شي يدعو الصين والاتحاد الأوروبي إلى إضافة عوامل استقرار للعالم المضطرب

التاريخ: 2022-04-02 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller


بكين أول أبريل 2022 (شينخوا) التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ عبر رابط فيديو رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بكين مساء اليوم (الجمعة).

وأشار الرئيس شي إلى أنه قدم اقتراحا قبل ثماني سنوات للصين وأوروبا لتعزيز شراكة بين الصين والاتحاد الأوروبي من أجل السلام والنمو والإصلاح والحضارة. وقال إن رؤية الصين لم تتغير، وإذا كان هناك أي تغير قد حدث، فانها أصبحت أكثر أهمية في ظل الظروف الحالية. وتتقاسم الصين والاتحاد الأوروبي مصالح مشتركة واسعة النطاق وأساسا راسخا للتعاون.

ومشيرا إلى اتساق واستمرارية سياسة بلاده تجاه الاتحاد الأوروبي، دعا شي الاتحاد إلى تشكيل تصوره وفهمه الخاص للصين، وتبني سياسة مستقلة تجاه الصين، والعمل معها من أجل نمو مستقر ومستدام للعلاقات بين الجانبين، وإضافة عوامل استقرار في خضم عالم مضطرب.

وشدد الرئيس شي على أنه يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي العمل كقوتين رئيسيتين لتدعيم السلام العالمي، وتعويض حالات عدم اليقين في المشهد الدولي باستقرار العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي. يحتاج الطرفان إلى أخذ زمام المبادرة في حماية النظام الدولي، القائم على القانون الدولي، وفي القلب منه الأمم المتحدة، والأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والرفض المشترك لإحياء عقلية الكتل المتنافسة ومعارضة المحاولات الرامية إلى حرب باردة جديدة، وذلك بهدف الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين.

وأشار الرئيس شي إلى أنه يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي العمل كسوقين كبيرتين لتعزيز التنمية المشتركة، وتعميق العولمة الاقتصادية من خلال التعاون المفتوح. ستظل الصين ملتزمة بتعميق الإصلاح وتعزيز الانفتاح. ترحب الصين بالاستثمارات التجارية الأوروبية وتتوقع من الاتحاد الأوروبي توفير بيئة نزيهة وشفافة وغير تمييزية للاستثمار التجاري الصيني وتنميته في أوروبا. يحتاج الجانبان إلى السعي لمزيد من التضافر بين استراتيجيات التنمية الخاصة بهما واستكشاف المزيد من التكامل بين فلسفة التنمية الجديدة للصين ونمطها والسياسة التجارية للاتحاد الأوروبي من أجل الاستقلال الذاتي الاستراتيجي المفتوح.

وشدد الرئيس شي على أنه يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي العمل كحضارتين عظيمتين لتعزيز التقدم البشري ومواجهة التحديات العالمية من خلال التضامن والتعاون. ويحتاج الجانبان إلى اتباع التعددية الحقيقية وتدعيم رؤية للحوكمة العالمية تتضمن مبدأ التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة، ومواصلة قيادة التعاون الدولي فيما يتعلق بتغير المناخ والتنوع البيولوجي، والعمل معا لدحر جائحة كوفيد-19. ترحب الصين بدعم الاتحاد الأوروبي لمبادرة التنمية العالمية ومشاركته فيها.

وقال ميشيل وفون دير لاين إن الصين قوة مهمة في العالم. ويولي الاتحاد الأوروبي أهمية كبيرة لمكانة الصين ودورها الدوليين، ولتنمية العلاقات مع الصين. تتمتع الصين والاتحاد الأوروبي بعلاقات طويلة الأمد وذات منفعة متبادلة. يلتزم الجانبان بالدفاع عن السلام والتعددية. وفي ظل الوضع الدولي الحالي، من الضروري للاتحاد الأوروبي والصين زيادة الحوار والتعاون. وأكد الجانب الأوروبي من جديد التزامه بمبدأ صين واحدة وأعرب عن رغبته في إجراء تبادلات صريحة مع الصين للحفاظ على الزخم الجيد للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين. كما أعرب عن استعداده لمواصلة تعميق التعاون مع الصين في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والتنمية الخضراء، لمواجهة التحديات العالمية بشكل مشترك مثل الجائحة وتغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي وتعزيز السلام والنمو الاقتصادي والازدهار المشترك على مستوى العالم. وسيقدم الاتحاد الأوروبي الدعم والتعاون من أجل نجاح الجزء الثاني من الاجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي في الصين.

وقد تبادل الجانبان وجهات النظر حول الوضع في أوكرانيا. وتبادل مسؤولا الاتحاد الأوروبي وجهات نظرهما ومقترحاتهما بشأن الأزمة الأوكرانية.

