تعليق ((شينخوا)): علاقات أوثق بين الصين وكوريا الجنوبية من أجل مجتمع أقوى لآسيا والمحيط الهادئ

التاريخ: 2022-05-11 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

بكين 10 مايو 2022 (شينخوا) يحضر وانغ تشي شان، الممثل الخاص للرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو أيضا نائب الرئيس الصيني، حفل تنصيب الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب يون سوك يول اليوم (الثلاثاء)، بناء على دعوة من حكومة كوريا الجنوبية.

وفي مارس الفائت، عقب فوز يون في الانتخابات، أجرى الرئيس شي محادثة هاتفية معه، أشار خلالها الزعيم الصيني إلى أن البلدين جاران متقاربان دائمان لا يمكنهما الابتعاد عن بعضهما البعض، وهما أيضا شريكان لا يمكن الفصل بينهما. وتعكس هذه التحركات الدبلوماسية، خاصة مع احتفال البلدين بالذكرى السنوية الـ30 للعلاقات الدبلوماسية هذا العام، توقعات بكين بإقامة شراكة أوثق وأكثر إنتاجية مع سول.

وازدهرت العلاقات بين الصين وكوريا الجنوبية على مدى العقود الثلاثة الماضية، مع تفاعل وتبادلات كبيرة بين الشركات والأفراد، مما أرسى أساسا سليما للتعاون المستقبلي، بما في ذلك في الشؤون الإقليمية والدولية.

وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري ووجهة تصدير ومصدر استيراد لكوريا الجنوبية. وفي عام 2021، بلغ حجم التجارة بين الصين وكوريا الجنوبية 362.35 مليار دولار أمريكي.

وفي يونيو 2020، تم الكشف عن منطقة تجريبية للتعاون بين الصين وكوريا الجنوبية في مقاطعة جيلين شمال شرق الصين، حيث تم التخطيط لمجموعة من المجمعات الصناعية للتعاون الثنائي في الطب وتكنولوجيا المعلومات والمعدات المتطورة والتصنيع الذكي، من بين مجالات أخرى.

ويصادف هذا العام أيضا عام التبادلات الثقافية بين الصين وكوريا الجنوبية. ومع تقاسم جذور ثقافية شرق آسيوية وثيقة، شهد الجانبان تقدما ملحوظا في التبادلات الشعبية في السنوات الأخيرة. وقبل جائحة كوفيد-19، وصل التبادل الشعبي بين البلدين إلى 10 ملايين زيارة سنويا. والبلدان هما أيضا المصدر الأول لبعضهما البعض بالنسبة للطلاب الأجانب.

ووفقا للسفير الصيني لدى كوريا الجنوبية شينغ هاي مينغ، تخطط الحكومتان لاغتنام الذكرى السنوية للعلاقات الدبلوماسية وعام التبادلات الثقافية كفرصة لتعزيز التبادلات الشعبية بين البلدين وتنشيط الاتصالات والتعاون الثنائي في مجالات الصحافة ومراكز الأبحاث والرياضة والفنون.

وكما يقول المثل الكوري الجنوبي المأثور: في حين يمكن شراء منزل بحفنة من النحاس، فإن الجار الجيد يقدر بآلاف القطع من الذهب. وقد أظهرت الإنجازات السابقة في التعاون بين الجارين أنهما شريكان بمصالح متقاربة، وليسا خصمين من معسكرين مختلفين.

وبوصفهما بلدين مهمين في منطقة شرق آسيا، تتحمل الصين وكوريا الجنوبية مسؤولية كبيرة في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين. وهذا يعتمد على الاحترام المتبادل للشواغل الأمنية الرئيسية لكل منهما الآخر.

في أوائل مايو، أكد جهاز الاستخبارات الوطني الكوري الجنوبي قرار الانضمام إلى مركز التميز التعاوني للدفاع السيبراني التابع لحلف شمال الأطلسي "الناتو". كما قال المرشح لشغل منصب وزير خارجية كوريا الجنوبية بارك جين مؤخرا إن سول تدرس حضور قمة الناتو في مدريد الشهر المقبل.

هذه التحركات لا تعني بالضرورة عضوية فعلية في الناتو، ومع ذلك أوضحت الصين بشكل لا لبس فيه أن الناتو، وهو نتاج الحرب الباردة، انتهك القانون الدولي مرارا وشن حروبا وحشية ضد دول ذات سيادة. والسماح للحلف بتوسيع نفوذه في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لن يؤدي إلا إلى تقويض الأمن والسلام الإقليميين، والتحريض على المواجهة.

والواقع أن الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين، اللذين لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال الحوار والتشاور، يصب في المصلحة المشتركة لكل من الصين وكوريا الجنوبية والمنطقة بأسرها. ويتوافق التوصل إلى تسوية سياسية لقضية شبه الجزيرة الكورية، وهي واحدة من أهم الشواغل الأمنية لكوريا الجنوبية، مع موقف الصين.

وبغية تحقيق هذه الغاية، فإن الصين مستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق مع كوريا الجنوبية حول شؤون شبه الجزيرة، وتقديم المساعدة في حدود قدراتها، وهو ما أكد عليه مرارا عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في مناسبات دبلوماسية مختلفة.

الحفاظ على السلام والوئام مع الجيران هو جزء لا يتجزأ من القيم الراسخة منذ الأزل للشعب الصيني. ومن المأمول أن تتمكن حكومة كوريا الجنوبية الجديدة من الانضمام إلى الصين في الحفاظ على زخم التنمية الذي تم تحقيقه بشق الأنفس في العلاقات الثنائية والعمل معا لبناء مجتمع أكثر سلاما وازدهارا لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

تحرير: تشن لو يي