مقالة خاصة: لم يعد غريبا في وطنه الثاني -- حياة مدرس مصري في الصين
تاييوان 4 يونيو 2022 (شينخوا) يلقي محمود السنهوري، المدرس المصري المتخصص باللغة الإنجليزية في إحدى المؤسسات التعليمية بمدينة يونتشنغ في مقاطعة شانشي شمالي الصين، محاضرة على طلابه في قاعة الدرس. وتمثل السنة الجارية السنة الرابعة لمحمود للعيش في يونتشنغ، والسنة التي يتطلع إليها أكثر، لأن زوجته ستسافر إلى الصين لتعيش معه في هذه المدينة.
وعلى الرغم من أنه لا يفهم اللهجة الصينية المحلية من الباعة في الشوارع، إلا أنه يحس بنوع من الرقة والألفة عندما يلوّح المارة بأيديهم ويبتسمون له عند نزوله إلى الشارع.
كان محمود، البالغ من العمر 28 سنة، يعيش في ألمانيا وكوريا الجنوبية. وأتى إلى يونتشنغ التي تعدّ أحد الأماكن التي شهدت ميلاد الحضارة الصينية، في عام 2018 ليعمل كمدرس للغة الإنجليزية. وبعد فترة من المكوث في المدينة، أعجب محمود بالعمق التاريخي الممتد لآلاف السنين لمدينة يونتشنغ، وتعوّد على الإيقاع البطيء للحياة هنا، فاختار الإقامة بها.
يتمتع محمود بشخصية حرة، لكنه يشعر بالوحدة بسبب العيش بمفرده في بلد أجنبي منذ سنوات، ومع اشتياق حبيبته نهلة، التي تقيم بألمانيا، إليه، قرر الاثنان، بعد التشاور، العيش معا في يونتشنغ.
وتحدث محمود مع زملائه عن قلقه إزاء هذا الأمر، وبعد ذلك، قال نيو شياو بوه، مدير المؤسسة التي يدرّس محمود فيها، وهو يشير بيده إلى قاعة المؤسسة التعليمية "إذن، فسوف نقيم حفل الزفاف هنا".
وعند صباح 14 يونيو عام 2021، تزيّنت القاعة، التي كانت فارغة من قبل، بالزخارف مثل البالونات والسجاد الأحمر والشرائط، وارتدى محمود وزملاؤه ملابس زاهية استعدادا لإقامة حفل زفافه الذي طالما تطلع إليه.
وقال المدير نيو "إن محمود طيب القلب، ودائما ما يساعدنا في العمل، فنسعد كثيرا بمساعدته في تحقيق أمنيته".
وفي الساعة العاشرة صباح ذلك اليوم، دخل محمود إلى القاعة مرتديا بدلة رائعة، ووقف على سجادة حمراء تواجه شاشة كبيرة تم إعدادها خصيصا له. وعبر الشاشة، تظهر حبيبته في القارة الأوروبية.
وعلى أنغام موسيقى دافئة، أقام محمود مع حبيبته نهلة حفل زفاف غربي. وعلى الشاشة بدت نهلة مرتدية فستان الزفاف وتبتسم بسعادة وهي محاطة بأفراد العائلة والأصدقاء. وفي داخل القاعة، أعرب زملاء محمود من الصينيين والأجانب عن تمنياتهم له بالسعادة والهناء، حيث أكمل الزوجان حفل زفافهما في جو تسوده البهجة والسعادة.
وقال نيو مبتسما "رغم أنه أجنبي في الصين، إلا أنه يتبع إحدى عاداتنا في الصين، وهي توزيع الأظرف الحمراء (العيدية) عند إقامة حفل الزفاف في الصين، وهذا يرمز إلى الوئام والازدهار في الحياة المستقبلية".
وعند الحديث عن الحفل، قال محمود إنه مثَّل تجربة حميمية بالنسبة له، وأن زملاءه كانوا كالأهل بالنسبة له والشاهد على هذه اللحظة المهمة في حياته.
وأخبر محمود مراسل "شينخوا" بأن زوجته ستصل إلى يونتشنغ في شهر يوليو المقبل، وقال إن المدير نيو وعده بإقامة حفل الزفاف الميداني بعد وصول نهلة إلى يونتشنغ، ومن ثم فهو يترقب هذا اليوم بفارغ الصبر.