مقابلة: دبلوماسي دنماركي أسبق: حالفني الحظ أن أشهد التنمية السريعة للصين
كوبنهاغن 2 يوليو 2022 (شينخوا) "هل يمكنك أن تتخيل وجود أسماك حية ومأكولات بحرية داخل سوبر ماركت في مدينة باييين بمقاطعة قانسو، مثل هذه المدينة الصينية غير الساحلية؟"
هذا ما قاله كارستن بوير ثوغرسن، وهو دبلوماسي دنماركي أسبق في الصين، خلال حديثه إلى وكالة أنباء ((شينخوا)) حول التنمية الاجتماعية والاقتصادية للصين التي شهدها شخصيا في السنوات الأخيرة.
شغل ثوغرسن، الذي عمل مع الصين لأكثر من 45 عاما، منصب القنصل العام الدنماركي في قوانغتشو وشانغهاي، وزار جميع المقاطعات الصينية تقريبا وحتى بعض المناطق الريفية النائية.
ذكر ثوغرسن "كانت المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى قانسو في حوالي عام 1990 عندما ذهبت إلى لانتشو، عاصمة المقاطعة، والتي يمكن اعتبارها فقيرة للغاية. ولكن قبل خمس سنوات، ذهبت إلى مدينة باييين، شمال مدينة لانتشو. وفي المساء، عندما دخلت سوبر ماركت تم إنشاؤه حديثا، وجدته في غاية الترتيب ولا يختلف عن تلك الموجودة في وسط مدينة كوبنهاغن".
المشاهد المذكورة أعلاه أدهشت ثوغرسن، الذي سافر إلى قانسو مرة أخرى في عام 2017.
"كان من المدهش أن هذا السوبر ماركت الكائن في باييين يبيع هايشيان (تعني مأكولات بحرية باللغة الصينية)، التي تم شحنها جوا من المنطقة الساحلية".
إن ثوغرسن، وهو في السبعينات من العمر، خبير في الشؤون الصينية ويعشق الثقافة الصينية ودرس اللغة الصينية منذ صغره. ومنذ عام 1980، استخدم الاسم الصيني تساو بو يي.
وبالنسبة لثوغرسن، فإن هذا مجرد مثال واحد على الكيفية التي أدى بها النمو الاقتصادي في الصين إلى تحسين حياة شعبها في السنوات الأخيرة.
لقد عاش في الصين بشكل متواصل على مدى السنوات الـ20 الماضية، وأتيحت له، وفقا لتعبيره، الفرصة ليرى التغيرات التي حدثت في الصين، لا سيما في مناطقها الريفية.
وكثيرا ما أوضح ثوغرسن لأصدقائه الأجانب أن الصين استثمرت بكثافة في تطوير البنية التحتية خلال الفترة الماضية المتراوحة بين خمسة وثمانية أعوام، وشهدت تغييرات غير مسبوقة. كما أعلنت الصين "انتصارا شاملا" في مكافحتها للفقر العام الماضي.
في عام 2015، منحت غرفة التجارة الدنماركية ثوغرسن جائزة الإنجاز مدى الحياة لرجال الأعمال تقديرا لمساهمته في خدمة العلاقات التجارية الدنماركية الصينية لأكثر من 35 عاما.
وفي الوقت الحالي، تعمل الصين على تسريع بناء نمط تنموي يتمثل في "التداول المزدوج"، وهو نمط تعمل فيه الأسواق المحلية والخارجية على تعزيز بعضها البعض مع اتخاذ السوق المحلية دعامة أساسية.
وأشار ثوغرسن إلى أن هذا تعديل شامل للسياسات يرتكز على البيئة الدولية وخصائص السوق المحلية للصين.
"فالصين لا يمكنها الاعتماد بشكل كامل على السوق الدولية، ويجب أن تعطي الأولوية لضمان التنمية القوية والصحية للسوق المحلية"، حسبما قال ثوغرسن.
ودعا الدبلوماسي الدنماركي الأسبق الدول الأوروبية، بما في ذلك الدنمارك، إلى مواصلة تعاونها الاقتصادي والتجاري مع الصين وتوسيعه، حيث أنه يصب حقا في مصلحة أوروبا من أجل ازدهارها.
وأضاف ثوغرسن قائلا "إذا كان على الصين مواصلة تنميتها الاقتصادية، فيجب على الصين أيضا أن تبقي أبوابها مفتوحة وأن تشارك في التجارة الدولية. وفي الوقت نفسه، يتعين على الدول الأوروبية، والدنمارك، من أجل ازدهار مستهلكينا، مواصلة تعاوننا التجاري والاقتصادي مع الصين وتوسيعه".
وأعرب ثوغرسن عن أمله في أن "تستمر العلاقات التجارية المهمة بين أوروبا والصين كما كانت على مدى السنوات الـ40 الماضية".