مقالة خاصة: عملاق البناء الصيني يراعي "التنمية الخضراء" بمشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة بمصر
في الصورة الملتقطة يوم 27 يونيو 2022، موقع بناء منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة شرقي القاهرة، مصر. (شينخوا)
القاهرة 6 نوفمبر 2022 (شينخوا) مع ظهور ناطحات السحاب الشاهقة في الصحراء، يمكن بسهولة تمييز منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر، حيث يتم تشييد هذا الصرح المكون من عدة أبراج على مدار السنوات الأربع الماضية بواسطة واحدة من أكبر شركات البناء في الصين والعالم، والتي جاهدت في تنفيذها للمشروع بأن يكون نموذجا للتنمية الحضرية الخضراء.
وتقع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية المصرية الجديدة في القلب من خطة مصر الطموحة لبناء مدينة حديثة جديدة على بعد حوالي 50 كيلومترا شرق العاصمة الحالية القاهرة، وقد تم التعاقد بشكل أساسي مع فرع الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC) في مصر لتنفيذ المشروع.
وقال يوان هاو مدير قسم التصميم بفرع الشركة الصينية في مصر، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "كونه مشروع رئيسي في إطار مبادرة الحزام والطريق، فنحن يقع على عاتقنا مسؤولية تطبيق وتعزيز فكرة التنمية الخضراء، ونأمل أن تكون منطقة الأعمال المركزية بمثابة نموذجا للتنمية الخضراء في إطار المبادرة".
ومنذ بدء إنشاء منطقة الأعمال المركزية في عام 2018، قامت الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية بتطبيق المعايير الصينية لحماية البيئة ودمج المفاهيم الصديقة للبيئة في التخطيط الحضري للمشروع، والتصميم المعماري، وكذلك عمليات البناء، بحسب مدير قسم التصميم.
وأوضح يوان أنه منذ بداية التخطيط، فقد تم تزويد منطقة الأعمال المركزية بوسائل نقل عامة فعالة ونظام للمشاة، مما يشجع الجميع على استخدام وسائل النقل العام أو المشي من أجل تحقيق مفهوم التنقل الأخضر.
وتم أيضا إنشاء محطة طاقة إقليمية بهدف التبريد المركزي للمباني الشاهقة بمنطقة الأعمال المركزية، كما تم تركيب خزان حراري لتقليل الحمل الأقصى وتحسين معدل استخدام الطاقة الكهربائية.
وأضاف يوان أنه "فيما يتعلق بالتصميم المعماري، يتم استخدام أنواع مختلفة من الخرسانة، مما يقلل بشكل كبير من استهلاك طاقة البناء ويحسن أداء العزل الحراري للمبنى".
ويغطي مشروع منطقة الأعمال المركزية مساحة تبلغ حوالي 505 الآف متر مربع، بها 20 برجا تجاريا وسكنيا، بالإضافة إلى البنية التحتية التي تدعمها، ومن بينها البرج الأيقوني الذي يبلغ ارتفاعه 385 مترا ويعد أطول برج في إفريقيا.
وقال يوان إن الشركة الصينية ساهمت أيضا بخبرتها الواسعة في "البناء الأخضر" لمشروع منطقة الأعمال المركزية، باستخدام قوالب الألمنيوم بدلا من القوالب الخشبية التقليدية، مضيفا أن التكنولوجيا الجديدة حسنت بشكل كبير معدل إعادة تدوير مواد البناء.
كما تم إنشاء نظام للمياه المعالجة في موقع البناء عبر تنقية مياه الصرف الصحي واستخدامها لإزالة الغبار في الموقع والري وتنظيف المركبات، وفقا للمهندس الصيني.
وأكد يوان أن النهج الأخضر الذي تتبعه الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية في مصر يتماشى مع فكرة "التنمية الخضراء" لدى الجانب المصري في بناء العاصمة الإدارية الجديدة.
ووصف المهندس الصيني مشروع منطقة الأعمال المركزية بأنه "مثال ساطع للتعاون بين الصين ومصر في مجال التنمية الخضراء"، حيث تستضيف مصر المؤتمر السابع والعشرين لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 27) الذي انطلقت فعالياته اليوم (الأحد).
واختتم يوان قائلا، "بينما تستفيد شركتنا من التنمية السريعة في الصين، أخذنا زمام المبادرة في استكشاف مجموعة من تقنيات البناء الخضراء المناسبة للدول النامية وهي تقنيات أكثر واقعية وبالفعل تم اختبارها عمليا".
من جانبه، قال مهندس الميكانيكا المصري محمد حمدي سلامة، الذي يعمل لدى فرع الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية في مصر لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الشركة تواصل البحث عن أفكار جديدة لتوفير الطاقة أثناء تنفيذ المشروع.
"في عملنا بمشروع منطقة الأعمال المركزية، نستخدم ألواح الصوف الصخري لتحسين العزل، كما نستخدم واجهات زجاجية مزدوجة في جميع الأبراج، وذلك يعزز كفاءة الطاقة من خلال تقليل أحمال التبريد داخل المباني"، هكذا أوضح المهندس المصري.
وأردف محمد حمدي سلامة أنه تم تركيب خزان حراري لمساعدة المبردات على العمل بشكل مستمر، بالإضافة إلى استخدام نظام إدارة المباني للتحكم في جميع الأبراج، والذي من خلاله يتم إطفاء الأنوار وإيقاف تشغيل المعدات الكهربائية الأخرى بعد مغادرة العمال.
وأشار المهندس المصري إلى أن الصين تسعى دائما إلى التنمية المستدامة من خلال وضع خطط لمدة 5 أو 10 سنوات، مضيفا أن هذه الأيديولوجية تتبعها أيضا الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية في مصر.
وقال إنه "على المستوى الشخصي، يمكنني أن أرى وأتعلم أهمية هذه الأيديولوجية، وكذلك كيف تؤثر على كل خطوة في المشروع وكيف تساعد في تحقيق الاستدامة".