مقابلة: كبير الاقتصاديين في الأمم المتحدة: نجاح الصين في القضاء على الفقر المدقع يقدم "درسا قيما" للجميع
اعتبر كبير الاقتصاديين في الأمم المتحدة إليوت هاريس نجاح الصين في القضاء على الفقر المدقع بأنه يقدم درسا للعالم.
وقال هاريس في مقابلة حديثة عبر البريد الإلكتروني مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "هذا درس قيم للغاية بالنسبة لنا جميعا، القضاء على الفقر ليس شيئا يمكن تحقيقه من خلال إجراء واحد سريع أو بتغيير واحد في السياسات. إنه يحتاج إلى التزام ثابت وقوي ونهج متسق"، واصفا انتصار الصين على الفقر بأنه "فريد وملهم".
وأضاف أن نجاح الصين في مكافحة الفقر متعدد الأوجه، مشيرا في هذا الصدد إلى جانبين مهمين بشكل خاص هما التنمية الريفية والتحول الرقمي.
وأوضح "الأول هو أن نجاح الصين في القضاء على الفقر المدقع يعتبر نجاحا جزئيا على الأقل للتنمية الريفية، حيث توجد غالبية الفقر المتبقي، وهذا هو المكان أيضا الذي يضم العديد من أولئك الذين استفادوا من خفض الفقر في البداية".
وفي حديث عن الجانب الثاني، أشار هاريس إلى "الدور الذي لعبته التقنيات الرقمية وبشكل أعم التحول الرقمي في توليد الثروة والمساعدة في انتشال الفقراء".
وقال إن "احتضان الصين للتكنولوجيا الرقمية مهم أيضا لنموها المستقبلي"، مضيفا أن كوفيد-19 "أظهر بما لا يدع مجالا للشك أن مستقبل اقتصاداتنا وحتى مجتمعاتنا سيكون مدفوعا بالرقمنة".
ومشيرا إلى أن الصين تركز منذ فترة طويلة على الحد من الفقر، قال هاريس إن نجاح البلاد جاء نتيجة "للإنجازات الرائعة في الحد من الفقر في النصف الثاني من حقبة الأهداف الإنمائية للألفية".
وأوضح هاريس أن "هذا الجهد في الصين بدأ قبل وقت طويل من الأهداف الإنمائية للألفية واستمر بعد الأهداف الإنمائية للألفية وحتى عصر أهداف التنمية المستدامة"، مؤكدا أن التركيز الواضح على القضاء على الفقر لم يفتر أبدا.
وفي حديثه عن العلاقة بين التنمية والفقر، قال هاريس إن "التقدم في التنمية غالبا ما يكون هشا. وكثيرا ما يسمع المرء عن صدمات تتسبب في انزلاق الناس مرة أخرى إلى الفقر. ولكن يبدو أن هذا لم يكن هو الحال في الصين".
وأضاف "يبدو أن المرونة في مواجهة الصدمات كانت إحدى السمات المميزة لجهود مكافحة الفقر، وستكون أيضا جزءا من الدروس القيمة التي تقدمها تجربة الصين للبلدان الأخرى-- كيفية بناء المرونة في التنمية، بحيث يمكن الحفاظ على المكاسب التي تحقق بشكل مطرد".
ولفت هاريس إلى وجود العديد من الخصائص التي تميز المجتمع والاقتصاد الصيني عن الدول النامية الأخرى.
وقال إن "أكثر هذه الأمور وضوحا بالطبع هو الحجم الهائل للسكان والنطاق الهائل للسوق المحلية"، مضيفا أن هذا يوفر للصين خيار "الانتقال إلى النمو المدفوع بالسوق المحلية والتحول بعيدا عن الاعتماد على التجارة والاستثمار".
وفي الوقت نفسه، قال كبير الاقتصاديين في الأمم المتحدة إن "الصين استفادت من انكشافها على الأسواق العالمية والعلاقات التجارية المفيدة، واستخدام ذلك في دفع مكاسب الإنتاجية. وهذا مثال يمكن أن تسعى الدول الأخرى إلى محاكاته".
وفيما يتعلق بتعافي الاقتصاد العالمي بعد تفشي الوباء، شدد هاريس على أننا "سنتطلع جميعا إلى الصين لقيادتها في بناء الشعور بالوحدة والتضامن الذي نحتاجه للتعافي الناجح من كوفيد-19، وسنحذو حذو الصين في القضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2030 كما تعهدنا قبل خمس سنوات".