العلاقات المصرية الصينية تلقت دفعة قوية جديدة بلقاء شي والسيسي

التاريخ: 2022-02-07 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller


اجتماع بين الرئيسين الصيني والمصري في بكين، 5 فبراير 2022. (شينخوا)

القاهرة 6 فبراير 2022 (شينخوا) رأى خبراء سياسيون أن العلاقات المصرية الصينية تلقت دفعة قوية جديدة باللقاء الذي عقده الرئيسان شي جين بينغ وعبدالفتاح السيسي، خلال زيارة الرئيس المصري للصين لحضور حفل افتتاح أولمبياد بكين الشتوي 2022.

وبدأ السيسي زيارته التي استمرت ثلاثة أيام للصين يوم الخميس الماضي، حيث حضر حفل افتتاح الأولمبياد في اليوم التالي، وعقد مباحثات قمة أمس السبت مع الرئيس شي.

ودعا الرئيس الصيني خلال اللقاء إلى بذل جهود مشتركة لبناء مجتمع المستقبل المشترك بين البلدين في العصر الجديد، وأكد أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر أصبحت نموذجا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والإفريقية والنامية.

وتناولت المباحثات بين الرئيسين تعزيز التعاون بين البلدين لاسيما من خلال مواصلة التشابك بين مبادرة "الحزام والطريق" ورؤية "مصر 2030"، وتوسيع التعاون في الإنتاج المشترك للقاحات المضادة لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19).

وتعد هذه هي الزيارة السابعة للسيسي إلى الصين منذ توليه الحكم في العام 2014.

وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن لقاء الرئيس شي والرئيس السيسي يعكس حرص الزعيمين على "تنمية وتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات وتسريع التعاون الثنائي"، ويؤكد أن العلاقات بين بكين والقاهرة "تحالف استراتيجي بمعنى الكلمة".

وأضاف فهمي لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن هذا اللقاء "مهم لعدة اعتبارات"، من بينها أنه "أولا: يعد تأكيدا للشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين، التي دخلت مراحل متقدمة، وثانيا: يعكس الدور المهم للصين في إفريقيا، وثالثا: يؤكد جدارة مصر وحضورها السياسي والاستراتيجي ضمن الدول الكبرى في حدث عالمي" في إشارة إلى أولمبياد بكين الشتوية.

وتابع الخبير المصري، أن "زيارات الرئيس السيسي للصين عززت الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين، وحققت نتائج مثمرة في التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي".

وأوضح أن "سيناريو العلاقات المصرية الصينية يمضي في إطارين إيجابيين، الأول لبناء منظومة جديدة للعلاقات المصرية الصينية تتجاوز فكرة الاستثمارات العادية والشراكة في المجالات الأخرى المستقرة إلى شراكة كاملة سياسية واستراتيجية في مواجهة التحديات التي تواجه الطرفين".

ويتمثل الإطار الثاني في "تعزيز الارتباط المصري الصيني في مجالات أخرى تقوي العلاقات خصوصا في مبادرة الحزام والطريق".

وأشار فهمي إلى أن "مبادرة الحزام والطريق عززت بقوة تنمية مصر الاقتصادية"، ولفت إلى أن القاهرة تسعى إلى تحفيز رجال الأعمال الصينيين للانفتاح على فرص الاستثمار في مصر، وجذب المزيد من الاستثمارات الصينية.

بدوره، قال الدكتور ضياء الفقي الخبير في الشأن الصيني إن زيارة السيسي للصين لها دلالة مهمة تتمثل في وقوف مصر بجانب الصين، التي واجهت تسييسا أمريكيا للأولمبياد الشتوية.

وأوضح الفقي، وهو أمين عام غرفة التجارة المصرية الصينية، لـ ((شينخوا))، أن بكين هي المدينة الأولى في العالم التي استضافت دورتي ألعاب أولمبية، الأولى صيفية في العام 2008، والثانية شتوية تجري فعالياتها حاليا.

وأضاف أن "الصين واجهت تسييسا من قبل أمريكا وبعض الدول الأخرى للأولمبياد الشتوية على الرغم من أنها ألعاب رياضية هدفها تقريب الشعوب".

وأردف أنه "كما فعلت مصر في بداية جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19)، حيث أرسلت مساعدات طبية للصين، كان لها أثر كبير في نفوس الصينيين، فقد زار السيسي الصين لحضور حفل افتتاح الأولمبياد ليؤكد وقوف مصر دائما بجانب الصين في المواقف المختلفة".

وتوقع الفقي أن "تترك هذه الزيارة أثرا طيبا في مشوار الصداقة المصرية الصينية".

وتابع أن "هذه الزيارة السابعة للسيسي لبكين.. ومن يتابع العلاقات المصرية الصينية سيلاحظ أنه لم يقم رئيس مصري في تاريخ العلاقات بين البلدين بكل هذه الزيارات خلال هذه المدة القصيرة".

ورأى أن تعدد زيارات السيسي للصين يؤكد أن "هناك إرادة سياسية مصرية لدعم وتنمية التعاون مع الصين"، مشيرا إلى أن "هذه الزيارات عززت الثقة السياسية المتبادلة دون شك".

ولفت إلى أن "مستوى العلاقات بين بكين والقاهرة لم يرتق للشراكة الاستراتيجية إلا في عهد الرئيسين شي والسيسي".

وأكد أن "العلاقات الثنائية حاليا في أفضل حالاتها، وتشهد تعاونا غير مسبوق، وأتوقع أن تزداد قوة ومتانة خلال الفترة المقبلة".

وأشاد الفقي بـ "الحزام والطريق" التي وصفها بـ "مبادرة القرن للتنمية"، حيث تقوم الصين من خلالها بدعم التنمية والبنية التحتية في الدول التي يمر بها طريق الحرير، وأردف أن "مصر تستفيد من هذه المبادرة الصينية، وتوافقها مع رؤية مصر 2030 من حسن حظنا".

وأوضح أن "الصين تسعى إلى تحقيق مصالحها وأهدافها في التنمية من خلال التعاون والفوز المشترك.. وهي من خلال هذه المبادرة تقدم خدمة للإنسانية في التنمية المتبادلة".

في غضون ذلك، سلط الإعلام المصري الضوء على زيارة السيسي للصين، وقال الدكتور أحمد السعيد الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة في برنامج (حديث القاهرة) على قناة (القاهرة والناس) إن هذه الزيارة هي السابعة للسيسي إلى بكين، ما يعني أنه يزور الصين بشكل سنوي تقريبا.

وأضاف السعيد، أن الصين من أكثر الدول التي زارها السيسي، ورأى أن الهدف من الزيارة الأخيرة هو التأكيد على الدعم المصري للصين ونجاح الأخيرة في استضافة الأولمبياد.

أما الخبير في الشؤون الآسيوية حسين اسماعيل فقال خلال مداخلة مع قناة (سي بي سي إكسترا) إن زيارة السيسي للصين انعكاس للتطور الكبير في العلاقات بين البلدين.

وأكد أن لقاء الرئيسين شي والسيسي من شأنه تعميق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، التي تلقت دفعة أخرى لزيادة التعاون.

تحرير: وانغ مو هان