القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز تبدأ أعمالها بالدوحة
الدوحة 22 فبراير 2022 (شينخوا) افتتح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني صباح اليوم (الثلاثاء) بالدوحة فعاليات القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز بمشاركة رفيعة المستوى لعدد من قادة الدول ووزراء النفط والغاز في الدول الأعضاء بالمنتدى.
وقال الشيخ تميم في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية إن القمة تنعقد اليوم في ظل التحديات التي مازال يفرضها انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) تاركة بصماتها على مختلف مناحي الحياة البشرية حول العالم.
وتابع "بينما نعمل جميعا على مواجهة هذه الأزمة غير المسبوقة فقد ظهر جليا أن المرونة والتعاون الدولي مازالا من العوامل الهامة لتحويل التحديات إلى فرص وفي الانتقال إلى وضع طبيعي جديد يضمن استمرار النمو المستدام الذي يسعى الجميع لتحقيقه".
وأضاف أن انتشار (كوفيد-19) شكل عاملا داعما لتحديد الحوار العالمي حول التحديات التي تواجه الإنسانية جمعاء ومنها التغير المناخي والتحول إلى طاقة منخفضة الكربون، مشيرا إلى أن هذا الحوار أتاح فرصة لإبراز الدور المركزي للغاز الطبيعي في تحول الطاقة المنشودة وفي البحث عن مصدر موثوق للطاقة يوفر التوازن الصحيح بين تحقيق النمو الاقتصادي والتعامل مع التحديات البيئية إضافة إلى الفرص الثمينة التي يقدمها نحو التعافي الاقتصادي في حقبة ما بعد كورونا.
وذكر أن العالم شهد خلال العقدين الماضيين تغيرا كبيرا في خارطة الطاقة احتل الغاز الطبيعي فيها حيزا كبيرا وذلك لأسباب متعددة، منها أنه مصدر الطاقة الأقل إضرارا بالبيئة بين مصادر الطاقة الأحفورية الأخرى وتمكن الغاز من احتلال مساحات متزايدة من سلة الطاقة في العديد من دول العالم.
ورأى أن منتدى الدول المصدرة للغاز لعب دورا كبيرا في تعزيز مساهمة الغاز الطبيعي في دعم الاقتصادات ومواجهة التحديات البيئية وهو ما يساهم في تحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة، معربا عن تقديره للجهود المشتركة لجميع الدول الأعضاء التي عملت على توفير امدادات موثوقة للغاز الطبيعي إلى الأسواق العالمية وحافظت على استقرار الأسواق.
وأكد الشيخ تميم أن التحول إلى طاقة منخفضة الكربون لا يتعلق بالمنتجين فحسب بل يرتبط أيضا ارتباطا وثيقا بالمستخدمين النهائيين الذين تحدد سلوكياتهم الاستهلاكية مدى فاعلية ونجاح هذا التحول، مشددا على أنه لابد لجهود التحول أن تتبع نهجا متوازنا يأخذ بعين الاعتبار متطلبات التنمية البشرية والاقتصادية في الدول النامية والمجتمعات الفقيرة.
ويبحث المنتدى ملفات مهمة من بينها آلية ضمان تدفق الطاقة وقت الأزمات وتداعيات (كوفيد-19) على سلاسل التوريد والإمداد والدور الأساسي للغاز الطبيعي في تحقيق التنمية المستدامة والتعاون في الأبحاث والاستكشاف والتنقيب وتقديم رؤية لمستقبل الغاز خلال السنوات المقبلة.
ومنتدى الدول المصدرة للغاز هو تجمع لمنتجي الغاز الرائدين في العالم، تأسس كمنظمة حكومية دولية عام 2001، ويضم 18 دولة، 11 دولة عضوة وسبع دول بصفة مراقب، من بينها أكبر أربعة منتجين ومصدرين للغاز، روسيا وإيران وقطر والجزائر.
وتمثل دول المنتدى مجتمعة ما نسبته 70 % من احتياطي الغاز في العالم و51 % من الصادرات العالمية من الغاز الطبيعي المسال و44 % من الإنتاج المسوق و52 % من خطوط الأنابيب، طبقا للموقع الرسمي للمنتدى.
ومن بين أهم ما يسعى إليه المنتدى بناء آلية لحوار أكثر جدوى بين منتجي ومستهلكي الغاز من أجل استقرار وأمن العرض والطلب في الأسواق العالمية ومساندة الحقوق السيادية للدول الأعضاء على مواردها وقدرتها على أن تخطط وتدير باستقلالية التنمية المستدامة واستخدام موارد الغاز والحفاظ عليها لمصلحة شعوبها.
وتستضيف الدوحة قمة منتدى الدول المصدرة للغاز للمرة الثانية، حيث سبق أن استضافتها عام 2011، فيما عقدت القمم السابقة في موسكو عام 2013، وطهران عام 2015، وسانتا كروز دي لا سييرا في بوليفيا عام 2017، ومالابو في غينيا الاستوائية عام 2019.