حلم الأرجنتين بالطاقة الذي يحمله مشروع الطاقة الكهرومائية
في الساعة 7:30 صباحًا، وقبل شروق الشمس بالكامل على الطرف الجنوبي لقارة أمريكا الجنوبية،قد توجه الأرجنتيني ماريانو موسو إلى موقع بناء السد الكهرمائي"كيسي" على نهر سانتا كروز. وعلى الرغم من أن الطريق إلى الموقع كان وعرًا، إلا أنه شعر براحة شديدة لأنه كان يعلم أنه سيساهم في تحقيق حلم الأرجنتين بالطاقة.
ينبع نهر سانتا كروز من نهر مورينو الجليدي، وهو واحد من ثلاثة أنهار جليدية فقط في العالم لا تزال مساحتها الإجمالية تنمو. ظل استخدام مياه نهر سانتا كروز لتوليد الكهرباء حلم الأرجنتينيين منذ أكثر من نصف قرن. كما أشارت الدراسات التي أجريت في الخمسينيات من القرن الماضي إلى أن النهر يتمتع بظروف مستقرة جدًا لتوليد الطاقة الكهرومائية. ومع ذلك، لم يتحقق هذا الحلم بسبب القيود المختلفة.
في عام 2013، فازت مجموعة سي جي جي سي بالاشتراك مع الشركات الأرجنتينية بمناقصة مشروع محطة الطاقة الكهرومائية"كيسي"، مما أعطى الأرجنتينيين الأمل في تحقيق أحلامهم.
لكن بالنسبة للمشاركين في المشروع مثل موسو، فإن الاختبار الحقيقي قد بدأ للتو. يقع نهر سانتا كروز في هضبة باتاغونيا الأرجنتينية، حيث المناخ بارد طوال العام، ويصعب الصمود عندما تكون الرياح قوية.
قال موسو، الذي يشغل حاليًا منصب مدير العلاقات العامة للمشروع، إن العمل هنا يتطلب كلا من سترة مضادة للرياح ونظارات شمسية وقبعة صلب، فإن المناخ يشكل بالتأكيد تحديًا للبناء. نظرًا للتضاريس، تتجاوز سرعة الرياح في موقع البناء أحيانًا 100 كيلومتر في الساعة، وتجعل درجات الحرارة المنخفضة للغاية عملية البناء صعبة جدا، ولكن لا يزال المشروع يسير في طريقه المحدد".
يفسر مشروع محطة"كيسي"للطاقة الكهرومائية، وهو مشروع محطة الطاقة الكهرومائية في أقصى جنوب العالم، دلالة التعاون في بناء "الحزام والطريق". بعد إنجاز بناء المحطة، يمكن أن يصل متوسط قدرة توليد الطاقة السنوي إلى 4.95 مليار كيلوواط ساعة، ومن المتوقع أن يلبي استهلاك 1.5 مليون أسرة أرجنتينية للكهرباء يوميا، ويوفر ما يقترب من 1.1 مليار دولار أمريكي من نفقات استيراد النفط والغاز للأرجنتين كل عام، وحتى يمكن تصدير الطاقة الكهربائية إلى الدول المجاورة مثل البرازيل وباراغواي.
لكن تحقيق حلم جميل ليس أمرا سهلا لأن هناك بعض الصعوبات في عملية تنفيذ المشروع. نظرا لأن نهر مورينو الجليدي يقع على بعد أكثر من 100 كيلومتر من موقع مشروع "كيسي"، فأصبحت حماية البيئة الايكولوجية المحيطة قضية مهمة في تصميم وتنفيذ المشروع. وبفضل خبراتهم الغنية وتقنياتهم المتقدمة، اتخذ المهندسون الصينيون ترتيبات حماية البيئة الايكولوجية وسلامة المباني لتجنب تأثير بناء المشروع على البيئة الايكولوجية المحلية.
صرح تشانغ هونغ، نائب مدير قسم إدارة التصميم في مشروع "كيسي"التابعة لمجموعة قهتشوبا للصحفيين بأنه من أجل تجنب التأثير على نهر مورينو الجليدي، تم تخفيض ارتفاع تخزين المياه في السد بمقدار 2.4 متر مقارنة بالخطة الأصلية. وفي الوقت نفسه، هناك أيضًا ممرات للأسماك وحفر قاع بيئي لتلبية متطلبات حماية البيئة.
بالإضافة إلى تخفيف حدة نقص الطاقة في الأرجنتين، قدمت محطة "كيسي" أيضًا مساهمات ملموسة في حل مشكلة التوظيف وتحسين معيشة الشعب.
وقال موسو أن هناك الآن حوالي 2800 شخص يعملون في المشروع، وسيتم خلق 5 آلاف وظيفة مباشرة و15 ألف وظيفة غير مباشرة خلال فترة ذروة البناء. وأضاف "قمنا ببناء الطرق حتى أصبحت حركة المرور أكثر سلاسة، وقمنا ببناء قرية يعيش فيها عمال المشروع لتكون أفضل فأفضل... كأننا قمنا ببناء بلدة صغيرة مع كامل الخدمات."
في عام 2020، شهد المشروع تحديات خطيرة بسبب الانتشار المفاجئ لجائحة فيروس كورونا.
أثناء هذه الفترة الخاصة، عمل موسو أيضًا كمنسق للإشراف على الجائحة، وهو مسؤول عن تنسيق عزل الأفراد العائدين إلى الموقع، واختبار الحمض النووي، والتواصل مع المؤسسات الطبية المحلية بشأن التبرع بمواد الوقاية من الجائحة وتبادل خبرات الوقاية منها. لقد تعلم موسو الكثير من تجربة الصين للوقاية من الجائحة وعمل بشكل وثيق مع زملائه الصينيين على السيطرة علي الجائحة. وبفضل جهودهم المبذولة، لم يتوقف المشروع أثناء الجائحة.
في عام 2020، تم ترشيح موسو وفاز باللقب الفخري "رسول الصداقة على طريق الحرير" في الصين، مما جعله متحمسًا للغاية. وبصفته مسؤولا للعلاقات العامة، يحافظ موسو على تواصل وتفاعل جيدين مع الحكومة الأرجنتينية ووسائل الإعلام والوكالات المعنية. وقال إن من واجبه ورغبته أن يقوم بتعريف "الحزام والطريق" بشكل أفضل لجميع الأوساط في الأرجنتين.
قال موسو إن مبادرة "الحزام والطريق" لها أهمية بالغة للتنمية المحلية، والفوائد التي تجلبها المبادرة للأرجنتين حقيقية. وأدى تعاون "الحزام والطريق" بين الصين والأرجنتين إلى تطوير البنية التحتية المحلية وكان له تأثير إيجابي للغاية على الأرجنتين وأمريكا اللاتينية".
(العنوان الأصلي: حلم الأرجنتين بالطاقة الذي يحمله مشروع الطاقة الكهرومائية)