تعليق ((شينخوا)): الصين...داعم كبير لعولمة النمو
صورة ملتقطة من الجو في 11 يناير 2021 لمحطة الحاويات الدولية المطلة على المحيط الهادئ في ميناء تيانجين ببلدية تيانجين في شمال الصين. (شينخوا)
إن الصين، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تقف الآن كداعم كبير لعولمة النمو وباتت في وضع يمكنها من مواصلة تعزيز العولمة الاقتصادية والازدهار المشترك في مختلف أنحاء العالم في نفس الوقت، وهو شكل جديد من أشكال العولمة وصفه كثيرون بأنه "عولمة النمو".
بكين 11 ديسمبر 2021 (شينخوا) على مدى السنوات الـ20 الماضية منذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية، شرعت الصين في رحلة طويلة لاحتضان العولمة من خلال العمل بشكل مستمر على تعميق اندماجها في الاقتصاد العالمي.
وعلى طول الطريق، لم تقم الصين فقط بالوفاء بالتزاماتها تجاه منظمة التجارة العالمية، بل لعبت أيضا دورا رئيسيا في تحفيز النمو ودفع عجلة التنمية في مختلف أنحاء العالم.
ويتمثل التحدي الأكبر الذي تواجهه العولمة الاقتصادية اليوم فيما إذا كان بإمكانها مكافأة كل من يشارك في هذا الاتجاه الذي لا يمكن وقفه من أجل ضمان التوازن بين الكفاءة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية. في الواقع، إن الصين، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تقف الآن كداعم كبير لعولمة النمو وباتت في وضع يمكنها من مواصلة تعزيز العولمة الاقتصادية والازدهار المشترك في مختلف أنحاء العالم في نفس الوقت، وهو شكل جديد من أشكال العولمة وصفه كثيرون بأنه "عولمة النمو".
لماذا يمكن للصين أن تصبح داعم كبير لعولمة النمو؟
يرجع السبب الأول إلى أن الصين، تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، حققت معجزتين متمثلتين في النمو الاقتصادي السريع والاستقرار الاجتماعي الدائم.
فعلى مدى العقدين الماضيين، نما الحجم الاقتصادي للصين من سادس إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وارتفعت استثماراتها المباشرة الخارجية من المركز الـ26 إلى المركز الأول. وأصبحت أكبر مساهم في النمو العالمي على مدى 15 عاما على التوالي، وثاني أكبر مستورد في العالم على مدى 11 عاما متتالية.
زوار داخل معرض الصين الدولي للاستيراد في دورته الرابعة في شانغهاي بشرق الصين، 5 نوفمبر 2021 . (شينخوا)
وعند إمعان النظر في الأمر: سنجد أنه لم يكن من غير المرجح أن تقدم الصين مساهمات كبيرة لبقية العالم إذا فشلت في تطوير نفسها والحفاظ على الاستقرار داخل حدودها في العقدين الماضيين.
والسبب الآخر يرجع إلى التزام الصين الراسخ بالانفتاح فضلا عن استعدادها المستمر لتقاسم فرص التنمية.
فعلى مر السنين، اتخذت بكين مجموعة من الخطوات الملموسة لتحسين بيئة الأعمال لديها وتحقيق تكافؤ الفرص أمام الشركات المحلية والأجنبية، مثل طرح قانون الاستثمار الأجنبي وتقليص القائمة السلبية للاستثمارات الأجنبية تدريجيا.
وتدرك الصين تماما أن تقدمها يرتبط ارتباطا وثيقا بتنمية عالمية قوية. ولهذا السبب اقترحت مبادرة الحزام والطريق سعيا منها إلى المساعدة في إنعاش النمو الاقتصادي في العالم النامي، وأقامت منصات مثل معرض الصين الدولي للاستيراد حتى يمكن تقاسم خيرات السوق الصينية بشكل أفضل مع العالم الأوسع.
