تعليق ((شينخوا)): لا بد من التمسك بقوة بالنظام الدولي الذي تمثل الأمم المتحدة نواته في الأوقات العصيبة
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (في المقدمة على اليسار) يعبر الحدود من بولندا إلى أوكرانيا، 27 أبريل 2022. (شينخوا)
الأمم المتحدة 5 مايو 2022 (شينخوا) زار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مؤخرا روسيا وأوكرانيا للتوسط في الصراع الدائر حاليا، وهو ما ضخ زخما جديدا في الجهود الدولية الرامية إلى حل الصراع من خلال الدبلوماسية والحوار.
لقد أثبت تاريخها وممارساتها التي تزيد على 70 عاما أن الأمم المتحدة، بوصفها المنظمة الدولية الحكومية الدولية الأكثر عالمية وتمثيلا وموثوقية، هي أفضل مكان لممارسة التعددية ومنبر فعال للمجتمع الدولي للاستجابة بشكل جماعي لمختلف التهديدات والتحديات.
في الأوقات العصيبة، يصبح من الأهمية بمكان الحفاظ على النظام العالمي الذي تمثل الأمم المتحدة نواته.
يعلم الجميع أن كثرة الأيدي تخفف من وطأة العمل. وقد نشأت التعددية في العلاقات الدولية الحديثة من سعي البشرية في البحث عن حلول للمشكلات المشتركة.
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ومع التطور النشط للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، أصبحت التعددية تدريجيا تمثل إجماع المجتمع الدولي على دعم السلام وتعزيز التنمية ومجابهة التحديات المشتركة من خلال التعاون متعدد الأطراف.
وقد أدى هذا الإجماع إلى تسارع العولمة الاقتصادية، وزيادة التجارة الدولية، وتعزيز الترابط والاعتماد المتبادل بين الأمم.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (في الوسط) يزور بلدة بوروديانكا خارج كييف، أوكرانيا، 28 أبريل 2022. (شينخوا)
يمر العالم بتغيرات عميقة لم يسبق لها مثيل منذ قرن من الزمان، حيث تستمر القضايا الإقليمية الساخنة في الظهور، وتتشابك التهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية، وفرضت التغيرات التحويلية وجائحة كوفيد-19 تحديات خطيرة لأمن وتنمية جميع البلدان.
غير أن الولايات المتحدة لا تزال مصرة على اتباع الأحادية والهيمنة، والانخراط في سياسات القوة، والإضرار بأمن البلدان الأخرى وتنميتها من خلال وسائل مجحفة، وإثارة حرب باردة جديدة ومنافسات جيوسياسية. وقد أدى سوء تصرفها إلى تقويض النظام الدولي والاستقرار الاستراتيجي العالمي بشكل خطير.
وفي مواجهة الأوضاع المعقدة والقاتمة، يحتاج المجتمع الدولي إلى ممارسة تعددية حقيقية ورفض سياسة الزمر الصغيرة وسياسات الكتل، وتعزيز التضامن والتعاون ومعارضة المواجهة والضغط، فضلا عن التمسك بالمساواة والثقة المتبادلة ومعارضة الهيمنة والتنمر.
فلن يتمكن المجتمع الدولي من توحيد قواه لبناء عالم أكثر ازدهارا واستقرارا وإنصافا وعدلا إلا من خلال التحرك في الاتجاه الصحيح. وتماما كما يقول المثل الصيني الشهير "إن حشدت حكمة الجميع، فلن يكون هناك شيء لا يمكنك تحقيقه. وإن حشدت قوة الجميع، فلن يكون هناك نصر لا يمكنك إحرازه".
على مر السنين، رفعت الصين دائما راية التعددية عاليا.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث إلى الصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، 19 أبريل 2022. (شينخوا)
وعلى الصعيد الدولي، وجه القادة الصينيون دعوة قوية لدعم التعددية، مشيرين إلى أن المخرج من المشكلات المعقدة التي تواجه العالم هو "دعم التعددية وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية".
تتمسك الصين بقوة بالنظام الدولي الذي تمثل الأمم المتحدة نواته، والأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وسلطة الأمم المتحدة ومكانتها، ودورها المحوري في الشؤون الدولية.
لقد أثبتت الحقائق أن الصين هي على الدوام من بناة السلام العالمي والمساهمين في التنمية العالمية والمدافعين عن النظام الدولي.
من مبادرة الحزام والطريق إلى مبادرة التنمية العالمية ثم إلى مبادرة الأمن العالمي، قدمت الصين منافع عامة دولية واحدة تلو الأخرى، وعززت الربط العالمي، ووطدت التعاون والتنمية على الصعيد العالمي، وضخت المزيد من الثقة في السلام والاستقرار العالميين.
لقد أثبت التاريخ مرارا أنه إذا ما أُخذ الدور المحوري للأمم المتحدة بجدية، فسوف ينعم العالم بالسلام. وإذا ما تُرِكَت فرادى الدول لتسلك طريقها الخاص وتبدأ شيئا آخر، فسوف يتآكل أساس "ناطحة السحاب متعددة الأطراف" للأمم المتحدة.
في الوقت الذي يواجه فيه النظام الدولي الذي تمثل الأمم المتحدة نواته تحديات خطيرة، يتعين على جميع الدول أن تضع في اعتبارها مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتضع في اعتبارها المصلحة الأكبر للمجتمع الدولي، وتحل الخلافات من خلال الدبلوماسية والحوار، وتعمل بشكل مشترك على تعزيز السلام والتنمية العالميين تحت تنسيق الأمم المتحدة.