وشدد الرئيس شي على أن الصين تأسف للغاية على بلوغ الوضع في أوكرانيا إلى ما هو عليه اليوم. وإن موقف الصين تجاه قضية أوكرانيا ثابت وواضح. وتقف الصين دائما إلى جانب السلام وتتوصل إلى استنتاجها بشكل مستقل بناء على خصائص كل مسألة. تدعو الصين إلى التمسك بالقانون الدولي والأعراف الحاكمة للعلاقات الدولية المعترف بها عالميا، وتعمل وفقا لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتدعم رؤية أمن مشترك وشامل وتعاوني ومستدام.

وقد شارك الرئيس شي وجهات نظره حول كيفية تسوية الأزمة الأوكرانية في ظل الظروف الحالية:

أولا، تعزيز محادثات السلام. تدعم الصين جهود الاتحاد الأوروبي نحو تسوية سياسية للقضية الأوكرانية، وتشجع محادثات السلام بطريقتها الخاصة. إن محادثات السلام هي الطريقة الوحيدة القابلة للتطبيق لمنع تصعيد التوترات. ويتعين على المجتمع الدولي مواصلة تهيئة الظروف الملائمة والبيئة المواتية للمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا وإفساح المجال للتسوية السياسية، بدلا من صب الزيت على النار وتصعيد التوترات.

ثانيا، الحيلولة دون وقوع أزمة إنسانية على نطاق أوسع. طرحت الصين مبادرة من ست نقاط بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا، وقدمت دفعات متعددة من المساعدات الإنسانية الطارئة إلى أوكرانيا، وأرسلت إمدادات إلى الدول الأوروبية التي تستقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين. وستبقى الصين على اتصال مع الاتحاد الأوروبي لمنع حدوث أزمة إنسانية أكبر.

ثالثا، تعزيز السلام الدائم في أوروبا والقارة الأوراسية. السبب الجذري للأزمة الأوكرانية هو التوترات الأمنية الإقليمية في أوروبا التي تراكمت عبر السنين. ويكمن الحل الأساسي في استيعاب الشواغل الأمنية المشروعة لجميع الأطراف المعنية. في هذا اليوم وهذا العصر، يجب ألا تُبنى الأطر الأمنية العالمية والإقليمية بعقلية الحرب الباردة. تدعم الصين أوروبا، خاصة الاتحاد الأوروبي، في لعب دور أساسي، وتدعم أوروبا وروسيا والولايات المتحدة والناتو في إجراء حوار لمواجهة التوترات التي تراكمت على مر السنين وإيجاد حلول، من أجل بناء إطار أمني متوازن وفعال ومستدام في أوروبا.

رابعا، منع تضخم الصراع الإقليمي. يجب التعامل مع أزمة أوكرانيا بشكل صحيح. ينبغي للمرء ألا يأخذ الدواء الخطأ، وألا يركز على جانب واحد فقط من القضية دون النظر إلى البقية، وألا يجعل العالم بأسره رهينة، ناهيك عن التسبب في معاناة الأشخاص العاديين في جميع أنحاء العالم نتيجة لذلك. كلما كان الموقف أكثر خطورة، زادت الحاجة إلى رجاحة العقل. إن التكوين الاقتصادي العالمي الحالي هو نتيجة جهود طويلة الأمد من قبل جميع البلدان. إنه كل متكامل. يجب على الأطراف أن تعتز بهذه النتيجة، ويجب ألا تدع النظام الاقتصادي العالمي يتعطل وقتما تشاء، ناهيك عن السماح بمحاولات تسييس أو تسليح الاقتصاد العالمي كأداة لخدمة أجندات خاصة، لأن مثل هذه المحاولات ستؤدي إلى أزمات خطيرة في التمويل العالمي، والتجارة، والطاقة والتكنولوجيا، والغذاء، وسلاسل الصناعة والإمداد، من بين أمور أخرى. يشعر الكثيرون بالقلق من أن الوضع الحالي قد يقضي على ثمار التعاون الاقتصادي الدولي المكتسب خلال عقود من الجهود. وإذا استمر الوضع في التدهور، فقد يستغرق الأمر سنوات، إن لم يكن عقودا، لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح. يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي الالتزام بالحفاظ على الوضع تحت السيطرة، ومنع انتشار الأزمة، والأهم من ذلك، الحفاظ على استقرار نظام وقواعد وأسس الاقتصاد العالمي، من أجل تعزيز الثقة العامة. يمكن للجانبين التنسيق والتعاون في هذا الصدد.

واتفق قادة الجانبين على أن هذا كان نقاشا صريحا ومتعمقا زاد فيه الجانبان التفاهم المتبادل وتوصلا إلى تفاهمات مشتركة في العديد من المجالات. واتفقا على تكثيف الاتصالات والتبادلات ومواصلة التنسيق والتعاون.


تحرير: تشن لو يي