مقابلة: عالم مناخ يعرب عن تفاؤله إزاء دور الصين في الإجراءات المناخية العالمية
أعرب عالم أحياء ومناخ رائد عالميا عن تفاؤله إزاء دور الصين في الإجراءات المناخية العالمية.
وصرح البروفيسور تيم فلانيري بالمعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) بالفيديو "نحن نعلم أن الصين يمكن أن تتغير بسرعة كما فعلت في الماضي في نواحٍ كثيرة وأنتجت العديد من الفوائد لسكانها. وليس لدي شك في قدرتها خلال العقد القادم على إنتاج هواء أنظف، وطاقة أنظف، وفي تحقيق رخاء أكبر".
وقال إن "النظام الصيني للخطة الخمسية مثمر للغاية، وإنني أتطلع إلى الخطة الخمسية الـ14 وتحدوني تجاهها آمال عظيمة".
ستحدد الخطة الخمسية الـ14 للصين الأولويات القصوى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لثاني أكبر اقتصاد في العالم في الفترة من 2021 إلى 2025.
وستبذل الصين جهودا ملموسة لتحقيق ذروة انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 والحياد الكربوني بحلول عام 2060، وفقا لتقرير عمل الحكومة المقدم يوم الجمعة إلى الهيئة التشريعية الوطنية لإجراء مداولات بشأنه.
وذكر فلانيري أنه يولي اهتماما لمسألة خفض الانبعاثات في الصين خلال السنوات من الخمس إلى العشر القادمة، ولتكيف الصين مع الآثار الحتمية الناشئة عن تغير المناخ، فضلا عن استخدام تقنيات السحب لالتقاط الكربون في الغلاف الجوي وتخزينه واستخدامه.
في الفترة من 2007 إلى 2009، ترأس فلانيري مجلس كوبنهاغن للمناخ، وهو منظمة مجتمع مدني للعمل التوعوي، استعدادا لقمة الأمم المتحدة للمناخ في كوبنهاغن، والتي فشلت في التوصل إلى اتفاق عالمي.
ولدى إشارته إلى أن الصين "على وجه الخصوص جاءت إلى كوبنهاغن للعمل"، ناشد فلانيري المجتمع الدولي الانضمام إلى هذه الجهود.
وأكد قائلا "اعتقد أن الوضع تغير بشكل جذري"، "فنظرا لانخفاض سعر الطاقة النظيفة كثيرا، أصبح التصدي لتغير المناخ وضعا يقوم على الفوز المشترك. والحافز للعمل يزداد قوة، وأولئك الذين يعملون الآن سيكونون أفضل حالا".
وأعرب فلانيري عن قلقه من أن خفض الانبعاثات وحده لن يكون كافيا.
وأشار إلى أنه "لتجنب حدوث عواقب وخيمة، يخبرنا العلماء بضرورة خفض الانبعاثات بنسبة 45 في المائة تقريبا على مدى السنوات العشر المقبلة. وبالنظر إلى جميع التعهدات الدولية معا، فإننا فقط على المسار الصحيح لخفض الانبعاثات بنسبة واحد في المائة"، مضيفا بقوله "لذلك نحن بحاجة إلى النظر على وجه السرعة في التقاط ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وعزله".
وباعتباره مناصرا لزراعة الأعشاب البحرية كحل لالتقاط ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وعزله، قال فلانيري إن "الأعشاب البحرية تنمو بسرعة كبيرة. إنها تمتص ثاني أكسيد الكربون من الطبقة العليا من المحيط، وبالتالي من الغلاف الجوي، وتُثبِّت الكربون، وبعض من الكربون يمكن أن ينتقل عبر تيارات المياه أو بوسائل أخرى إلى أعماق المحيطات".
وأوضح "إنها واحدة من الصناعات القليلة التي نمتلكها والقابلة للتطوير بالفعل ويمكن أن تخلق فوائد هائلة: يمكنها إزالة حموضة المحيطات، ويمكننا زراعة بروتين عالي الجودة، ويمكننا التعامل مع تغير المناخ".
ولدى تعبيره عن "إعجابه" بتجربة شرق آسيا في زراعة الأعشاب البحرية، لفت فلانيري إلى أن الصين تزرع وتحصد حوالي ثلاثة أرباع الأعشاب البحرية في العالم.
وإلى جانب زراعة الأعشاب البحرية على الشواطئ، دعا المجتمع الدولي إلى استكشاف جدوى زراعة الأعشاب البحرية في وسط المحيطات.
وقال إن زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وانخفاضها في دولة واحدة "ستؤثر على جميع الدول. فالغازات المنبعثة، أينما تولدت، ستمتزج بمكونات الغلاف الجوي للكوكب في غضون أسابيع أو شهور".
"على سبيل المثال، ستصل ذرات الغاز المنبعثة في أستراليا إلى الصين في غضون أسابيع أو شهور. ولهذا السبب نحتاج إلى وضع أساس مشترك للإجراءات المناخية العالمية"، هكذا ذكر فلانيري، مشددا على أهمية التعاون الدولي في الإجراءات المناخية.