مبعوث صيني: العلاقات بين الصين والآسيان تتوقع 30 عاما مثيرة أخرى
قال السفير الصيني لدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) دنغ شي جيون إن العلاقات بين الصين والآسيان على أعتاب نقطة انطلاق جديدة وستدخل 30 عاما مثيرة أخرى.
وقال دنغ في مقابلة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) مؤخرا إن الجانبين سيطلقان العنان لطاقة العلاقات وإمكانياتها بخطوات أكثر نشاطا وإجراءات أكثر ابتكارا، وبناء مجتمع أوثق ذي مستقبل مشترك لصالح أكثر من ملياري نسمة في 11 دولة.
وتضم رابطة الآسيان كلا من بروناى وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام. وقد أقامت الصين والآسيان علاقات حوار في عام 1991.
وأشار دنغ إلى أنه خلال الأعوام الـ30 الماضية، حقق الجانبان قفزة هائلة إلى الأمام في التعاون الاقتصادي والتجاري، حيث زادت التجارة البينية 85 مرة، مما جعلهما أكبر شريك تجاري لبعضهما البعض.
وقال دنغ إنه في الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، بلغ إجمالي جحم التجارة بين الصين والآسيان 630.54 مليار دولار أمريكي، بزيادة 31.1 بالمئة على أساس سنوي، بما يمثل 14.4 بالمئة من إجمالي التجارة الخارجية للصين، ليحافظ التعاون التجاري على زخم نمو قوي.
وبحسب الإحصاءات الصينية، فإنه يتم تداول 90 بالمئة من البضائع بين الجانبين بدون رسوم جمركية منذ إقامة منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان قبل 11 عاما.
وتعليقا على أهمية مركزية الآسيان المتجسدة في اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، قال دنغ إنه خلال السنوات الثماني من المفاوضات، لعبت الآسيان دورا رائدا من خلال التنسيق القوي لمواقف جميع الأطراف وضمان التقدم المطرد.
وأشار إلى أن الصين كانت أول دولة من خارج الآسيان تستكمل عملية المصادقة على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة.
وقال دنغ إن "الاتفاقية تحمل أهمية حيوية لتعزيز الانتعاش الاقتصادي والازدهار بعد كوفيد-19 في المنطقة، وتعميق التكامل الاقتصادي لشرق آسيا، وحماية السلام والاستقرار الإقليميين".
وتعهد بأن "الصين ستواصل التعاون الكامل مع الآسيان حتى تدخل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة حيز التنفيذ كما هو مقرر في أوائل العام المقبل".
وفيما يتعلق بمكافحة كوفيد-19، قال دنغ إن الصين والآسيان حافظتا على روح المساعدة والتضامن المتبادلين وهم ما تجلى في التعاون في مكافحة كوفيد-19.
وزودت الصين جميع الدول الأعضاء في الآسيان حتى الآن بأكثر من 300 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 بإلاضافة إلى كميات كبيرة من الإمدادات الطبية الطارئة. كما أرسلت الصين فرقا طبية من الخبراء للمساعدة في بناء مختبرات للفيروس وتعاونت مع عدد من أعضاء الآسيان في تجارب اللقاحات، وفقا لدنغ.
وأضاف "على الرغم من أن الوباء ينحسر الآن في الآسيان، إلا أن تحديات مثل انتعاش الوباء من وقت لآخر وانخفاض معدل التطعيم في بعض البلدان لا تزال قائمة، وبالتالي تخلق حالة من عدم اليقين في المستقبل"، مؤكدا استعداد الصين لتعزيز التعاون في مجالات بحث وتطوير وانتاج ومشتريات اللقاحات والإشراف مع دول الآسيان من خلال تعاون أصدقاء اللقاحات بين الصين والآسيان لتعزيز القدرة على تحمل تكاليف اللقاحات وإمكانية الحصول عليها في المنطقة.
وفي حديثه عن الشراكة الأمنية الثلاثية الجديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا والمعروفة باسم أوكوس، قال دنغ إنها في جوهرها دائرة "أنجلو ساكسونية" أخرى يحكمها تقارب أنجلوسفيري وثيق وحسابات جيوسياسية.
وقال إن "هذه الدوائر الصغيرة ستفكك الهيكل الإقليمي الحالي الذي توجد فيه الآسيان في مقعد القيادة مما سيقوض بشكل كبير من مركزية الآسيان".
وشدد دنغ على أن ما تتوق إليه الدول الأعضاء في الآسيان والدول الإقليمية الأخرى حقا هو التعايش السلمي للقوى الكبرى في شرق آسيا، وتوطيد هيكل إقليمي مفتوح وشامل، وجدول أعمال موجه نحو التعاون مع التركيز على مساعي مكافحة الوباء والانتعاش الاقتصادي.
وأضاف أن هذه الدول لا تتوق بأي حال من الأحوال إلى "تنافس جيوسياسي لا نهاية له، أو أجندة عسكرية وأمنية مقلقة، أو إجبارها على الانحياز لأي طرف".
وأتم "لسوء الحظ، فإن التوجه السياسي للإدارة الأمريكية يبتعد أكثر عن رغبة دول المنطقة"