إبراهيم بدوان .. شيف من غزة يسعى لنشر ثقافة الطعام الصيني في مجتمعه

التاريخ: 2022-02-12 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller


غزة 12 فبراير 2022 (شينخوا) نجح إبراهيم بدوان أحد الطهاة الفلسطينيين في تحقيق طفرة في قطاع غزة عبر نشر ثقافة الطعام الصيني.

ولسنوات عديدة عمل بدوان البالغ من العمر (30 عاما) في مطاعم شهيرة ممتدة على طول ساحل البحر، حيث تخصص في طهي مختلف أنواع الأطباق العربية والعالمية الشهية.

وقبل عامين أضطر بدوان كبقية سكان القطاع البالغ أكثر من مليوني نسمة على البقاء في منازلهم ضمن إجراءات السلطات المحلية للحد من انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وفي حينه، قرر الشيف استثمار وقت فراغه في تعلم أطباق جديدة من مناطق مختلفة حول العالم عبر البحث على وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك) و(يوتيوب) من أجل تقديمها للزبائن حال عودة الأمور إلى طبيعتها.

ويقول بدوان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الطبق الصيني من بين الأطباق التي تعلمها، "لقد أحببته كثيرًا لأنه يحتوي على جميع المكونات الصحية".

ويضيف أن العرب عموما لديهم فكرة خاطئة عن الطعام الصيني كونه يختلف بشكل أساسي عن ثقافة الطعام لدى الشعوب العربية.

ويتابع أن أكثر ما يميز الطبق الصيني أنه عادة يكون متوازنا وغنيا بالخضروات والبروتينات التي تفيد الجسم.

ومضى قائلا إن المطبخ الصيني من أشهر المطابخ على مستوى العالم، حيث يعتمد بشكل كبير على الخضار واللحوم والأسماك والأرز، مشيرا إلى أنه لاحظ أن بعض الاطعمة لا يتم طهيها بالكامل من أجل الاحتفاظ بفوائدها الغذائية ومذاقها الطازج المميز.

ويعد الفلفل الحلو والبروكلي والخيار والبازلاء والملفوف من بين الخضروات الأساسية المستخدمة في طهي معظم الأطباق الصينية، كما يعتمد الشعب الصيني على إضافة صلصة الصويا والأرز إلى أطباقهم.

ولهذا يقول بدوان قررت أن أتعلم المزيد عن صنع الأطباق الصينية لأنني كنت على ثقة من أن مهمتي لنشر ثقافة الطعام الصيني ستنجح يوما ما.

ولجعل مهمته أكثر فاعلية، انضم إلى العديد من ورش العمل الدولية والصينية عبر الإنترنت لتعليم الناس كيفية تحضير الأطباق الصينية.

ويوضح بدوان "قضيت ما يقارب عاما كاملا في تعلم أطباقي الجديدة (...) وبمجرد أن أنتهى من الطهي كنت ألتقط صوراً للأطباق التي أصنعها بكل حب ونشرها على حساباته في مواقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) و (انستغرام) مع تدوين أسماء الأطباق ومكوناتها".

ويقول "لقد قمنا بإعداد أشهر الأطباق الصينية مثل (السبرينغ رولز والمكرونة وحساء الفطيرة باللحم ودجاج كونغ باو وأطباق الروبيان والأسماك)، بالإضافة إلى العديد من الأطباق الشهية الأخرى".

ويشير إلى أنه فور نشر صوره للأطباق الصينية على (فيسبوك) انهالت تعليقات متابعيه التي تتساءل عن كيفية صناعتها وكيف يمكن الدمج ما بين الثقافة الصينية والفلسطينية، لافتا إلى أن من بين ردوده للمتابعين كانت تتضمن شرح فوائد الطعام الصيني وكم هو طعام صحي ولذيذ.

ويتابع بدوان بينما كان داخل مطبخه لتحضير طبق صيني لزواره "الشيء الوحيد الذي نحتاجه هو قبول الثقافات الأخرى وتجربتها ثم نتذوق طعاما جديدا ونتعرف على ثقافة جديدة دون مغادرة منطقتنا".

وفي الوقت الحالي، أصبح بدوان ينظم العشرات من ورش العمل لتعليم الآخرين كيفية تحضير الطعام الصيني واعتماده في مطابخهم للاستمتاع بمذاقه النادر والفريد.

ومن بين الملتحقين في تلك الورش سماح المصري البالغة من العمر (32 عاما)، حيث أبدت سعادتها في تبني أفكار جديدة في إعداد الطعام ومحاولة الدمج ما بين الطعام الصيني والفلسطيني.

وتقول المصري ل(شينخوا) "بعض الأطباق الصينية تتوافق مع الثقافة الفلسطينية، خاصة تلك التي تتميز بطعمها الحار"، مشيرة إلى أن "الأطباق الصينية هي الأكثر صحة وتساعدنا في الحفاظ على أوزاننا".

ومع ذلك، يواجه كل من الشيف وطلابه بعض التحديات في إعداد أطباقهم الصينية، حيث لا يمكنهم العثور على جميع المكونات الصينية في القطاع المحاصر من قبل إسرائيل، مما يدفعهم للبحث عن بدائل أخرى.

ويأمل بدوان المشاركة في المسابقات العربية والدولية في صنع الأطباق الصينية وافتتاح مطعم في غزة متخصص في الأطباق الصينية وإتاحة الفرصة له لاستيراد جميع المكونات الصينية على نطاق واسع للسماح لسكان غزة بالاستمتاع بمذاقها الأصلي.

ويقول الشيف ذو العيون الخضراء إن "غزة منطقة سياحية وفي يوم من الأيام ستحظى بفرصة العيش بسلام وستستقبل السياح من جميع أنحاء العالم حينها سيستمتعون بهذه الأطباق بالتأكيد".




تحرير: وانغ مو هان