مقالة خاصة: السوق الاستهلاكي الصيني نقطة جذب أكبر للشركات العالمية على مدى العقد الماضي
في الصورة الملتقطة يوم 3 يونيو 2022، جانب من أكبر متجر لسلسلة ستاربكس في الصين -- ستاربكس ريزيرف شانغهاي روسترى.
بكين 26 يوليو 2022 (شينخوا) مع وجود مجموعة مستهلكين أكبر وأكثر ثراء، وسع السوق الصيني سحره ليشمل الشركات العالمية، التي عززت وجودها لتلبية الطلب المتزايد للمستهلكين الصينيين على مدار العقد الماضي.
ومن يوم الاثنين الماضي إلى يوم السبت القادم، يقام معرض الصين الدولي الثاني للمنتجات الاستهلاكية في هايكو، حاضرة مقاطعة هاينان الاستوائية بجنوبي البلاد، مما يوفر منصة لعرض وتداول السلع الاستهلاكية عالية المستوى من الصين والخارج.
وتشارك في المعرض أكثر من 1600 علامة تجارية عالمية من 61 دولة ومنطقة، مع حضور أفضل العلامات التجارية في العديد من القطاعات الفرعية للمرة الأولى.
ويعد المعرض أحد الأمثلة على السعي النشط من جانب الشركات الأجنبية لتوسيع حضورها في الصين على مدى العقد الماضي.
وتوسعت سلسلة القهوة الأمريكية "ستاربكس" بسرعة منذ عام 2010 عندما أصبحت الصين أكبر سوق خارجي لها. وقفز عدد متاجرها بنحو 9 مرات ليتجاوز 5700 على مستوى البلاد خلال السنوات العشر الماضية.
فما الذي يدفع الشركات الأجنبية بالضبط لمواصلة الاستفادة من السوق الاستهلاكي الصيني؟
تعد الصين الآن ثاني أكبر سوق استهلاكي في العالم، حيث تضم طبقة متوسطة الدخل قوامها أكثر من 400 مليون شخص. وبلغت مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية 44.1 تريليون يوان (حوالي 6.97 تريليون دولار أمريكي) في عام 2021، بزيادة 1.1 مرة مقارنة بعام 2012.
وأصبح الشعب الصيني أكثر رفاهية مقارنة بما كان عليه قبل 10 سنوات. وأظهرت بيانات رسمية أن الدخل المتاح للفرد في البلاد بلغ 32189 يوانا في عام 2020، أي أكثر من ضعفي نظيره لعام 2010.
وصرح دينيس إم.كيه تشنغ، رئيس قطاع المستهلكين لدى إي واي بالصين الكبرى، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "الصين بالتأكيد سوق ضخم لا يمكن لأي شركة سلع استهلاكية أجنبية أن تتجاهله الآن".
وترافق مع توسيع البلاد لسوقها الاستهلاكي أيضًا اتجاهات جديدة قدمت فرصا تجارية للمؤسسات الأجنبية.
وقال تشنغ إن التطور السريع لصناعة الإنترنت على مدى العقد الماضي أحدث تغييرا جذريا في كيفية شراء الناس للبضائع، مضيفا "لقد تحول الصينيون من التسوق بشكل أساسي في المتاجر الفعلية إلى مزيج من التسوق عبر الإنترنت والمتاجر الفعلية".
وأظهرت بيانات من وزارة التجارة أن الصين ظلت أكبر سوق في العالم للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت لمدة تسع سنوات متتالية منذ عام 2013. وبحلول يونيو 2021، تجاوز عدد المتسوقين الصينيين عبر الإنترنت 812 مليونا.
وأطلقت ستاربكس الصين منصة التوصيل عبر الإنترنت في عام 2018، استجابةً لطلب الصينيين المتزايد بالحصول على مزيد من السرعة والراحة. وفي عام 2019 ، أطلقت الشركة خدمة تتيح للعملاء تقديم طلباتهم مسبقا والحصول على المشروبات والطعام عند وصولهم إلى المتجر.
والآن بلغت إيرادات مبيعات الخدمتين مجتمعتين أكثر من 40 في المائة من الإجمالي، وفقًا لما ذكره ليو تسوي، الرئيس التنفيذي لشركة ستاربكس الصين.
ومع انتشار التسوق عبر الإنترنت، تم تحقيق إمكانات الاستهلاك للأشخاص في المدن ذات المستوى الأدنى والمناطق الريفية. وأظهرت بيانات من شركة جيه دي. كوم العملاقة للبيع بالتجزئة في الصين، أن نسبة المستخدمين الجدد من المدن ذات المستوى الأدنى والمناطق الريفية ازدادت عامًا بعد عام من عام 2012 إلى عام 2021 خلال مهرجان التسوق "618".
وقال تسوي إن ستاربكس الصين فتحت المزيد من المتاجر في المدن والبلدات الأصغر، وهو ما يعكس نموا حضريا سريعا وثابتا في الصين.
وشهد التزام الشركات الأجنبية تجاه السوق الصيني بدوره تحسنا في بيئة الأعمال، وكثفت الحكومة جهودها لمواصلة الانفتاح بشكل أكبر.
واستمرت الدولة في تقصير القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي وأصدرت قوانين وأنظمة، بما في ذلك قانون الاستثمار الأجنبي، لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للمستثمرين الأجانب.
وتتحسن بيئة الأعمال أيضا، حيث ارتفع تصنيف الصين من حيث سهولة ممارسة الأعمال التجارية إلى المرتبة الـ31 من المرتبة الـ91 في عام 2012 ، وفقًا لتقرير البنك الدولي.
وقال تشنغ "بالنظر إلى المستقبل، فإننا في إي واي نؤمن إيمانا راسخا بأن الصين ستسعى جاهدة للوصول إلى مستوى أعلى مع استمرارها في الانفتاح".