مقابلة: رئيس الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة: العقد المقبل محوري في الحفاظ على الطبيعة وإنجازات الصين في هذا الشأن ملهمة
ستكون السنوات العشر المقبلة "عقدا محوريا" يجب على البشرية خلاله اتخاذ إجراءات لمكافحة الاحتباس الحراري العالمي وإنقاذ التنوع البيولوجي، وفقا لما قال رئيس الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة تشانغ شين شنغ لوكالة أنباء ((شينخوا)).
إن تقدم الصين في حماية التنوع البيولوجي والحوكمة الإيكولوجية أمر ملهم، وفقا لما ذكر تشانغ عشية المؤتمر العالمي الـ7 للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
سيجتمع عشرات الآلاف من المشاركين معا في مرسيليا، فرنسا، وأيضًا عبر الإنترنت للمؤتمر في الفترة من 3 إلى 11 سبتمبر، لتحديد أولويات الحفاظ على الطبيعة والعمل الإنمائي المستدام.
عقد محوري
مع تغير المناخ كموضوع رئيسي، فإن هذا المؤتمر الخاص بالاتحاد، الذي يتألف من نحو 1400 منظمة حكومية ومنظمة مجتمع مدني، يطلق على نفسه أيضًا "انطلاقة كبرى نحو اتفاق عالمي لحماية التنوع البيولوجي".
وقال تشانغ "تتمثل المهمة الجوهرية للمؤتمر في مرسيليا ومؤتمر الأمم المتحدة المقبل للتنوع البيولوجي في كونمينغ، الصين، في وضع جدول أعمال إطاري للتنوع البيولوجي فيما بعد 2020".
وأشار إلى إن "درجة فقدان التنوع البيولوجي وتدهور النظام الإيكولوجي تقترب من الحدود الكوكبية والنقاط الحرجة"، مضيفا أنه "إذا كان لا يزال من الممكن عكس هذا الفقدان والتدهور بحلول عام 2030، لن نتمكن من تحقيق أهداف التنمية المستدامة".
"يمكن اعتبار هذا المؤتمر بمثابة مقدمة لمؤتمر كونمينغ. فكلاهما حدثان هامان لرؤية ما إذا كان بإمكان البشرية وضع جدول أعمال مدته 10 سنوات لتحويل الأزمة إلى فرصة".
إنجازات الصين ملهمة
وقال تشانغ، وهو أيضا مؤسس مشارك لـ(إيكو فاونديشن جلوبال)، وهي منظمة صينية رائدة للشراكة العامة والخاصة تسعى جاهدة لبناء توافق عالمي لمستقبل أخضر ومستدام، إن الصين قد حققت الكثير واضطلعت بدور قيادي متزايد في الحفاظ على الطبيعة والحوكمة الإيكولوجية.
واستشهد بالرحلة الملحمية لقطيع الأفيال المتجول في الصين التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي هذا الصيف كمثال حي.
وقال تشانغ إن الأفيال الآسيوية البرية تخضع لحماية الدولة من المستوى الأول في الصين. "بفضل الجهود القوية لحماية البيئة والحياة البرية، تضاعف عدد الأفيال البرية في البلاد خلال فترة الثلاثين عاما الماضية ليصل إلى نحو 300".
وخلال الرحلة، اقتحمت الأفيال منازل السكان، والتهمت محاصيلهم وأسرفت في شرب مياههم. وتم إجلاء نحو 150000 من السكان، وتم تقديم أكثر من 180 طنا من الطعام إلى القطيع وتم نشر العديد من المركبات والطائرات بدون طيار لرصده وتوجيهه إلى موطنه.
وأضاف "كان هذا مثالا حيا على إنجازات الصين في تعزيز التعايش المتناغم بين البشر والطبيعة".
كما أشار إلى حالات الباندا العملاقة، التي تم تخفيض تصنيفها من "المهددة بالانقراض" إلى "المعرضة للخطر" على قائمة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، والظباء التبتية، التي تم تخفيض تصنيفها من "المهددة بالانقراض" إلى "المهددة بالانقراض تقريبا".
وقال "يظهر التخفيض في القائمة الحمراء تحسنا في نتائج الحماية. الصين لديها العديد من الحالات الناجحة".
وأضاف تشانغ أن الصين تبني حضارة إيكولوجية، مع اتخاذ تدابير فعالة تتماشى مع السياق الوطني، مما يعكس الحكمة الصينية. وقد أصبحت الصين، التي كانت ذات يوم تابعا ومساهما في مجال الحفاظ على الطبيعة، رائدة في هذا المجال الآن.
وفيما يتعلق بالمناخ، قال تشانغ "من خلال التعهد بالوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، اتخذت الصين زمام المبادرة في تقديم التزامات لتنفيذ اتفاقية باريس للمناخ".