تعليق: العلاقات بين الصين والآسيان تقدم نموذجا للتعاون الإقليمي
منذ إقامة علاقات الحوار قبل 30 عاما مضت، تقدمت الصين والآسيان جنبا إلى جنب مع نتائج مثمرة في مختلف المجالات، لتصبح النموذج الأكثر ديناميكية للتعاون في منطقة آسيا-الباسيفيك.
كان هناك تقدم ملحوظ في التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والتبادلات الشعبية.
منذ إقامة الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) علاقات حوار عام 1991، شهد الجانبان زيادة كبيرة في التجارة الثنائية من 8.36 مليار دولار أمريكي إلى 685.28 مليار دولار أمريكي في عام 2020، بمتوسط نمو سنوي بلغ 16.5 بالمئة، وفقا لما جاء في بيانات الجمارك الصينية، حيث يعد كلا الجانبين أكبر شريك تجاري للآخر، ما يعزز حجر الزاوية للازدهار الاقتصادي الإقليمي.
وبعد 30 عاما، استمرت العلاقات بين الصين والآسيان في المضي قدما، مع تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة، وتعميق التعاون الشامل والعمل الملموس في بناء مجتمع مصير مشترك. وتعد المعركة المشتركة ضد كوفيد-19 مجرد مثال آخر على العلاقة الوثيقة أكثر من أي وقت مضى وروح المجتمع ذي المصير المشترك.
إن كلا الجانبين قوة مهمة في تعزيز التجارة الحرة ودعم التعددية، كما يوفر التعاون المزدهر في الاقتصاد الرقمي بين الصين والآسيان إمكانات جديدة للتعاون الثنائي.
ومنذ التنفيذ الشامل لاتفاقية التجارة الحرة بين الصين والآسيان عام 2010، نمت التجارة في السلع والخدمات بين الجانبين بسرعة من خلال تكامل السلاسل الصناعية وسلسلة القيمة.
سيضخ توقيع الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، وهو إنجاز تاريخي للتكامل الاقتصادي الإقليمي والتعددية والتجارة الحرة، زخما جديدا ومستداما في التعاون الثنائي والاقتصاد العالمي عندما تدخل أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في العالم حيز التنفيذ.
وتعتبر الصين الآسيان أولوية في دبلوماسية الجوار ومنطقة رئيسية في البناء المشترك عالي الجودة للحزام والطريق.
وفي معرض الصين ــ الآسيان الـ18 وقمة الأعمال والاستثمار بين الصين والآسيان التي اختتمت يوم الاثنين في مدينة ناننينغ جنوبي الصين، سلطت القيمة القياسية لصفقات الاستثمارات المتعاقد عليها، التي بلغت 300 مليار يوان (حوالي 46.59 مليار دولار أمريكي)، الضوء على نقطة انطلاق جديدة لمستقبل أفضل وأكثر ازدهارا للعلاقات الثنائية.
كما يبعث برسالة قوية مفادها أن الصين ملتزمة بالعمل مع الآسيان لتعميق التعاون الشامل لصالح شعوب الجانبين والعالم، وسط استمرار الجهود المشتركة لبناء الحزام والطريق وإقامة شراكة استراتيجية على مستوى أعلى.