والأهم من ذلك أن الصين تعد أيضا داعما قويا للتجارة الحرة والاستثمار العالميين من خلال دعم النظام التجاري متعدد الأطراف ونواته منظمة التجارة العالمية، وممارسة التعددية الحقيقية، ودعم التنمية الشاملة للنظام التجاري متعدد الأطراف.
فعلى سبيل المثال: بفضل سنوات من الجهود الجماعية الدؤوبة من جانب الصين وغيرها من البلدان المشاركة، ستدخل الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، التي أصبحت الآن أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في العالم، حيز التنفيذ في الشهر المقبل.
وبالنظر إلى تصاعد الحمائية التجارية في جميع أنحاء العالم، فإن مثل هذا الانتصار للتعددية قد تحقق بشق الأنفس.
واستشرافا للمستقبل، ستواصل الصين الاضطلاع بدور داعم كبير لعولمة النمو وستظل وفية لوعدها بتعزيز عولمة اقتصادية تتسم بكونها أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا وإفادة للجميع.
فمن ناحية، لا يزال الاقتصاد الصيني قادرا على الحفاظ على زخم نموه وقدرته على الصمود على المدى الطويل في مواجهة الرياح المعاكسة وأوجه عدم اليقين. ولديها سوق استهلاكية ذات حجم وإمكانات نمو لا مثيل لهما، ونظام صناعي كامل، فضلا عن صنع سياسات اقتصادية حكيمة وعملية ومرنة.
ومن ناحية أخرى، ستواصل الصين، من خلال تمسكها بهدف الانضمام إلى بقية العالم لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، المضي قدم في انفتاح عالي الجودة وتعزيز التعاون القائم على المنفعة المتبادلة.
سيدا فنغفونغساوانه (في الوسط)، هي أحد المتدربين على قيادة قطارات خط السكك الحديدية بين الصين ولاوس، أثناء تعلمها كيفية تفقد أحوال القطار على يد مدرب صيني في قاعدة السكك الحديدية التابعة لمجموعة الصين الهندسية رقم 2 للسكك الحديدية والخاصة بخط السكك الحديدية بين الصين ولاوس، في الضواحي الشمالية لفينتيان بلاوس، 12 سبتمبر 2021. (شينخوا)
وتحقيقا لهذه الغاية، تعمل الصين على تنشئة نمط جديد للتنمية يتمثل في "التداول المزدوج"، والذي تعمل فيه الأسواق المحلية والأجنبية على تعزيز بعضها البعض مع اتخاذ السوق المحلية دعامة أساسية.
ومع اقتراح مبادرة للتنمية العالمية، تعهدت الصين أيضا بجعل التنمية العالمية أكثر إنصافا وفعالية وشمولا، حتى لا تتخلف أي دولة عن الركب. ويمكن تفسير المبادرة على أنها رسالة تحمل فرص تنمية طويلة الأجل من الصين.
ومن جانبهم، أكد مديرون تنفيذيون من هانيويل وماكدونالدز وبوينغ وعدد من الشركات الأمريكية الأخرى في الآونة الأخيرة على أهمية السوق الصينية وفرص نموها. كما تبين أن المستثمرين الأجانب قاموا خلال معظم عام 2021 بشراء سندات حكومية صينية كموجودات احتياطية عالمية.
وقد تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال كلمته في حفل افتتاح الدورة الرابعة من معرض الصين الدولي للاستيراد في الشهر الماضي قائلا "لن نحيد عن عزمنا على الانفتاح على نطاق أوسع وبمعايير عالية، ولن نحيد عن عزمنا على تقاسم فرص التنمية مع بقية العالم".
وعلى مدى الـ20 عاما الماضية بذلت الصين جهودا أكبر تمسكا بروح منظمة التجارة العالمية من خلال مسيرتها النشطة والمستمرة من "عولمة النمو". ومع التقدم إلى الأمام، سيواصل "داعم النمو" الكبير الوفاء بالتزامه تجاه المجتمع العالمي من خلال جعل هذا العالم مكانا أفضل ليس فقط من خلال الأقوال، وإنما أيضا من خلال أفعال حقيقية.