شي يجري زيارة دولة إلى قازاقستان

التاريخ: 2022-09-15 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

نور سلطان 14 سبتمبر 2022 (شينخوا) وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى هنا بعد ظهر اليوم (الأربعاء) وبدأ زيارة دولة لجمهورية قازاقستان.

استقبل الرئيس شي بحرارة الرئيس القازاقي قاسم جومارت توكاييف برفقة كبار مسؤولي قازاقستان، من بينهم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القازاقي مختار تليوبيردي وعمدة نور سلطان ألتاي كولجينوف في المطار. ووقف نحو 70 من حرس الشرف في المراسم صفين لتحية القائدين بينما كانت الفرقة العسكرية تعزف الأبواق. ورحبت فتاتان قازاقيتان ترتديان ملابس جميلة، تحملان الزهور، بوصول شي.

وأصدر شي كلمة مكتوبة، أعرب فيها نيابة عن الصين حكومة وشعبا، عن خالص التحيات وأطيب التمنيات لقازاقستان حكومة وشعبا.

وأشار إلى أن الصين وقازاقستان تربطهما الجبال والأنهار، وهما جارتان وصديقتان وشريكتان على نحو جيد بمصير مشترك، مضيفا أنه على مدار الثلاثين عاما الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، شهدت العلاقات بين الصين وقازاقستان تقدما سريعا ووصلت إلى مستوى عال من الشراكة الاستراتيجية الشاملة الدائمة.

وأشار إلى أنه خلال الزيارة، سيجري محادثات مع توكاييف لرسم خطة جديدة بشكل مشترك للتعاون الشامل بين الصين وقازاقستان. كما أعرب عن ثقته في أن هذه الزيارة ستضخ دفعة جديدة وقوية في التنمية والازدهار المشتركين في البلدين.

ووصل دينغ شيوه شيانغ ويانغ جيه تشي ووانغ يي وخه لي فنغ والمسؤولون المرافقون الآخرون على الطائرة نفسها.

كما وصل السفير الصيني لدى قازاقستان تشانغ شياو إلى المطار لاستقبال الوفد.

جلب الخريف الذهبي رياحا لطيفة وسحبا خفيفة إلى مدينة نور سلطان. على السواري المصطفة في الشوارع، كانت الأعلام الحمراء ذات الخمس نجوم ترفرف عاليا. برفقة دراجة نارية، وصل موكب ضيف الدولة شي إلى قصر أكوردا الرئاسي. استقبله توكاييف بحرارة عندما ترجل من السيارة. ثم توجه رئيسا الدولتين معا إلى القاعة الرئيسية للقصر الرئاسي.

في القاعة الرئيسية ذات الإضاءة الزاهية والأنيقة والرائعة، كان حرس الشرف واقفا.

أقام توكاييف مراسم ترحيب كبيرة للرئيس شي. ووقف رئيسا الدولتين على المنصة بينما عزفت الفرقة العسكرية النشيدين الوطنيين للصين وقازاقستان. وبرفقة توكاييف، تفقد شي حرس الشرف.

بعد مراسم الترحيب، دعا توكاييف الرئيس شي إلى معرض فني بعنوان "قازاقستان-الصين: حوار عبر الألفية". تم عرض الكنوز الفنية الصينية والقازاقية من متحف الدولة للفنون في جمهورية قازاقستان. اللوحات الصينية الرائعة والخزف الصيني الرائع والحرير والخزف القازاقي كلها شواهد حية على التعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والقازاقية الرائعتين على مدى الألفية، كما تشهد على تاريخ من التبادلات الودية بين أجيال من الشعبين الصيني والقازاقي.

وقد عقد الرئيسان محادثات رسمية.

وأشار شي إلى أنه على مدار العقود الثلاثة الماضية منذ أن أقامت الصين وقازاقستان العلاقات الدبلوماسية، صمدت العلاقات الثنائية أمام اختبار المشهد الدولي المتغير، وحققت جوهرا أكبر ومستويات أعلى ونتائج أكثر إثمارا.

