مقالة خاصة: التبادل في مجالي اللغة والآداب يبني جسرا بين الحضارتين الصينية والعربية
عقدت الدورة التاسعة لندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية في إطار منتدى التعاون الصيني العربي عبر دائرة الفيديو يوم الثلاثاء في العاصمة الصينية بكين، حيث ركز الضيوف من الجانبين على تعزيز الحوار بين الحضارتين ودفع التواصل الشعبي خلال الندوة.
وتعمل الصين والدول العربية، بصفتهما شريكين طبيعيين للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، تعملان على مواصلة دفع التبادل الثقافي والشعبي، بما يعزز التواصل بين الشعبين الصيني والعربي. وتعد اللغة والآداب من أهم وسائل التبادل الثقافي والشعبي بين الصين والدول العربية، حيث حققتا نتائج مثمرة في السنوات الأخيرة.
وحتى الآن، أنشأت أكثر من 50 جامعة ومعهدا في الصين أقساما متخصصة لدراسة اللغة العربية. وفي السنوات الأخيرة، بذلت هذه الجامعات والمعاهد جهودا للارتقاء بالمناهج الدراسية وتحسين نظام تنمية المواهب وتعزيز بناء فرق المعلمين، بما يدفع التطوير المبتكر لتخصص اللغة العربية بشكل فعال.
وقال الأستاذ الدكتور ليو شين لو، عميد كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، إنه في ظل الوضع الجديد للعصر الجديد، فإن مواهب تخصص اللغة العربية ليست مواهب لغة أجنبية بالمعنى التقليدي فحسب، بل هي مواهب قادرة على قيادة التبادل الثقافي الصيني العربي من خلال رؤية دولية ومسؤولية اجتماعية.
وفي نفس الوقت، شهدت الدول العربية حماسا وإقبالا على تعلم اللغة الصينية، حيث أنشأت الصين معاهد كونفوشيوس وفصول كونفوشيوس الدراسية في أكثر من 10 دول عربية حتى الآن، بينما أعلنت السعودية والإمارات ومصر على التوالي عن إدراج اللغة الصينية ضمن نظام التعليم الوطني منذ عام 2019.
وقالت الوافدة السودانية مريم محسن حسن عبدالله، إنه بفضل الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والدول العربية، يهفو المزيد والمزيد من شعوب الدول العربية، بما في ذلك السودان، يوما بعد يوم لتعلم اللغة الصينية، مضيفة أن تعلم اللغة الصينية له آفاق مستقبلية.
كما يشهد عدد من المشروعات الخاصة بالترجمة تقدما مستمرا، بما فيها مشروع تبادل الترجمة والنشر بين الصين والدول العربية الذي حشد جهود أفضل العلماء والمترجمين والناشرين في الصين والدول العربية، وقام بنشر 50 كتابا من أمهات الكتب الصينية والعربية والأعمال الأدبية الحديثة والمعاصرة، الأمر الذي قدم طريقة نوعية للقراء الصينيين والعرب لمعرفة ثقافة الطرف الآخر.
وجدير بالذكر أن أول نسخة صينية لديوان ((عزلتي حديقة)) للشاعر السوري أدونيس تمت إعادة طباعتها لأكثر من 30 مرة حتى الآن، وتم نشر قرابة 300 ألف نسخة مطبوعة لهذا الديوان. كما أن هناك ستة دواوين ومجموعات نثر تُرجمت إلى اللغة الصينية ولقيت إقبالا واسعا من جانب القراء الصينيين.
وأشار شيويه تشينغ قوه، المترجم الصيني لديوان أدونيس ونائب رئيس جمعية بحوث الأدب العربي في الصين، إلى أنه من خلال قراءة أعمال وقصائد أدونيس، يمكن لعامة القراء الصينيين الإحساس بجمال الثقافة العربية والأدب العربي، والاطلاع على المشاكل والأزمات التي يعاني منها المجتمع العربي، مؤكدا على أن كلتا الحضارتين الصينية والعربية حضارة عريقة وممتدة في التاريخ، وأن الحوار بين الحضارتين من شأنه تعزيز التعارف والصداقة بين الأمتين الصينية والعربية وتقديم إلهامات في مواجهة مختلف التحديات للبشرية.
وقال ليو تشي تشنغ، من كلية اللغة العربية بجامعة بكين والفائز بالجائزة الأعلى لمسابقة "تلك" القصص للترجمة عام 2021، إن ترجمة الروايات العربية إلى اللغة الصينية تتيح للقراء الصينيين فرصة للتعرف على صفات الثقافة العربية والأمة العربية، وذلك سيسهم في تعزيز التفاهم بين الشعبين الصيني والعربي.