تحقيق إخباري: الطرق التي أنشأتها الصين تقلل مدة السفر في أفغانستان
صورة التقطت في 8 سبتمبر 2021 تظهر طريقا في العاصمة الأفغانية كابول. (شينخوا)
جلال آباد، أفغانستان 24 يوليو 2022 (شينخوا) يقود سميح الله شاحنة صغيرة قديمة من قرية نائية في ولاية نانغارهار شرقي أفغانستان لشراء الضروريات اليومية في جلال آباد، عاصمة الولاية. يقطع خلال ذلك مسافة قصيرة، ولكن هذا لم يكن هو الحال دائما. فقد غير الطريق الذي أنشأته الصين كل ذلك.
قال سميح الله لوكالة أنباء ((شينخوا)) "في الماضي، كان الأمر يستغرق ساعة ونصف للسفر من جلال آباد إلى منطقة هيساراك في المحافظة التي أقطن فيها، ولكن منذ بناء الطريق، أصبح الأمر لا يستغرق سوى 15 دقيقة".
وأضاف أن إعادة بناء الطريق وسفلتته مكنت أيضا القرويين على طول الطريق من الذهاب إلى المستشفيات بسرعة أكبر، مشيرا إلى أن بعض المرضى ماتوا متأثرين بمرضهم في الماضي قبل الوصول إلى المراكز الصحية بسبب سوء أحوال الطرق.
لقد دمرت أكثر من أربعة عقود من الحرب والصراع الأهلي معظم البنية التحتية الأساسية في أفغانستان، بما في ذلك شوارع وطرق سريعة. وكان الأمر يستغرق في السابق من سبع إلى ثماني ساعات لقطع المسافة بالسيارة من جلال آباد إلى العاصمة الوطنية كابول. وقبل بضع سنوات، ساعدت الصين في إعادة بناء الطريق الذي يربط بين المدينتين؛ لتنخفض اليوم المدة الزمنية اللازمة لقطع هذه المسافة بالسيارة إلى ساعتين ونصف.
إن الصين التي تقع في الجوار ساهمت بشكل كبير في إعادة بناء أفغانستان، فقد أعادت بناء قنوات مياه ومستشفيات وطريق جلال آباد-كابول الذي يربط نانغارهار الواقعة في الشرق وولايتي كونار ولغمان المجاورتين لها بكابول.
وصرح فضل رابي ويلزاي، نائب مدير مديرية الأشغال العامة في نانغارهار، لـ((شينخوا)) بأن "ما يصل إلى 6 آلاف سيارة ومركبة تمر على طريق جلال آباد-كابول في المتوسط يوميا. ويستخدم الناس العاديون والموظفون الحكوميون والطلاب الطريق للوصول إلى وجهتهم".
ويُستخدم الطريق أيضا كطريق عبور يربط أفغانستان بباكستان، الأمر الذي يعزز التجارة والتبادلات بين الدول المجاورة.
وعملت الصين أيضا على بناء طريق في ولاية باميان بوسط البلاد. ويمر هذا الطريق الذي أنشأته شركة البناء الصينية (شركة الصين للطرق والجسور) عبر أكثر من 20 قرية.
صورة التقطت في 8 سبتمبر 2021 تظهر طريقا في العاصمة الأفغانية كابول. (شينخوا)
وذكر محمد هادي، أحد سكان منطقة ياكاولانغ، "في الماضي، لم يكن لدينا طريق، وكان الأمر يستغرق أكثر من ساعة لنقل منتجات المزارع إلى السوق"، مضيفا "ولكن منذ بناء الطريق، لم يعد الأمر يستغرق سوى 10 دقائق للوصول إلى السوق وبيع منتجاتنا والعودة إلى الديار في نفس اليوم".
ولفت القرويون في باميان إلى أن السفر في فصل الشتاء كان صعبا بشكل خاص، نظرا لسوء أحوال الطرق.
وفي معرض شكره الصين على مساهمتها في عملية إعادة بناء أفغانستان التي مزقتها الحرب، قال حاكم ولاية باميان عبد الله سرهادي إنه قد تم الانتهاء من 80 كيلومترا من الطرق التي تشيدها الصين في الولاية.
وذكر سرهادي "إن تأثيرها الإيجابي ملموس، حيث يمكن للعائلات بسهولة نقل مرضاها إلى المستشفى الكائن في عاصمة الولاية وكذلك منتجاتهم إلى السوق".
