الرئيس الصيني يتحدث مع المستشار الألماني عبر الهاتف
بكين 21 ديسمبر 2021 (شينخوا) أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الثلاثاء) محادثة هاتفية مع المستشار الألماني أولاف شولتس.
هنأ شي شولتس مجددا خلال المحادثة على توليه منصب المستشارية.
وأكد شي أن الصين تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع ألمانيا. وقال إنه في السنوات الأخيرة، كان التعاون الصيني-الألماني على الدوام "قائداً" للتعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي، وهو اختيار صحيح اتخذه البلدان بما يتماشى مع اتجاه التنمية في هذا العصر.
وأشار شي إلى أن العام المقبل يوافق الذكرى الـ50 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وألمانيا.
وقال إنه خلال نصف القرن الماضي، أظهرت العلاقات بين الصين وألمانيا قدرًا كبيرًا من الحيوية والصمود والمرونة والإمكانات، مضيفًا أنه على مدار الأعوام الخمسين القادمة، يجب على البلدين تبني رؤية عالمية من منظور طويل الأجل، والمضي قدما والسعي بجد لتحقيق تطور جديد للعلاقات الصينية الألمانية.
أولاً، اقترح شي أنه يجب على البلدين رسم المسار العام للعلاقات الثنائية من منظور استراتيجي.
وقال إن الصين وألمانيا دولتان كبيرتان لهما تأثير مهم، مضيفا أن التطور السليم للعلاقات الثنائية يخدم المصالح الأساسية للبلدين وشعبيهما، ويسهم أيضا في تحقيق السلام والاستقرار العالميين.
وشدد على أنه يتعين على الجانبين النظر دوما إلى التنمية لدى كل منهما على أنها فرصة، والحفاظ على التقليد الرائع المتمثل في القيادة رفيعة المستوى للعلاقات الثنائية، وتحديد اتجاه تنمية العلاقات الصينية-الألمانية.
وقال إنه يتعين على الجانبين إفساح المجال أمام دور آليات الحوار والتعاون بين الجانبين، وخاصة الاستفادة بشكل جيد من آلية التشاور بين الحكومتين، من أجل تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وأضاف أنه يتعين على الجانبين تعزيز الاتصال والتنسيق، والتخطيط المشترك لأنشطة الاحتفال بالذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية العام المقبل.
ثانيا، قال شي إنه يتعين على البلدين تعزيز التعاون متبادل المنفعة بنشاط وبأسلوب عملي.
وأشار إلى أن الاقتصادين الصيني والألماني استفادا كثيرًا من التنمية التي حققها كل منهما، مضيفًا أن الصين كانت أكبر شريك تجاري لألمانيا لمدة خمس سنوات متتالية، واستمر التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي في النمو على الرغم من ضغوط جائحة كوفيد-19.
ولفت إلى أنه يتعين على الجانبين استكشاف مجالات جديدة للتعاون بنشاط، مثل الطاقة الجديدة والاقتصاد الأخضر والرقمي، وإطلاق العنان لإمكانات نمو تجارة الخدمات.
وقال شي إن الشركات الألمانية مرحب بها للاستفادة من ميزاتها واغتنام الفرص الجديدة التي أتاحها الانفتاح الصيني، مضيفا أن الجانب الصيني يأمل في أن توفر ألمانيا بيئة أعمال عادلة للشركات الصينية، للاستثمار والقيام بأعمال تجارية في ألمانيا.
وفي إشارة إلى أن ألمانيا نقطة التقاء هامة في خط السكك الحديدية السريع بين الصين وأوروبا، قال شي إنه يعتقد أن التعاون المعزز بين الصين وألمانيا في إطار مبادرة الحزام والطريق سيفيد البلدان على طول الطريق وسيعزز الربط بين القارة الأوروآسيوية.
ثالثًا، أشار شي إلى أن الجانبين بحاجة إلى العمل معًا لمواجهة التحديات وتقديم إسهامات جديدة للحوكمة العالمية.
ولفت إلى أن الصين وألمانيا تدافعان عن التعددية وتساهمان في التنمية العالمية.
واقترح زيادة التنسيق والتعاون بين الجانبين في الشؤون الدولية، وإيجاد حلول عملية للمشاكل المتعلقة بالمصير المشترك للبشرية، مثل مكافحة كوفيد-19؛ وتعزيز التوزيع العادل للقاحات؛ وتحفيز التعافي الاقتصادي بعد الجائحة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في البلدان النامية؛ ومعالجة تغير المناخ؛ والتخفيف من حدة الفقر؛ وتحقيق التنمية المستدامة.
كما دعا شي إلى تنسيق الجهود للسعي إلى تسوية القضايا الإقليمية الساخنة عبر الحوار، ودعم وتعزيز مبدأ الديمقراطية في العلاقات الدولية، ومعارضة جميع أشكال الهيمنة وعقلية الحرب الباردة بحزم.
وقال إن التنمية الحقيقية تحدث فقط حينما تحقق البلدان التنمية معا، مضيفًا أن الصين مستعدة للعمل مع ألمانيا لتعزيز تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.
وأكد شي أن الصين والاتحاد الأوروبي قوتان كبيرتان مستقلتان في العالم، تتمتعان بتوافق استراتيجي واسع النطاق ومصالح مشتركة واسعة.
وأضاف أنه يتعين على الجانبين الالتزام بالشراكة الاستراتيجية الشاملة ومبدأ الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة، من أجل ضمان استمرار التنمية السليمة والمطردة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وقال إنه يأمل في أن تواصل ألمانيا لعب دور إيجابي في استقرار العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، وضخ الاستقرار والطاقة الإيجابية في العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
من جانبه، شكر شولتس الرئيس شي على إرساله رسالة تهنئة بمناسبة انتخابه مستشارا لألمانيا، مضيفا أن ذكريات تبادلاته مع شي لا تزال حاضرة في ذهنه، وأنه مستعد لمواصلة وتعزيز الصداقة والتعاون بين ألمانيا والصين.
وقال شولتس إن الوقت الحاضر يشهد تطورًا سليمًا في العلاقات التجارية والاستثمارية بين ألمانيا والصين، وتعاونًا وثيقًا بين البلدين في مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ وجائحة كوفيد-19، وتواصلا وثيقا حول الشؤون الإقليمية مثل أفغانستان والقضية النووية الإيرانية، لافتا إلى أن تلك هي الركائز الثلاث للتنمية المستدامة للعلاقات الألمانية-الصينية.
وأضاف أن ألمانيا مستعدة للعمل مع الصين بروح الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة، لدفع تنمية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وأوضح أن ألمانيا مستعدة لاغتنام الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية فرصة لعقد جولة جديدة ناجحة من المشاورات بين حكومتي البلدين، وتعزيز التعاون العملي في مجالات مثل الطاقة النظيفة والاقتصاد الرقمي وقطاع الخدمات، ودعم العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين بطريقة بناءة.
وقال إنه يأمل أن تدخل اتفاقية الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والصين حيز التنفيذ في وقت مبكر، مؤكدا استعداد ألمانيا للعمل مع الصين من أجل دعم التعددية في الشؤون الدولية.
وخلال محادثتهما، تبادل الزعيمان أيضا التهاني بمناسبة العام الجديد، واتفقا على الحفاظ على اتصالات منتظمة وبذل جهود مشتركة لدفع العلاقات بين الصين وألمانيا من ناحية، والصين والاتحاد الأوروبي من ناحية أخرى، إلى مستويات جديدة.