باحث مصري: القواسم المشتركة بين الحضارتين الصينية والمصرية كبيرة وبصمتهما على البشرية واضحة
في الصورة الملتقطة يوم 29 سبتمبر 2021، منتدى للاحتفال بالذكرى الـ65 لتأسيس العلاقات الصينية المصرية تحت عنوان "تعاون الحضارات لمستقبل أفضل"، وللترويج لمبادرة "ادرس في مصر". (شينخوا)
القاهرة 4 يناير 2022 (شينخوا) أكد الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن القواسم المشتركة بين الحضارتين المصرية والصينية كبيرة، مشيرا إلى أن الحضارتين تملكان بصمة ظاهرة للغاية على البشرية.
وأعد عبدالوهاب، وهو أيضا رئيس تحرير مجلة "أحوال مصرية"، دراسة تحمل عنوان "مصر والصين.. المشترك الحضاري"، وذلك في إطار مشروع بحثي لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية حول العلاقات الثقافية بين مصر والصين.
وقال عبد الوهاب في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، "نستهدف من هذه الدراسة أولا: البحث في القواسم المشتركة بين الحضارتين المصرية والصينية، والتأكيد على أن الحضارتين تركتا بصمة حضارية على البشرية، وهناك مجموعة من القواسم التي تجمع بينهما".
وأضاف "ثانيا: التكامل الحضاري الذى يجب أن نأخذه في الاعتبار ونحن ندرس الحضارات، وليس منطق الاستعلاء الحضاري الذى يتم ترويجه في بعض الكتابات الغربية".
ورأى الباحث المصري، أن "القواسم المشتركة تنقسم إلى جناحين، الأول مرتبط بالعلم والتطور، والثاني مرتبط بالثقافة والقيم والفن والإبداع" قبل أن يتابع أن "تكامل الجناحين وقوتهما هو الذي جعل الحضارتين المصرية والصينية باقيتين حتى هذه اللحظة وبصمتهما على البشرية ظاهرة بشكل كبير".
وأوضح أن الدراسة خلصت إلى أن التشابه بين الحضارتين المصرية والصينية كبير سواء من خلال الثقافة أو منظومة القيم الحاكمة للمجتمعات.
وتمثلت القواسم المشتركة بين الحضارتين الصينية والمصرية في 5 نقاط جوهرية، هي "ثقافة العمل"، حيث حظي العمال وأصحاب الحرف بقيمة خاصة في الحضارتين، و"قيم العدل والحق والقانون" إذ احتلت تلك القيم مرتبة متميزه في منظومتي الأخلاق المصرية والصينية، وفقا للباحث المصري.
ومن بين القواسم المشتركة أيضا "المواطنة والتماسك المجتمعي"، و"تنوع المكون الثقافي بين العديد من الفنون والآداب" ما أدي إلى ثراء الحضارتين المصرية والصينية واستمرارهما، و"أصالة الهوية" حيث حملت كل حضارة ملامح التميز والخصوصية.
وأكد عبد الوهاب، أن "العلاقات الثقافية بين القاهرة وبكين أخذت دفعات كبيرة خلال الفترات السابقة، واعتقد أنها تحتاج إلى المزيد من الدفعات، وإلى تنامي الإدراك المتبادل بين الشعبين المصري والصيني".
وواصل "لا شك أن العلاقات المصرية الصينية هي علاقات تاريخية ممتدة.. وخلال الفترة الأخيرة هناك حرص كبير على إدراك وفهم الحضارة الصينية التي تقدم بلا شك مسارا للتقدم مختلف عن المسار الغربي".
وأشار إلى "وجود إقبال من الطلاب والدارسين المصريين على تعلم اللغة الصينية خلال السنوات الأخيرة، واعتقد أن هذا الإقبال سوف يتزايد بشكل كبير خلال الفترة المقبلة".