مقابلة خاصة: خبير مصري: جهود الصين في زرع الأشجار تساهم في مكافحة التصحر وصناعة مستقبل أكثر اخضرارا
مشهد لزراعة نوع من النباتات التي يمكن أن تنمو في البيئة الجافة، وذلك في صحراء تنغر في راية ألكسا اليسرى بمنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم الواقعة شمالي الصين. (شينخوا)
القاهرة 17 يونيو 2022 (شينخوا) أكد خبير البيئة المصري الدكتور مجدي علام أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، أن جهود الصين في زرع الأشجار على مساحات شاسعة من أراضيها تساهم بشكل كبير في مكافحة التصحر العالمي والتخفيف من آثار تغير المناخ.
وقال علام، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف الذي تحتفل به الأمم المتحدة في 17 يونيو من كل عام، "إن الصين تلعب دورا كبيرا في المساعدة على استعادة النظم البيئية من خلال زراعة الأشجار في الجبال لمكافحة التصحر".
وأشاد بجهود الصين في إعادة تشجير الأراضي القاحلة والصحراوية والاتجاه نحو مستقبل أكثر اخضرارا، خاصة في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم، والتي تعد رأس الحربة في جهود الصين لمكافحة التصحر، حيث تضم المنطقة العديد من الصحاري الكبرى وتغطي 23.3 في المائة من إجمالي مساحة الأراضي المتصحرة في الصين و23.7 في المائة من إجمالي مساحة الأراضي الرملية في البلاد.
وفي العام الماضي زرعت منغوليا الداخلية ما يقرب من 396 ألف هكتار من الأشجار، بحسب البيانات الرسمية.
وخلال السنوات الست الماضية عالجت منغوليا الداخلية نحو 5 ملايين هكتار من الأراضي المتصحرة والرملية، وهو ما يمثل أكثر من 40 في المائة من إجمالي المساحة المعالجة في البلاد خلال هذه الفترة.
وأشار علام إلى أن الصين من بين الدول التي تعهدت بزراعة مليارات الأشجار لاستعادة الغطاء النباتي الذي يمتص أكاسيد الكربون وغيرها من الملوثات من الغلاف الجوي على مر السنين.
وأضاف علام، وهو أيضا مستشار مرفق البيئة العالمي، "أرى أنه لا يوجد بديل عن استعادة الغطاء الأخضر مرة أخرى لأننا فقدنا تقريبا 40 في المائة من مسطح الغابات على الأرض نتيجة عمليات التصحر والجفاف".
وتعد الصين جزءا لا يتجزأ من الجهود العالمية لمكافحة التصحر والجفاف، وإحدى الدول الرائدة التي تضع التنمية المستدامة والتحول إلى الطاقة النظيفة ضمن استراتيجيتها الوطنية، بالإضافة إلى التقدم الكبير الذي شهدته الصين في مكافحة تلوث الهواء، وفقا لخبير البيئة المصري.
وقال علام، "لقد توسع الصينيون في إنتاج السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة، وبدأوا في التخلص من طاقة الفحم وتنفيذ برنامج التخلص التدريجي من الفحم، وحققت الصين تقدما كبيرا في التعامل مع نظم التنمية المستدامة.
وأشار مستشار مرفق البيئة العالمي إلى أن الصين، باعتبارها واحدة من أكبر منتجي الطاقة الشمسية في العالم، تحاول الابتعاد عن الوقود الأحفوري والتوجه أكثر نحو الطاقة النظيفة.
ووصف علام الصين بأنها "نموذج" و"قدوة" لجميع الدول النامية في الحفاظ على البيئة وتطوير الطاقة النظيفة، مؤكدا أن الصين لديها خبرات كبيرة في مجالات الزراعة وإعادة التدوير ومعالجة مياه الصرف الصحي، ويمكن لمصر الاستفادة من هذه الخبرات من خلال التعاون مع الصين.
وقال خبير البيئة المصري ، "إن الصين تدرك جيدا أهمية الموارد الطبيعية سواء المياه أو الأشجار أو الغطاء النباتي"، مؤكدا اهتمام العالم المتزايد بحماية البيئة التي تعتبر المخزون الوحيد للموارد الطبيعية الحيوية كالهواء والماء والغذاء.