وقال شي إن البلدين أوجدا العديد من "الأوليات" في علاقاتهما، من بينها تسوية مسألة الحدود ومد أنابيب النفط والغاز عبر الحدود وإجراء تعاون دولي في مجال القدرة الإنتاجية وبناء شراكة استراتيجية شاملة دائمة.

وقال شي إن الصين تقدر بشدة علاقاتها مع قازاقستان، وتدعمها بقوة في حماية استقلالها الوطني وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وفي اتخاذ تدابير الإصلاح للحفاظ على استقرارها وتنميتها على المستوى الوطني، مضيفا أن الصين ستظل دائما صديقة وشريكة موثوقة لقازاقستان.

وقال إن الصين مستعدة للعمل مع قازاقستان في دعم تنمية بعضهما البعض وتجديد شباب كل منهما بقوة، ومساعدة بعضهما البعض على تحقيق التنمية والازدهار. إن الصداقة المتينة بين الصين وقازاقستان ستسهم في نمو القوى الإيجابية والتقدمية في العالم وفي بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

وشدد شي على أن التعاون بين الصين وقازاقستان يتمتع بأساس متين وإمكانات ضخمة وآفاق واسعة، مضيفا أنه يتعين على الجانبين الاستفادة بشكل جيد من الآليات القائمة مثل الاجتماعات المنتظمة لرئيسي الوزراء ولجنة التعاون الصينية-القازاقية، لتضافر استراتيجيات التنمية والاستفادة من نقاط القوة النسبية لبعضهما البعض والارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستوى جديد.

وقال شي إنه من المهم أن يعمل الجانبان معا من أجل تعاون عالي الجودة للحزام والطريق، وأن يعززا التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والقدرة الإنتاجية والارتباطية والاستجابة لكوفيد-19، وأن يوسعا التعاون الابتكاري في مجالات مثل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والتمويل الرقمي والتجارة الإلكترونية عبر الحدود والطاقة الخضراء والبنية التحتية الخضراء، مضيفا أن الجانبين بحاجة إلى إقامة علاقات أوثق بين الشعبين وتعزيز التبادلات الودية والتفاهم المتبادل بين الشعبين.

وأكد شي أن الصين تدعم دول آسيا الوسطى في حماية الأمن السياسي والاستقرار الاجتماعي وتعزيز التعاون من أجل التكامل.

وأوضح شي أن الصين ستحافظ على اتصالات وثيقة مع قازاقستان للتعامل بشكل مناسب مع مختلف المشكلات الجديدة والتحديات الجديدة، ومعارضة تدخل القوى الخارجية في شؤون دول آسيا الوسطى، وتعزيز الاستقرار والأمن الدائمين في المنطقة بشكل مشترك.

وأضاف أن الجانبين بحاجة إلى تعزيز التعاون ضمن الأطر متعددة الأطراف مثل منظمة شانغهاي للتعاون، ومؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، والصين + آسيا الوسطى، والدعم المشترك للجهود المبذولة من أجل نجاح قمة منظمة شانغهاي للتعاون في سمرقند، من أجل ضخ زخم جديد في التنمية المستقبلية للمنظمة. كما يتعين على الجانبين تعزيز التنسيق الدولي وممارسة التعددية الحقيقية والمساهمة في بناء نظام حوكمة عالمي أكثر عدلا وإنصافا.

وأعرب توكاييف عن تهانيه الحارة للصين على إنجازاتها التنموية العظيمة تحت قيادة شي، وتمنى للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني النجاح الكامل.

وقال إن اختيار شي لزيارة قازاقستان في أول رحلة خارجية له منذ تفشي جائحة كوفيد-19، وبمناسبة الذكرى الثلاثين للعلاقات الدبلوماسية بين الصين وقازاقستان، يعكس تماما الدرجة العالية من الثقة المتبادلة بين البلدين والطبيعة رفيعة المستوى للشراكة الاستراتيجية الشاملة الدائمة بين قازاقستان والصين.

