مقالة خاصة: مهرجانات التسوق تخلق زخما جديدا للسوق الصينية
شنيانغ 19 يونيو 2022 (شينخوا) لن يضطر صائدو الصفقات إلى الانتظار حتى شهر نوفمبر، الموعد السنوي لمهرجان التسوق لعيد العزاب بالصين، للإنفاق بشكل كبير، إذ أن المزيد من مهرجانات التسوق بدأت تظهر في الصين.
فخلال الفترة التي سبقت يوم 18 يونيو، الذي يوافق يوم مهرجان "618" للتسوق في منتصف العام، شرعت الشركات في جميع أنحاء الصين بالفعل في الاستعداد لهذا الحدث.
وفي شنيانغ، بمقاطعة لياونينغ في شمال شرقي الصين، تم على نطاق واسع وضع إعلانات ترويجية على واجهات ناطحات السحاب المنتشرة في المدينة التي يقطنها أكثر من ثمانية ملايين نسمة.
وقال يوي تشونغ هاو، نائب مدير مركز تسوق "جُوي سيتي" في شنيانغ: "بدأنا التجهيز للحدث قبل أسبوعين، من خلال نشر الإعلانات في خطوط مترو الأنفاق والمصاعد ومحطات الحافلات وغيرها من الأماكن الجاذبة للأنظار".
من جهة أخرى، قام تجار التجزئة عبر الإنترنت بدفعة أخرى لتنمية أعمالهم، حيث أطلق عمالقة التجارة الإلكترونية بالصين، بما في ذلك "جيه دي.كوم" و "على بابا"، مجموعة من الأنشطة الترويجية الجيدة، وهو ما أرضى رغبة المتسوقين في الإنفاق بشكل كبير عبر الإنترنت.
ومع قائمة تسوق طويلة تتدرج من أحمر الشفاة وكريم الأساس السائل إلى شاي الليمون والحليب، انضمت يان تشي إلى جحافل من الناس المتصارعين على كافة أنواع السلع المعروضة بأسعار "منخفضة للغاية" على الإنترنت.
وقالت يان، التي تنتمي إلى "جيل زد" (مواليد ما بعد عام 1995)، إنها اشترت بعض الفساتين التي رغبت في شرائها منذ فترة طويلة بخصم يصل إلى 50 بالمئة بعد دمج خصومات متنوعة من منصات التجارة الإلكترونية والمتاجر عبر الإنترنت.
وبحسب إحصاءات من "سينتيون"، مزود حلول البيانات الكبرى للتجارة الإلكترونية في الصين، فإن إجمالي حجم الصفقات عبر الإنترنت وصل إلى 578.48 مليار يوان (حوالي 86.14 مليار دولار أمريكي) خلال مهرجان التسوق لمنتصف العام في عام 2021 ، بزيادة 26.5 بالمئة على أساس سنوي.
وخلال الفترة من الأول من يونيو وحتى 20 من الشهر ذاته في عام 2021، تم التعاطي مع أكثر من 6.59 مليار طرد خلال مهرجان التسوق لمنتصف العام، بزيادة 24.24 بالمئة مقارنة مع عام 2020، بحسب ما ذكرت الهيئة الوطنية للبريد.
وثمة مهرجان تسوق ناشئ آخر يتم إطلاقه في يوم 20 مايو، وهو اليوم الذي ينظر إليه من قبل مستخدمي الإنترنت الصينيين على أنه يوم آخر لعيد الحب، إذ أن اختصار كتابة هذا التاريخ المؤلف من ثلاثة أرقام يحمل نطقا مشابها لمعنى "أحبك" في اللغة الصينية.
ومع تشابهها مع احتفالات عيد الحب، تتضمن احتفالات 20 مايو عروضا عامة مرتبطة بالمودة والمواعدة والهدايا الرومانسية، بينما يتزين عدد كبير من مراكز التسوق بقلوب وزهور عيد الحب.
بدوره قال يوي تشونغ هاو إن مبيعات يوم 20 مايو ستتضاعف مقارنة مع الأيام العادية، حيث ستزيد مبيعات الأنواع التي يطلق عليها اسم "السلع الرومانسية"، بما في ذلك المجوهرات ومستحضرات التجميل.
وقال ليانغ بينغ، نائب مدير هيئة التجارة لحي دادونغ في شنيانغ: "إن الشركات جمعت بين التعبير العاطفي للناس واحتياجاتهم الاستهلاكية للاحتفال بمهرجانات التسوق، وهو ما يتماشي مع اتجاه ترقية الاستهلاك وسيضخ زخما جديدا في الاقتصاد".
وبحسب تشانغ سي نينغ، باحث بأكاديمية لياونينغ للعلوم الاجتماعية، فإن مهرجانات التسوق تخلق زخما جديدا وتضفي حيوية على السوق الصينية.
وأوضح تشانغ أن الاستهلاك المتنامي سيعزز الثقة في الاقتصاد الصيني، وأن شعبية مهرجانات التسوق تُظهر تنوع احتياجات المستهلكين والترقية المتواصلة للاستهلاك في البلاد، وهو ما يعكس مرونة الاقتصاد الصيني وإمكاناته.