مقالة خاصة: طريق خاص ومصدر إلهام وإسهامات دولية... الحزب الشيوعي الصيني في عيون سياسيين عرب
يوافق هذا العام الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. وعلى مدى 100 عام منذ تأسيسه، قاد الحزب الشيوعي الصيني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، نحو طريق التنمية السريعة بعد أن حقق نجاحا رائعا نال احتراما عالميا.
وقد أعرب سياسيون عرب مؤخرا عن تقديرهم للإنجازات التي حققتها الصين، مشيرين إلى أن نجاح الصين، الذي جاء نتاجا للقيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني ومسار التنمية الصحيح، يعد مصدر إلهام كبير للبلدان الأخرى في سعيها لتحقيق تنميتها.
-- التطور مع الواقع
"إن الإنجازات الكبيرة التي حققتها الصين خلال العقود الماضية كانت رائعة جدا وتكاد لا تصدق"، هكذا قال إياد علاوي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)).
وأكد "أنه لأمر مثير للاهتمام أن نرى كيف حصل هذا النمو الكبير في الصين"، مضيفا أن "قيادة الحزب الشيوعي الصيني حولت الصين إلى دولة قوية ومؤثرة في العالم، تتمتع بقدرات هائلة بمختلف الجوانب، لا سيما في الاقتصاد، حيث تمكنت من تحقيق نمو مذهل أدى إلى رفع دخل المواطنين الصينيين".
ومضى علاوي قائلا بلهجة إعجاب كبيرة "هذا شيء لم يحدث قط في العالم من قبل" وعزا النجاحات التي حققتها الصين إلى الحزب الشيوعي الصيني والحوكمة الرشيدة للحكومة الصينية.
ورأى أدهم السيد، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني، أن "السر وراء قدرة الصين على السيطرة على الوباء يكمن في إعطاء الأولوية لصحة الشعب"، ملمحا إلى التزام الحزب الشيوعي الصيني بسلامة الشعب الصيني خلال أحلك ساعات الوباء وما بعده.
وقد قال إبراهيم الشهابي، نائب محافظ الجيزة وعضو مجلس الأمناء في تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين في مصر إن "الصين حققت معجزة صينية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على أساس تاريخها الخاص، وتمضي قدما على طريقها الخاص الجديد الذي رسمته هي لنفسها".
-- مصدر إلهام
إن "الصين لم تستغرق سوى جيلًا كاملًا لتصبح دولة حديثة مزدهرة وقوية، ولم تنجح فقط في حل مشكلة الغذاء والملابس لما يقرب من 1.4 مليار شخص، ولكنها أصبحت أيضًا ثاني أكبر اقتصاد في العالم"، هكذا ذكر عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مفوض العلاقات العربية والصين في الحركة، مضيفا أن خبرة الحزب الشيوعي الصيني في حكم البلاد تستحق أن تكون نموذجا للدول النامية في العالم في كيفية استثمار مقدراتها ومواردها الطبيعية في تطوير أنفسها اقتصاديا.
وأشار زكي إلى أن الحزب الشيوعي الصيني لديه استراتيجية تنمية وطنية بعيدة النظر، فهو لا يولي أهمية فقط للبناء الصناعي والنمو الاقتصادي، بل يولي كذلك أهمية للتعليم والتقدم التكنولوجي، وقد اتخذ سلسلة من الإجراءات لتحقيق ذلك. وذكر أن هذه الإجراءات ساهمت في دفع النمو الاقتصادي الصيني وعززت التنمية عالية الجودة للاقتصاد الصيني.
وعبر سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، أيضا عن إعجابه بأوجه تقدم الصين في مختلف المجالات، قائلا إن الصين حققت تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني إنجازات ملموسة ألهمت أمما أخرى، وإن أبرز ملامح النموذج الصيني تتمثل في تبني فلسفة في الحكم تقوم على "إعطاء الأولوية للشعب".