وأشار إلى أن الجانبين سيوقعان بيانا مشتركا لإثبات التزامهما الراسخ بثلاثين عاما ذهبية أخرى من العلاقات بين قازاقستان والصين، والتي لها أهمية خاصة وكبيرة في البيئة الدولية الحالية المتقلبة والمعقدة، مضيفا أنه يعتقد أن زيارة شي ستمثل علامة فارقة جديدة في تاريخ العلاقات بين قازاقستان والصين وستضفي جوهرا ودافعا جديدين على نمو الشراكة الاستراتيجية الشاملة الدائمة بين البلدين.

وقال إن قازاقستان ستواصل التمسك بقوة بسياسة صين واحدة وستكون شريكة جيدة وصديقة جيدة يمكن للصين الاعتماد عليها دائما في جميع الظروف.

وفي إشارة إلى أن العام المقبل يوافق الذكرى العاشرة لمبادرة الحزام والطريق التي اقترحها شي، قال توكاييف إن مبادرة الحزام والطريق أصبحت محركا مهما لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وستواصل قازاقستان دعم مبادرة الحزام والطريق والمشاركة فيها بنشاط.

وأعرب توكاييف عن تقديره للصين للدعم القيم الذي تلقته قازاقستان في معركتها ضد كوفيد-19 والسعي لتحقيق التنمية الاقتصادية، مضيفا أن قازاقستان تأمل في تحسين تضافر استراتيجيات التنمية مع الصين وتكثيف التبادلات على مختلف المستويات وتعميق التعاون في جميع المجالات، من بينها الاقتصاد والتجارة والبنية التحتية والطاقة والتصنيع والعلوم والتكنولوجيا والسياحة والتفاعلات الشعبية.

وقال إن قازاقستان على استعداد للعمل مع الصين لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي وتعزيز التنسيق والتعاون داخل أطر مثل منظمة شانغهاي للتعاون، ومؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، والصين + آسيا الوسطى، والحماية المشتركة للأمن والاستقرار في المنطقة وكذا تدعيم التنمية المشتركة.

وقد وقع رئيسا البلدين وأصدرا البيان المشترك بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية قازاقستان في الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية، وأعلنا أن الصين وقازاقستان ستعملان من أجل هدف ورؤية بناء مجتمع مصير مشترك تحدده صداقة دائمة ودرجة عالية من الثقة المتبادلة والمشاركة في السراء والضراء.

ووقعت الإدارات المعنية من الجانبين وثائق تعاون ثنائي في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والارتباطية والتمويل والحفاظ على المياه والإعلام. وقرر الجانبان إقامة قنصليتين عامتين في شيآن في الصين وأكتوبي في قازاقستان على التوالي.

وعقب المحادثات، حضر شي مأدبة الترحيب التي أقامها توكاييف، وتبادل الزعيمان بعمق وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وبعد المأدبة، اختتم شي زيارته وغادر نور سلطان متوجها إلى سمرقند. وكان في وداعه توكاييف وغيره من كبار مسؤولي قازاقستان في المطار.

وقال توكاييف إن زيارة شي، وإن كانت قصيرة، مثمرة للغاية، مضيفا أن الزعيمين توصلا إلى توافق مهم للغاية، ما سيرفع العلاقات بين قازاقستان والصين إلى مستوى أعلى.

وأشار شي إلى أن زيارته نقطة انطلاق جديدة للعلاقات الثنائية، وأعرب عن إيمانه بأنه من خلال الجهود المشتركة للجانبين، ستتمتع العلاقات بين الصين وقازاقستان بتطور أكبر في المستقبل.

واتفق رئيسا الدولتين على البقاء على اتصال وثيق من خلال مختلف الوسائل.

حضر كل من دينغ شيوه شيانغ ويانغ جيه تشي ووانغ يي وخه لي فنغ ومسؤولون آخرون الأنشطة ذات الصلة.











تحرير: تشن لو يي