خبراء صينيون وعرب: مبادرة التنمية العالمية تضخ حيوية جديدة للارتقاء بالعلاقات الصينية العربية إلى مستوى أعلى

التاريخ: 2022-09-10 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

بكين 9 سبتمبر 2022 (شينخوا) أُقيمت أمس الخميس، الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية عبر دائرة الفيديو، حيث سلّط المنتدى الضوء على مبادرة التنمية العالمية وسبل تعزيز التنمية المشتركة بين الصين والدول العربية.

وأشاد الخبراء والباحثون المشاركون في المنتدى بمبادرة التنمية العالمية، مؤكدين على أهمية دورها في دفع عودة قضية التنمية إلى جدول الأعمال الأساسي الدولي، وتماشيها مع الإرادة والمساعي الصينية والعربية في السعي نحو السلم وتحقيق التنمية ودفع التعاون.

وقال تشاي جيون، المبعوث الخاص للحكومة الصينية لقضايا الشرق الأوسط، إن مبادرة التنمية العالمية تهدف إلى لفت انتباه المجتمع الدولي إلى قضايا التنمية، ودعم تقوية الشراكات الإنمائية العالمية، وتعزيز التعاون الإنمائي الدولي، وتسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، بما يدفع تنمية عالمية خضراء أقوى.

وأضاف أن مبادرة التنمية العالمية تحافظ على روح الانفتاح والشمولية في الشراكة، وترحب بالمشاركة الواسعة من جميع الأطراف، وتسعى لتحقيق هدف عدم تخلف أي بلد عن الركب، وعدم تجاهل أي نداء، وعدم التخلي عن أي أحد، بغية بناء كيان للتنمية العالمية المشتركة. ولقيت هذه المبادرة استجابة جيدة من قبل المجتمع الدولي، كما أعربت العديد من الدول العربية بما في ذلك مصر والسعودية والجزائر والإمارات وقطر والمغرب وغيرها، عن دعمها لهذه المبادرة.

وأردف أن الصين لم تطرح مبادرة التنمية العالمية فحسب، بل تقوم على تنفيذها أيضا، وأنها مستعدة للعمل مع الدول العربية لتحويل تلك المبادرة إلى واقع ملموس من خلال إجراءات عملية، وجعل الإنجازات التنموية تعود بالفائدة على الشعب الصيني والشعوب العربية، والمضي سويا لتعزيز إقامة شراكة تنموية عالمية قوامها الوحدة والمساواة والتوازن والمزايا العالمية، بما يسهم في دفع قضية التنمية العالمية.

وفي السنوات الأخيرة، يتعمق التعاون العملي بين الصين والدول العربية على نحو مطرد، ليستشرف آفاقا واعدة. فرغم الجائحة، لم تتوقف قنوات التعاون بين الجانبين. وأجرت الصين والدول العربية تعاونا مثمرا في المجالات التقليدية مثل الطاقة والبنية التحتية والطاقة الإنتاجية والتمويل. واقترب حجم التبادل التجاري بين الجانبين من 330 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، بزيادة نسبتها 37 بالمائة على أساس سنوي؛ واستوردت الصين 265 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، وهو ما يمثل 51.6 بالمائة من إجمالي واردات الصين النفطية في ذلك العام.

وأشار لي تشنغ ون، السفير السابق لشؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية، إلى أن دفع مبادرة التنمية العالمية يجب أن يصبح محتوى جديدا لجهود تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية للصين والدول العربية، وفهما استراتيجيا مشتركا بين الجانبين، لافتا إلى أن تنفيذ مبادرة التنمية العالمية وتعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية بوسعه ضخ زخم جديد في تنمية البلدان العربية وحتى منطقة الشرق الأوسط، وفتح مجال واسع للارتقاء بالعلاقات الصينية العربية إلى مستوى أعلى، بما يثري التعاون الثنائي.

كما أشاد الخبراء العرب الذين حضروا المنتدى، بمبادرة التنمية العالمية. وقال خليل الذوادي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن المنتدى يسهم بدوره في تعزيز العلاقات المتميزة في كافة المجالات بين الدول العربية والصين، معرباً عن تقدير الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للمساعي الصينية حيال دفع التنمية، والمتمثلة في مبادرة التنمية العالمية التي طرحتها الصين للدفع بالتعاون نحو تسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 وحشد الجهود لمواجهة التحديات التنموية بشكل مشترك.

ونوّه باهر مردان، مستشار في سفارة جمهورية العراق لدى جمهورية الصين الشعبية، بأن مبادرة التنمية العالمية التي اقترحتها الصين جاءت في الوقت المناسب وأنها مبادرة إنمائية عالمية تتمحور حول الشعوب، مشيرا إلى أنه من خلال الانضمام إلى هذه المبادرة، يمكن للعراق الاستفادة من تجارب الصين الناجحة حول تنسيق تخطيط التنمية، وتوفير الطاقة، وخفض الانبعاثات، وضمان الأمن الغذائي، ما يدفع خطة التنمية المستدامة في العراق.

وقالت مريم المعاضيد، نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، إن مبادرة التنمية العالمية تهدف إلى إقامة نوع جديد من العلاقات الدولية يستند إلى قاعدة المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة للدول والشعوب مع مراعاة الظروف الموضوعية للشعوب وتلبية أولوياتها الوطنية واحترام هويتها وثقافتها، مضيفة أن هذه المبادرة تأتي والعالم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى ممارسات تنموية وتعاونية خلاّقة، تتضافر فيها الجهود وتتكامل الإمكانيات للتصدي للمشاكل التي تواجه الدول وبخاصة النامية منها.

وفي هذا السياق، قال فهد المنيعي، باحث في مركز البحوث والتواصل المعرفي السعودي، إن مبادرة التنمية العالمية تعد مبادرة مهمة أخرى طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد مبادرة "الحزام والطريق"، وهي بمثابة "تعبئة مجددة" للتعاون التنموي في العالم، و"تأكيد مجدد" على مفهوم وضع الشعب فوق كل الاعتبارات والذي يعد جوهرا لحقوق الإنسان، موضحا أن المبادرة طرحت "خارطة طريق" لتضييق الفجوة بين الجنوب والشمال ومعالجة عدم التوازن في التنمية، وقدمت كذلك "مسرّعا" لدفع أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.

تحرير: تشن لو يي