(الصين في عيون الأجانب) ابن بلاد الرافدين أحمد نجم عبد الله: تتلمذت في الصين وصرت معلما فيها

التاريخ: 2022-05-18 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

نانجينغ 17 مايو 2022 (شينخوا) " اطلبوا العلم ولو في الصين" .... مقولة عربية مأثورة ألهمت عددا كبيرا من المواطنين العرب لقطع مسافات طويلة عبر الجبال والبحار، قاصدين الصين لتحصيل العلوم والمعارف. ويعد المواطن العراقي، أحمد نجم عبدالله، واحدا منهم.

ولد أحمد نجم عبدالله في السبعينيات من القرن الماضي. عشق الثقافة الصينية واطلع على الروايات التقليدية الصينية مثل ((رحلة إلى الغرب)) و(( هوا مولان )). كما أنه معجب أيضا بالإنجازات التي حققتها الصين من خلال تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح منذ عام 1978.

وفي عام 2004، عزم أحمد على تحقيق حلمه، والتحق، كطالب دكتوراه، بجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا في مدينة ووهان حاضرة مقاطعة هوبي بوسط الصين. وتمكن من التغلب على الصعوبات اللغوية والتكيف مع الاختلافات الثقافية وحصل على درجة الدكتوراه في عام 2007.

وأثناء دراسته في الصين، تعرف أحمد على زوجته ليو ياو، حيث ذكرت الأخيرة أن أحمد شخص متحمس ودائما ما يساعد أصدقاءه على حل المشاكل، وهو أيضا شخص جاد ويحب الدراسة.

وبعد نيله درجة الدكتوراه، اتجه أحمد وزوجته إلى ماليزيا ليعملا هناك تقريبا عشرة أعوام، وعادا إلى الصين في عام 2017.

وقد أعجب الزوجان بالتنمية السريعة التي شهدتها الصين في الأعوام الماضية، حيث أصبحت مدينة ووهان أكثر حداثة، وتم ربطها من خلال شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة مع مختلف أنحاء البلاد، بالإضافة إلى تعميم أسلوب الدفع الالكتروني وسهولة الشراء عبر الانترنت.

التحق أحمد وزوجته للعمل بمعهد هواييين للهندسة في مقاطعة جيانغسو شرقي الصين. وبفضل خبراته المكتسبة كمعلم في ماليزيا، تكيف مع عمله الجديد بشكل جيد، وأنشأ مع فريقه مختبرا لمعالجة الإشارات الصوتية، وحصل المختبر على براءة اختراع جديد. وفي عام 2021، أصبح اسم المختبر على قائمة "مختبرات الخبراء الأجانب في مقاطعة جيانغسو".

هذا وآتت جهوده الدؤوبة ثمارها، حيث حصل أحمد نجم عبدالله على وسام أول مايو الشرفي في مقاطعة جيانغسو. ومع احتفاله بعيد ميلاده الـ50 مؤخرا، يقول أحمد إن الوسام الشرفي لم يجعله يشعر بالسرور والسعادة فحسب، بل وضع على عاتقه مسؤولية كبيرة أيضا، إذ يرى أنه يجب على الأفراد المتميزين التمسك بخلق التواضع والجدية في الأفكار ومواصلة بذل الجهود، وأنه بصفته معلما أجنبيا، ينبغي عليه رفع مستويات البحث العلمي والتعليم.

وفي السنوات الأخيرة، ومع تقدم مستويات التعليم وزيادة الانفتاح في الصين، وخاصة بعد طرح الدولة مبادرة الحزام والطريق، جاء المزيد من الطلاب الأجانب للدراسة في الصين. وأصبح أحمد معلما أيضا لطلاب وافدين من ماليزيا والعراق وباكستان وليبيا واندونيسيا.

ويعمل أحمد وزملاؤه حاليا على تطوير تكنولوجيا تخزين الطاقة الجديدة، لأجل رفع فعالية استخدام الطاقة الجديدة وخفض استهلاك الطاقة. وفي الوقت نفسه، يخطط لإنشاء منصة إلكترونية لعرض منتجات صينية وعراقية للمساعدة في تسهيل التواصل بين التجار من البلدين.

ولدى إشارته إلى أن الهدوء بدأ يعود الآن إلى بلاد الرافدين وبدأت مراحل استئناف التنمية فيه بعد عقود من الاضطرابات، أكد أحمد أن مبادرة الحزام والطريق الصينية تتيح فرصا لتطوير الاقتصاد العراقي، معربا عن أمله في أن يقوم المزيد من الأشخاص والمؤسسات الصينية بزيارة العراق والاستثمار فيه، لتعزيز الصداقة بين الشعبين.

تحرير: تشن لو يي