خبير ماليزي: التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق سيقود الانتعاش في مرحلة ما بعد الجائحة
قال خبير ماليزي إن مبادرة الحزام والطريق من المتوقع أن تقود الانتعاش الاقتصادى العالمي في مرحلة ما بعد الجائحة حيث عززت الدول المشاركة فيها من علاقاتها في إطار الاستجابة المشتركة لكوفيد-19.
وذكر أونغ تي كيت، الرئيس المؤسس لمركز آسيا الشاملة الجديدة، وهو مركز بحثي مقره ماليزيا، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا أن الاستجابة مهدت أيضا الطريق أمام بلدان مبادرة الحزام والطريق لتعزيز التعاون في مجالي الصحة والاقتصاد الرقمي، فيما يمكن أن يصبح تغير المناخ أفقا جديدا للجهود المشتركة إذا ما استمرت الصين في الاضطلاع بدور ريادي في التصدي لهذا التحدي.
وأشار تقرير حول آفاق الاقتصادات الآسيوية والتقدم المحرز في مجال التكامل صدر يوم الأحد عن المؤتمر السنوى لمنتدى بوآو الآسيوي إلى أن مبادرة الحزام والطريق أظهرت مرونة وحيوية قويتين في العام الماضي، حيث واصلت المشروعات ذات الصلة تقدمها وحقق التعاون نتائج مثمرة ونمت التجارة والاستثمارات رغم الرياح المعاكسة.
وقال أونغ إن الجائحة، على الرغم من كل ما أحدثته من اضطرابات في التجارة والاقتصاد العالميين، كانت إيذانا بموجة من التعاون لا سيما بين البلدان على طول مبادرة الحزام والطريق، والتي ساعدت بعضها البعض في وقت عصيب.
ولفت إلى أن "الجائحة لها جانبها الإيجابي المتمثل في تعزيز الصداقة الحميمة وتحقيق التواصل بين القلوب والعقول بشكل أفضل".
وذكر أونغ أن الصين، باعتبارها واحدة من دول مبادرة الحزام والطريق، تواصلت مع شركاء آخرين متضررين من الجائحة من خلال التبرع بمعدات الوقاية الشخصية والتعاون في تطوير اللقاحات، مضيفا أن الصين أوفت بالتزامها بجعل اللقاح الصيني منفعة عامة للمجتمع الدولي.
وقال أونغ إن الصين برزت باعتبارها الاقتصاد الرئيسى الوحيد الذي تمكن من إحتواء تفشي المرض بسرعة والتعافى من الركود في العام الماضي، لتلعب بذلك دورا رئيسيا فى الانتعاش الاقتصادى العالمي وتفيد الدول الاخرى من خلال منصة متعددة الأطراف مثل مبادرة الحزام والطريق.
ومن ناحية أخرى، تمضي الدولة قدما في خطتها الخمسية الـ14 (2021-2025) ونموذج التنمية الجديد المتمثل في "التداول المزدوج"، والذي من المتوقع أن يزود بلدان مبادرة الحزام والطريق بإمكانيات سوقية هائلة فيما يتعلق بالانتعاش في مرحلة ما بعد كوفيد-19"، حسبما أشار أونغ.
وقال إن النوايا الحسنة التي نشأت من خلال التعاون أثناء تفشي المرض أرست الأساس لتحسين الاستجابة للصحة العامة في المستقبل، مشيرا إلى أن مثل هذا التعاون داخل وخارج مبادرة الحزام والطريق أو رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) يعد بمثابة نموذج مفيد.
وذكر أونغ أنه في مواجهة الجائحة، تم أيضا توسيع نطاق التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق في الوقت المناسب لبناء "طريق الحرير الصحي" و"طريق الحرير الرقمي"، لافتا إلى أن الاقتصاد الرقمي سيستمر في الازدهار، نظرا لأن القيود المفروضة على التجمعات والسفر قد تظل قائمة لفترة.
وألمح أونغ إلى أن الصين، التي كانت قد بدأت مبكرا في تطوير الاقتصاد الرقمي، تعتبر مثالا رائدا يمكن أن تسعى الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوه.
وقال إن "الإمكانات التي يمكن أن تطلقها الصين في الاقتصاد الرقمي هائلة. ويعتقد أن هذا هو الاتجاه الرئيسي التالي لاقتصاد معولم في مواجهة التأثير الممتد للمرض".
وأشار أونغ إلى أن شبكة مبادرة الحزام والطريق هي منصة قائمة مثالية للتعاون متعدد الأطراف في معالجة تغير المناخ، والذي لا يمثل مصدر قلق عالمي فحسب، بل يمثل أيضا تحديا متزايد الأهمية للبلدان الواقعة على طول مبادرة الحزام والطريق، حيث ينتمي العديد منها إلى العالم النامي.
وفي هذا الصدد، تتمتع الصين بخبرة وافرة في التخفيف من التدهور البيئي من خلال التشريعات والتشجير وغيرها من التدابير، ما يقدم نماذج ملهمة للشركاء في المبادرة، حسبما أضاف أونغ.