سفير الإمارات لدى الصين: القضاء على الفقر المدقع في ظل كوفيد-19 يظهر مرونة معايير التخطيط الصيني
قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الصين علي عبيد الظاهري، إن إنجازات الصين في القضاء على الفقر المدقع على الرغم من جائحة كوفيد-19، يظهر مرونة معايير التخطيط للأهداف قريبة المدى أو بعيد المدى على حد السواء من قبل القيادة الصينية الحكيمة.
وصرح الظاهري بذلك خلال مقابلة حصرية تم إجراؤها مؤخرا مع وكالة أنباء شينخوا.
وقال السفير إن إزالة جميع المحافظات الفقيرة على المستوى الوطني من قائمة الفقر تعد تتويجا لجهود البلاد للقضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2020، مؤكدا أن تحقيق هذا الحلم جاء نتيجة عقود من العمل الجاد، ولا شك أنه تسارع تحت قيادة الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي يسعى لخلق سياسة حكومية طويلة الأمد للحد من عدم المساواة في المجتمع.
وأضاف أن ذلك مؤشر قوي على أن الصين تسير على الطريق الصحيح لتحقيق "هدفيها المئويين" من أجل بناء مجتمع رغيد الحياة بشكل معتدل من جميع النواحي بحلول عام 2021 وبناء دولة اشتراكية حديثة بحلول عام 2049.
ومن حيث الأهمية العالمية، قال السفير إن الصين لعبت دورها في تحقيق أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 قبل 10 سنوات من الموعد المحدد، وكما أشار تقرير الأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة لعام 2015 إلى أن الصين تقدم مساهمات كبيرة في أرقام الحد من الفقر.
وأكد السفير أن الصين أنهت عام 2020 باعتبارها الاقتصاد الرئيسي الوحيد في العالم الذي سجل النمو الاقتصادي، مما يعني أن الصين تحتفظ بمكانتها كأكبر مساهم في النمو العالمي، بالإضافة إلى توفير محرك رئيسي للانتعاش الاقتصادي العالمي.
كما أعرب عن تقديره للإنجازات الصينية في مكافحة كوفيد-19، قائلا إن الصين نجحت في السيطرة الفعالة على تفشي الوباء ومهدت الطريق للتعافي الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، قدمت الصين لقاحات كوفيد-19 لعدد كبير من الدول في جميع أنحاء العالم.
من جهة أخرى، قال الظاهري إن العلاقات الثنائية بين الإمارات والصين قد أصبحت أفضل وأقوى من خلال التضامن في مكافحة الوباء خلال العام الماضي، مشيرا إلى أنه يزداد تألق التعاون المشترك بين البلدين والصداقة الوطيدة بين الشعبين اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وأشار السفير إلى أن جالية صينية، يتجاوز قوامها 200 ألف نسمة تعيش حاليا في الإمارات، ما يجعلها أكبر جالية صينية في الشرق الأوسط، مضيفا أن الإمارات قد أصبحت الآن مركزا مهما للأعمال والتجارة للشركات الصينية، حيث هناك 6000 شركة صينية تعمل في الإمارات.
وفي ما يخص الثقافة الصينية، قال الظاهري إن الثقافة الصينية تحظى باحترام عميق في الإمارات، إذ يمكن مشاهدة لافتات مكتوبة باللغة الصينية في مطارات الدولة، وفي "دبي مول"، أكبر مركز للتسوق على مستوى العالم، وكذلك أثناء الأحداث العالمية الهامة، كاحتفالات الإمارات بعام 2021.
وأوضح السفير أنه ثمة مبادرات أيضا تجري حاليا، بما فيها إنشاء مركز ثقافي صيني في الإمارات ومركز ثقافي إماراتي في الصين، وذلك كجزء من اتفاقية ثنائية بين الدولتين، حيث ستعزز هذه المبادرات مستويات التفاهم بين الشعبين.
وقال السفير "لقد وضعنا أيضا عدة أسس مستقبلية، ومنها على سبيل المثال، افتتاح المدرسة الصينية في دبي التي قد تلقت بالفعل طلبات كثيفة من الجالية الصينية، لإلحاق أبنائهم بها، الأمر الذي يعكس قوة أواصر الصداقة بين الشعبين الصيني والإماراتي.
وفي الحديث عن الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، أعرب السفير عن تهنئته إلى الحزب الشيوعي الصيني، على النجاح الذي حققه على مدار قرن من الزمن، قائلا "لقد شهدت الصين تطورا اقتصاديا واجتماعيا تحوليا، ورأينا المجتمع الصيني يتطور، وحياة الملايين والملايين من أفراده تتحسن، فضلا عن تحقق تحسن مستوى المعيشة من عقد لآخر. لم تُنقذ الصين 850 مليون شخص من الفقر فحسب، وإنما حقق الحزب الكثير، في ما يتعلق بالتطور الاقتصادي والاجتماعي للشعب.