شي يدعو إلى توسيع التوافق والتعاون مع أوروبا في قمة افتراضية مع ماكرون وميركل

التاريخ: 2021-07-06 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الاثنين، قمة افتراضية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في بكين، داعيا الصين وأوروبا إلى توسيع التوافق والتعاون بين الجانبين للاضطلاع بدور هام في الاستجابة المناسبة للتحديات العالمية.

وفي إشارته إلى استمرار الوضع القاسي للجائحة على مستوى العالم والآفاق غير المؤكدة للتعافي الاقتصادي، قال شي إن العالم يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق، بدلاً من الشك أو التناحر أو اللعبة الصفرية.

وحث شي الجانبين على التمسك بالإدراك المتبادل الصحيح. وقال إنه على مدى فترة المئة عام الماضية، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني في فتح مسار تنمية يناسب الظروف الواقعية الوطنية للصين وحظي بدعم شامل وكامل من الشعب الصيني، مضيفا أن الصين ملتزمة بالقيم المشتركة للإنسانية، لا سيما السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية.

وقال إن الصين وأوروبا انخرطتا في تعاون قائم على مبادئ الاحترام المتبادل والسعي إلى أرضية مشتركة، مع تنحية الخلافات جانبا، مضيفًا أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي هي النقطة التي تلتقي فيها أكبر القواسم المشتركة.

وقال شي "علينا التمسك بهذه الروح، والنظر إلى خلافات بعضنا البعض بطريقة صحيحة، والتعامل بعقلانية مع الاختلافات، وضمان المضي قدما في العلاقات بين الجانبين".

كما دعا إلى توسيع التعاون متبادل المنفعة لتحقيق نتائج مفيدة للطرفين. وأعرب عن استعداد الصين لعقد الاجتماع الـ23 لزعماء الصين والاتحاد الأوروبي مع الجانب الأوروبي في وقت مبكر، وإجراء حوارات رفيعة المستوى في القطاعات الاستراتيجي والتجاري والثقافي والرقمي والمناخي، وتعزيز الاعتراف المتبادل وحماية المنتجات المدرجة في الاتفاقية بين الصين والاتحاد الأوروبي بشأن المؤشرات الجغرافية لتقديم المزيد من الفوائد الملموسة للشعب.

وفي سياق الوقاية من الجائحة والسيطرة عليها، قال شي إنه يتعين على الجانبين مواصلة تحسين "المسارات السريعة" لتبادلات الأفراد.

وقال إن الصين ملتزمة بشدة بمزيد من الانفتاح، وأعرب عن أمله في أن يتمكن الجانب الأوروبي من توفير بيئة أعمال عادلة وشفافة وغير تمييزية للشركات الصينية بما يتوافق مع مبادئ السوق.

كما حث شي على حماية التعددية الحقيقية. وقال إنه يجب التمسك بالنظام الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة والأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية على أساس ميثاق الأمم المتحدة، ويجب معالجة القضايا العالمية من خلال المشاورات بين جميع الأطراف بطريقة هادئة وعقلانية.

وأضاف أن الصين مستعدة للعمل مع أوروبا لضمان تحقيق نتائج إيجابية في الاجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي، والدورة الـ26 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

كما دعا الجانبين إلى القيادة المشتركة لإصلاح منظمة التجارة العالمية في الاتجاه الصحيح، وتقديم الدعم المتبادل لضمان نجاح أولمبياد بكين الشتوية وأولمبياد باريس.

ودعا شي إلى بناء علاقات دول كبرى مستقرة ومتوازنة بشكل عام. وقال إن "أكثر ما تتوق إليه الصين هو تطوير نفسها بدلا من أن تحل محل الآخرين"، مشيرا إلى أن مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين تهدف إلى خلق المزيد من الفرص للتنمية المشتركة.

وقال إن الصين مستعدة لتعزيز الحوار والتعاون مع كل الأطراف، وفي الوقت نفسه، ستدافع بقوة عن سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية. وأضاف "نأمل أن يلعب الجانب الأوروبي دورا أكثر إيجابية في الشؤون العالمية، وأن يظهر حقا استقلاله الاستراتيجي، وأن يحمي بشكل مشترك السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في العالم".

