سفير دولة قطر لدى الصين: الخطة الخمسية الصينية الـ14 ستدفع بناء اقتصاد عالمي مفتوح
أكد محمد بن عبد الله الدهيمي، سفير دولة قطر لدى الصين، متابعته للدورتين السنويتين هذا العام، وخاصة الخطة الخمسية الـ14 للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والأهداف بعيدة المدى حتى عام 2035، نظرا لأهمية هذا الحدث السياسي الأبرز على مختلف الأصعدة المحلية والدولية.
وقال الدهيمي إن انفتاحا أوسع نطاقا وأفسح مجالا وأعمق بعدا على العالم الخارجي تطرحه الخطة الخمسية الـ14، سيدفع تعاون التجارة الدولية وسيحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، كما يجسد هذا عزم الصين على توسيع الانفتاح على الخارج، وسيجلب المزيد من الفرص للاقتصاد العالمي.
وأضاف الدهيمي: "إن الخطة الخمسية الصينية الـ14 تحمل إشارات إيجابية لمسار تنموي جديد يقوم على المزيد من الانفتاح، ما يعزز بدوره التجارة الدولية والمنفعة المتبادلة بين مختلف الدول في العديد من المجالات، وهي محط اهتمام دولة قطر. كما تؤمن دولة قطر بالانفتاح والتعاون بين مختلف البلدان والعمل معا لدعم التعددية والتجارة الحرة، وبناء اقتصاد عالمي مفتوح."
وذكر الدهيمي أنه على الرغم من تفشي كوفيد-19، حقق التعاون بين البلدين نتائج ملحوظة في عام 2020، حيث أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لدولة قطر، كما أثمر هذا التعاون بتوقيع العديد من الاتفاقيات في مجالات الطاقة والبنية التحية والاستثمار، إضافة إلى إنشاء مصانع صينية جديدة في المنطقة الحرة لدولة قطر.
وتدعو الخطة الخمسية الـ14 إلى التشارك في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، ووثق الدهيمي بأن هذه الخطة ستدفع تشارك قطر والصين في بناء "الحزام والطريق"، كما ستخلق فرصا جديدة للعالم.
وفي عام 2020، بلغ حجم تجارة السلع بين الصين والدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" 1.35 تريليون دولار أمريكي، بزيادة بنسبة 0.7 في المائة على أساس سنوي. وحتى يناير 2021، وقعت الصين 205 وثائق تعاون مع 171 دولة ومنظمة دولية بشأن التشارك في بناء "الحزام والطريق."
وبدوره، قال الدهيمي إنه على الرغم من أن جائحة كوفيد-19 تركت تداعيات شاملة الأبعاد على العالم، غير أن التعاون بشأن التشارك في بناء "الحزام والطريق" لم يتوقف، بل مضى قدما إلى الأمام وحقق إنجازات جديدة رغم الصعوبات، الأمر الذي أظهر المرونة القوية والحيوية الكبيرة له.
وأكد الدهيمي قائلا: " كانت دولة قطر من الدول الأوائل التي انضمت إلى المبادرة، وما زالت من أكثر الدول الداعمة لها، حيث تسعى إلى تعزيز الشراكة بين البلدين في إطار المبادرة والمواءمة بين مبادرة 'الحزام والطريق' ورؤية قطر الوطنية 2030."
وذكر تقرير عمل الحكومة أن الصين ستحقق نمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل أكثر من 6 بالمائة في عام 2021، وقال الدهيمي إن الاقتصاد الصيني يتمتع بمرونة قوية وأساس متين لتحقيق هذا الهدف، مضيفا أن الصين تمكنت في عام 2020 من التغلب على الركود الاقتصادي الناجم عن جائحة كوفيد-19، وحققت نموا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.3 في المائة في عام 2020، ما جعلها الاقتصاد الرئيسي الوحيد في العالم الذي يحقق نموا إيجابيا في العام الماضي.
وقال الدهيمي: "ستساهم تنمية الصين بشكل أفضل في الانتعاش الاقتصادي العالمي، كما أن محافظة الاقتصاد الصيني على زخم النمو ستفيد العالم من خلال الحفاظ على استقرار السلسلة الصناعية وسلسلة التوريد العالمية."
وأشاد الدهيمي بالإنجازات الصينية المهمة التي جلبت أنظار العالم، وأهمها القضاء على الفقر المدقع والتجربة الصينية في مكافحة جائحة كوفيد-19، وأعجب بتأكيد الصين على متابعة تطوير المناطق الريفية التي تم القضاء على الفقر المدقع فيها وتعميم التنمية عالية الجودة في كل المناطق الصينية، وهو ما وصفه بأنه في حد ذاته "تحدي ومعجزة".
وأكد الدهيمي أن الصين لعبت دورا رائدا ومحوريا في العالم أثناء جائحة كوفيد-19، حيث قدمت مساعدات طبية وإنسانية، بما فيها إرسال فرق طبية من الخبراء ولوازم طبية، لعدد من دول العالم من أجل مساعدتها لمواجهة الصعوبات والتحديات الناجمة عن تفشي الجائحة في العام 2020. كما قدمت الصين عددا كبيرا من الجرعات من اللقاحات الصينية للكثير من الدول الفقيرة والنامية، إيمانا بمبدأ التوزيع العادل للقاحات بين كل دول العالم.