وعند تطرقه إلى ما أنجزته الصين في القضاء على الفقر المدقع، باعتباره أحد الإنجازات الرئيسية للصين في عام 2020، لفت العمراني إلى أن الصين ساهمت في تحقيق هدف هام من أهداف التنمية المستدامة ضمن أجندة الأمم المتحدة في مجال تخفيف الفقر.
كما أكد العمراني أن الحزب الشيوعي الصيني، الذي قاد الصين لتمهيد طريق صحيح، يمتلك ميزة ذات قيمة عالية للغاية باعتباره حزبا سياسيا، ألا وهي الالتزام على المدى الطويل بالحكم من أجل الشعب. وقال إن تجربة الصين التي تغلبت على كافة الصعوبات من أجل تحقيق مثل هذه المعجزة، هي مصدر إلهام للبلدان الأخرى.
-- إسهامات دولية
ولدى حديثه عن جائحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) التي تأتي في وقت يمر فيه العالم بصعوبات وتحديات غير مسبوقة، ذكر محسن باصرة، نائب رئيس البرلمان اليمني، أن ما كان محط إعجاب العالم كثيرا هو قدرة الصين على تحقيق الوقاية من المرض والسيطرة عليه بسرعة فائقة، بل وأيضا مبادرتها إلى تقديم يد العون للدول الأخرى في مكافحة الجائحة حيث نقلت تجاربها وأعطت مساعدات عينية وخبرات طبية للعالم كافة.
وشاطره الرأي الشهابي قائلا إنه خلال مكافحة البلدين الصديقين الصين ومصر للجائحة، قدمت الصين لمصر الكثير من المساعدات المادية التي تتضمن كمامات وجرعات من اللقاح علاوة على تقاسم التجارب والخبرات في مكافحة الجائحة.
وبالإضافة إلى التعاون في مكافحة الجائحة، بذلت الصين قصار جهدها في عدة مجالات، حيث قال العمراني إن النمو السريع للاقتصاد الصيني أمر ملحوظ، مؤكدا أن الصين باعتبارها القوة الاقتصادية الثانية في العالم، تضطلع بدور أساسي على مستوى القضايا الدولية.
وفيما يتعلق بدفع الانتعاش الاقتصادي، أشار الشهابي إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" تعد أحد إسهامات الصين الكبيرة في تنمية الاقتصاد العالمي حيث تهدف في الأساس إلى بناء وتطوير البنى التحتية وتحقيق النمو الاقتصادي ورفع المستوى المعيشي لأكبر عدد من سكان الدول على طول الحزام والطريق.
وأوضح باصرة أنه إلى جانب الاستفادة من خبرات الصين في مجال التنمية، فإن مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين تعود بثمارها التنموية على شعوب الدول المشاركة في المبادرة، وأن العالم العربي يتطلع إلى مزيد من المشاركة في بناء "الحزام والطريق" وبناء عالم متعدد الأطراف من خلال تطوير علاقاته الاستراتيجية مع الصين.
وذكر الشهابي أن "الصين تلعب دورا مهما في الحفاظ على النظام الدولي وكذا الأمن والاستقرار على الصعيد العالمي، وأن التنمية تعد أداة مهمة للقضاء على الفقر". كما أفاد بأن الصين لديها دور لا غنى عنه في إحلال السلام في الشرق الأوسط بل وجميع مناطق النزاع حول العالم، معربا عن أمله في تنفيذ مشروعات تعاون تكاملية مع الصين حتى تتمكن تلك البلدان والمناطق من تحقيق التنمية.
وقال زكي "إن الحزب الشيوعي الصيني هو حزب سياسي يسعى إلى روح منفتحة ومستعد لإجراء حوارات وتبادلات مع أحزاب على اختلاف مستوياتها وأنواعها من جميع أنحاء العالم حيث أنه يروج لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية ويأمل في أن تتمكن البشرية من تقاسم الرخاء على هذا الكوكب".