كما تبادل قادة الدول الثلاث وجهات النظر بشأن القضايا الإفريقية. وأشار الرئيس شي إلى أن إفريقيا هي المنطقة التي تحوي العدد الأكبر من الدول النامية، وتواجه أصعب المهام المتمثلة في مكافحة الجائحة وتحقيق التعافي الاقتصادي، كما أنها تتمتع بأكبر إمكانات تنموية على مستوى القارات.

وقال شي إن الصين قدمت وتقدم حاليا اللقاحات لأكثر من 40 دولة إفريقية ومفوضية الاتحاد الإفريقي، وتدعم إفريقيا في تعزيز قدرتها على إنتاج اللقاحات.

وقال إن الصين وقعت اتفاقيات تخفيف عبء الديون أو توصلت إلى توافق بشأن تخفيف الديون مع 19 دولة إفريقية، وشاركت بشكل بناء في خطط التنمية المستدامة مثل الجدار الأخضر العظيم في إفريقيا.

وأعرب عن أمله في أن تتمكن أوروبا من زيادة دعمها ومساعدتها لإفريقيا، وتوفير المزيد من اللقاحات للدول الإفريقية التي هي في أمس الحاجة إليها، ومساعدة إفريقيا على التعامل مع ضغوط الديون وتحقيق التعافي الاقتصادي والتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون في وقت مبكر.

وأضاف شي أن الصين ترحب بانضمام فرنسا وألمانيا إلى مبادرة الشراكة من أجل تنمية إفريقيا، التي أطلقتها الصين والدول الإفريقية بشكل مشترك، وتنفيذ تعاون ثلاثي أو رباعي أو متعدد الأطراف.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الصين حققت خلال العقود القليلة الماضية إنجازات عظيمة في تنميتها. وقال إن فرنسا ملتزمة بتعزيز التعاون مع الصين بطريقة عملية، وتؤيد إبرام اتفاقية الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والصين، وتقوية التبادلات الثقافية، وترحب باستثمار الشركات الصينية في فرنسا.

وأوضح أن فرنسا مستعدة لمواصلة التواصل مع الصين بشأن قضايا مثل إصلاح منظمة التجارة العالمية وتغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي. وأعرب عن تطلعه إلى نجاح كل من الاجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي في كونمينغ والمؤتمر العالمي السابع للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في مرسيليا.

وقال إن فرنسا تقدر دور الصين الهام في ضمان حصول الدول النامية على اللقاحات بشكل عادل، وترغب في تعزيز التعاون مع الصين، مضيفا أن فرنسا تقدر بشدة جهود الصين في تنفيذ مبادرة تعليق خدمة الديون التي أطلقتها مجموعة العشرين، ومستعدة لتعزيز التنسيق مع الصين في قضايا التمويل والتعليم في إفريقيا.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه من المهم للغاية بالنسبة لقادة ألمانيا وفرنسا والصين الحفاظ على التبادلات، وإن ألمانيا مستعدة لتعزيز التنسيق والتعاون مع الصين بشأن تعزيز الإنتاج والتوزيع العادل للقاحات، واستعادة التبادلات بين الأفراد وكذلك التجارية.

وفي إشارتها إلى الأهمية البالغة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين، قالت ميركل إن الجانبين يشتركان في التوافق بشأن العديد من القضايا ويمكنهما التعاون في العديد من المجالات، وأنه يتعين عليهما احترام بعضهما البعض وتقليل الخلافات من خلال تعزيز الحوار.

وأضافت أن ألمانيا تدعم عقد الاجتماع الـ23 لزعماء الاتحاد الأوروبي والصين في وقت مبكر، وتتطلع إلى الموافقة على اتفاقية الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والصين في أقرب وقت ممكن.

وقالت إن ألمانيا تأمل في تعزيز التعاون في الشؤون الدولية مع الصين ومستعدة للحفاظ على التواصل مع الصين بشأن تغير المناخ والتنوع البيولوجي واستجابة إفريقيا للجائحة، مضيفة أن ألمانيا ستبحث بفعالية في إمكانية الانضمام إلى مبادرة الشراكة من أجل تنمية إفريقيا.

كما تبادل القادة وجهات النظر بشأن قضايا، من بينها القضية النووية الإيرانية وأفغانستان وميانمار.

تحرير: تشي هونغ