(الصين في عيون الأجانب) الأرجنتيني إستيبان زوتيل: من التخيل إلى التجربة، لم تعد الصين "لغزا" أمامي

التاريخ: 2022-05-25 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

نانجينغ 24 مايو 2022 (شينخوا) ظلت الصين، لفترة طويلة، عالما عجيبا وغريبا في عيون الكثير من الأرجنتينيين.

وكان ذلك هو الحال، في بداية الأمر، مع الأرجنتيني إستيبان زوتيل، الذي لم يعرف الصين إلا في السنة الخامسة من عمره، عندما زارت فرقة بهلوانيّة صينية الأرجنتين لتقديم العروض هناك. وبعد ذلك، قرأ إستيبان الكتب ليرسم صورة للصين في ذهنه، حيث قال "لقد عرفتني القراءة بالصين تدريجيا، وأشعرتني بالفضول والإعجاب بكل ما يتعلق بالصين، وبدأت أتطلع إلى زيارة الصين وتجربة الحياة على أرضها".

وفي عام 1999، حقق إستيبان، ابن الـ28 ربيعا حينئذ، حلمه بعد أن قطع مسافة طويلة على متن طائرة، لزيارة عدة مدن صينية مثل بكين وشانغهاي وقوانغتشو.

وخلال هذه الزيارة التي استمرت شهرا إلى الصين، تركت ثقافة بلاد التنين وتاريخها انطباعا عميقا لدى إستيبان، الأمر الذي مثل بداية لقصته مع ذلك البلد الآسيوي العريق.

وبعد هذه الرحلة، أدرك إستيبان الأهمية الكبيرة لتعلم اللغة الصينية، لأنه يعتقد أن اللغة والثقافة لا ينفصلان عن بعضها البعض، فتعلم اللغة يساعد في التعرف على ثقافة الأمة الناطقة بها.

ومن ثم، بدأ إستيبان يتردد على الحي الصيني (تشاينا تاون) من أجل تعلم اللغة الصينية، وتناول الأطعمة الصينية، ومشاهدة الأفلام الصينية، بل وبدأ حتى التدرب على الفنون القتالية الصينية (كونغفو).

وفي عام 2010، أتيحت له الفرصة للدراسة في جامعة رنمين الصينية، وحصل على شهادة الدكتوراه بعد بذل جهود شاقة في الدراسة، حيث قال عن ذلك "إن زملائي وأساتذتي قدموا دعما كبيرا لي على مدار خمس سنوات للحصول على درجة الدكتوراه، وقد وثق هذا ارتباطي بالصين، وأعطاني شعورا بالانتماء".

ومن أجل تعميق معرفته بالصين، سافر إستيبان إلى مدن صينية أخرى بالإضافة إلى بكين التي كان يدرس فيها، مثل باودينغ وشانغهاي، وتشونغتشينغ، وقوانغتشو، وشنتشن، ويويشو، حيث تعرّف على مختلف المجموعات واللهجات والوجبات في الصين، وهو ما أشعره بترامي الأطراف والتنوع الكبير للصين، والتحولات الهائلة التي طرأت على البلاد بفضل التنمية المتسارعة.

ويعمل إستيبان حاليا كمدرّس للغة الإسبانية في كلية اللغات الأجنبية بجامعة تشانغتشو، حيث يسعى إلى تعزيز التبادلات بين الصين ودول أمريكا اللاتينية بما فيها الأرجنتين، وقال "إنني في عملي اليومي أهتم بتربية قدرة الطلبة على الإدارة والتواصل عبر الثقافات، وأشجعهم على المشاركة في المزيد من أنشطة وفعاليات التبادل الثقافي بين الصين ودول أمريكا اللاتينية، حتى يصبحوا مشاركين حقيقيين في التبادلات الدولية".

وقبل اندلاع الوباء، كان إستيبان يرافق فريقا صغيرا يضم معلمين ورجال أعمال من أمريكا اللاتينية في جولة استكشافية فى تشانغتشو لمدة أسبوعين. وذكر إستيبان أن مواقف أعضاء الفريق حيال الصين تغيرت بسرعة خلال تلك الفترة القصيرة، إذ بدأوا يبدون رغبتهم في التعاون مع الشركات الصينية.

وبفضل مساهماته البارزة في العمل التدريسي وفي تعزيز التبادل والتعاون بين الصين ودول أمريكا اللاتينية، حصل إستيبان على وسام "الأول من مايو" الشرفي بمقاطعة جيانغسو في عام 2019، وحصل على لقب "المواطن الفخري لمدينة تشانغتشو" في عام 2021.

الجدير بالذكر أن والد إستيبان كرّس نفسه للدراسات الصينية أيضا. ففي عام 2020، تعاون إستيبان مع والده في تأليف كتاب باللغة الإسبانية يسلط الضوء على مبادرة الحزام والطريق الصينية، ما يعتبر نقطة هامة في مسار دراساتهما المتعلقة بالصين.

وقال استيبان "دائما ما أخبر عائلتي وأصدقائي في الأرجنتين بأن معرفة الصين عن طريق الآخرين لا تكفي، من الضروري أن يأتوا إلى الصين للتعرف على ثقافاتها التقليدية وتنميتها السريعة، فضلا عن حفاوة وكرم ضيافة شعبها".

تحرير: تشن لو يي