتفاقية معها في ديسمبر الماضي. أما المشروع الذي يدخل طور الإنتاج مؤخرا فيستطيع أن ينتج 3 ملايين أسطوانة فولاذية غير قابلة لإعادة الملء سنويا.
ولفت تانغ إلى أنه ومع انحسار جائحة كوفيد-19 في العالم وتسهيل النقل والسفر الدولي، شهد مشروع سوبرفيو المزيد من التحسن في أدائه في الإمارات، معبراً عن ثقته في آفاق تنمية المشروع، ولفت إلى أن شركته تخطط لتوسيع الاستثمار لبناء المشروع إلى مركز توزيع مهم للشركة على الصعيد العالمي.
وباعتبارها الجهة المنشئة والمديرة للمنطقة، شهدت شركة جيانغسو المحدودة للاستثمار والتعاون الدولي (جوسيك) إقامة المنطقة من الصفر إلى مجمع صناعي حديث في الوقت الراهن. وتذكر هاو سي هوان، نائب المدير العام للشركة أنه وفي بداية أعمال البناء، لم يكن هناك إلا صحراء قاحلة ودرجة حرارة عالية جدا، غير أن فريق البناء والإدارة الصيني تلقى ترحيبا حارا ومساعدات سريعة من مختلف الإدارات المحلية.
وبدأ تشغيل مركز الإدارة والخدمات والورشات والمصانع في المنطقة، وتم بناء الطرق داخلها أيضا، وأنجزت أعمال بناء الحي السكني. كما أن من المتوقع أن تنجز أعمال بناء منشآت البنية الأساسية بمنتصف العام القادم.
وفي الوقت نفسه، تشهد المنطقة تقدما في جذب الشركات الصينية، حيث بلغ عدد الشركات التي وقعت اتفاقيات رسمية مع المنطقة 9 شركات، وبجانب ذلك، قررت 6 شركات إنشاء مقرات إقليمية أو فروع تجارية لها في هذه المنطقة.
وتعمل بعض هذه الشركات في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، الذي يعد جزءا مهما للتعاون الصيني الإماراتي في إطار "الحزام والطريق"، وخاصة الفضاء والطيران.
فمثلاً، جذبت المنطقة شركة أوريجين سبيس ( Origin Space ) المحدودة للتكنولوجيا، التي تتخذ من مدينة نانجينغ بشرقي الصين مقرا لها وتعمل على استكشاف وتطوير واستخدام الموارد الفضائية، للدخول إلى المنطقة في ديسمبر الجاري، حيث ستنشئ الشركة مركزا لها للبحث والتطوير، ومركزا للعرض في الإمارات، ومن المتوقع أن يتم بناء المركزين في أواسط يناير القادم.
وقال وو شيان، نائب الرئيس التنفيذي لشركة أوريجين سبيس إن شركته اتصلت بوكالة الإمارات للفضاء والهيئات الاستثمارية الشهيرة والجامعات والمعاهد العليا المحلية، سعيا وراء تنفيذ مشاريع فضاء للأغراض التجارية في الإمارات، وتمديد التعاون إلى مجالات السفر الفضائي والاقتصاد الرقمي وغيرها.
وفي هذا السياق، أشار محمد غريب، الرئيس التنفيذي لتجربة ورضا المتعاملين من مجموعة كيزاد، "يهدف تعاوننا مع جوسيك إلى بناء أساس قوي للشركات الصينية التي يجري تأسيسها في دولة الإمارات العربية الـمتحدة. إن المنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون في الطاقة الإنتاجية مجهزة تجهيزًا جيدًا لخدمة الاحتياجات الـمتنوعة للمستثمرين الصينيين من خلال بنية تحتية عالمية المستوى، ومستودعات جاهزة، ومقر سكني مخصص للعمال.
وأضاف: " نفخر، بصفتنا مجموعة كيزاد، بالإنجازات التي حققناها مع جوسيك في إطار سعينا نحو تحقيق رؤيتنا الـمشتركة لبناء جسر اقتصادي بين الصين والشرق الأوسط وما وراءهما عبر أبو ظبي".