مقابلة خاصة: مسؤول مصري: المتحف القومي للحضارة المصرية "منارة ثقافية" ومليون شخص زاروه خلال عام

التاريخ: 2022-04-23 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller


مدخل قاعة المومياوات الملكية في المتحف القومي للحضارة المصرية في القاهرة، مصر. (شينخوا)

القاهرة 22 أبريل 2022 (شينخوا) أعلن الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية أن حوالي مليون شخص زاروا المتحف منذ افتتاحه قبل عام، مشيدا بـ"الإقبال الكبير" على زيارة المتحف الذي تحول إلى "منارة ثقافية" في القاهرة.

وقال غنيم، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) في الذكرى الأولى لافتتاح المتحف، إنه "خلال مرور عام على افتتاح المتحف زاره حوالي مليون زائر، 40 % منهم سائحون أجانب، وهذا رقم كبير لم نكن نتوقعه".

وافتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في أبريل 2021 المتحف، بحضور رئيس الحكومة مصطفى مدبولي والمديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أودري أزولاي.

وأضاف غنيم أن "متوسط زائري المتحف يوميا 2000 شخص، ويزوره من كل أطياف الشعب المصري بتنوعاته الاجتماعية والعمرية والجغرافية المختلفة، بجانب شخصيات مهمة أجنبية مثل بعض الملوك والرؤساء والوزراء".

وتابع أن الإقبال على زيارة المتحف القومي للحضارة المصرية خلال العام الأول لافتتاحه يعد كبيرا في ظل ظروف تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19) التي أثرت على قطاع السياحة بشكل عام، قبل أن يردف "أن يأتي لنا هذا العدد فنحن راضيون عن ذلك بشكل كبير".

وأشار إلى أن حفل الافتتاح المبهر الذي شهده متحف الحضارة ساهم بشكل كبير في الإقبال على زيارته، وكان له أكبر أثر إيجابي في الترويج لهذا المتحف.

وأوضح غنيم "لقد قمنا قبل أيام بافتتاح قاعة (النسيج المصري) للحفاظ على مقتنيات متحف النسيج وبعض القطع الأخرى بطريقة عرض مختلفة".

وتبلغ مساحة قاعة النسيج المصري بالمتحف القومي للحضارة 1000 متر مربع، وتتكون من طابقين.

وتضم القاعة نحو 650 قطعة أثرية، هي المقتنيات الأثرية التي كانت موجودة بمتحف النسيج في شارع المعز بالقاهرة، الذي تم غلقه لسوء حالته الإنشائية، وأكثر من 250 قطعة تم تجميعها من عدة مخازن ومتاحف أثرية.

وأردف غنيم، أن فكرة عرض القطع الأثرية في قاعة النسيج نفس فكرة العرض بالقاعة المركزية بحيث تحكي المعروضات العصور المختلفة لكن بنوعية جديدة من القطع الأثرية تتعلق بالنسيج والملابس.

واستطرد أن مقتنيات النسيج تؤكد أن "المصريين كانوا على درجة من الرقي والذوق العالي منذ قديم الأزل مرورا بالعصور المختلفة".

ومن أهم القطع المعروضة في قاعة النسيج "أردية من الكتان ترجع للعصور القديمة المختلفة من العصر البطلمي والعصر القبطي والإسلامي، بالإضافة إلى مجموعة من النسيج الوبري والأقمشة المختلفة وأدوات الغزل والنسج القديمة ونموذج لورشة نسيج ترجع للدولة الوسطى وتمثال لرئيس النساجين بالدولة القديمة"، وفقا للرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية.

وبافتتاح قاعة النسيج، أصبح المتحف يضم حاليا ثلاث قاعات هي القاعة المركزية التي تعرض 1600 قطعة أثرية، وقاعة المومياوات التي تضم مومياوات 18 ملكا وأربع ملكات من الأسر الفرعونية الـ 17 حتى الـ 20 والتي حكمت مصر القديمة منذ أكثر من 3000 عام.

وكشف غنيم، عن وجود خطط لافتتاح عدة قاعات أخرى في المتحف خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أنها ستشكل مفاجأة للجمهور.

وإلى جانب عرض المقتنيات الأثرية، ينفذ المتحف عدد كبير من الأنشطة الثقافية والفنية.

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف إن "المتحف يمثل منارة ثقافية.. ونحاول أن نقدم لرواد المتحف الكثير من الأنشطة سواء كانت فنية أو ثقافية أو الرسم، وأيضا محاضرات علمية مرتبطة بالثقافة والحضارة والآثار".

وأضاف "أطلقنا تطبيقا هاتفيا للمتحف يقدم الكثير من الخدمات لرواد المتحف مثل معلومات عن الخدمات التي يقدمها المتحف وبعض القطع الأثرية المهمة، ما يعني أن التطبيق بمثابة مرشد داخلي للسائح".

ورد على سؤال حول ما إذا كان المتحف قد أعاد اكتشاف المومياوات الملكية، بالقول إن "المتحف نفذ معادلة أن التراث والآثار المصرية تظهر بشكل مختلف من خلال طريقة العرض وطريقة معاملة الزائر، وهذا ما استطعنا أن نفعله بفضل الله، والمتحف عرض المومياوات الملكية بشكل يتناسب مع مكانتها".

ومن أشهر المومياوات المعروضة في المتحف مومياوات الملوك سقنن رع تاعا، ورمسيس الثاني، وسيتي الأول، والملكات حتشبسوت، وتي، ومريت آمون.

وشدد غنيم على أن "إنشاء متحف الحضارة في مدينة الفسطاط عاصمة القاهرة الإسلامية القديمة ساهم في تطوير المنطقة من الناحية الحضارية والثقافة"، مشيرا إلى أنه تم اختيار الموقع الحالي للمتحف في منطقة الفسطاط خلال العام 1999، بينما وضع حجر الأساس في العام 2002.

ويعد المتحف القومي للحضارة المصرية ثاني أكبر متحف في مصر، وتبلغ مساحته الإجمالية قرابة 33 فدانا، أي حوالي 138600 متر مربع.

تحرير: تشن لو يي