مقابلة خاصة: خبير مصري: الصين قادرة على قيادة الدول النامية لإنتاج احتياجاتها من لقاحات "كوفيد-19"
أكد الدكتور مجدي بدران أستاذ الفيروسات عضو الجمعية المصرية للمناعة والحساسية، أن الصين قادرة على قيادة الدول النامية بكفاءة عالية، لإنتاج احتياجاتها من لقاحات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وقال بدران، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن المقترح الصيني بالتعاون بين الدول النامية لتوفير لقاحات خاصة بها، مقترح ممتاز للغاية، معربا عن أمله أن يكون هناك تعاون بين الصين والدول النامية لإنتاج اللقاحات وتوفيرها للدول الأفريقية ودول الشرق الأوسط، والدول النامية المختلفة.
وأضاف أن الصين مؤهلة لقيادة الدول النامية والتعاون فيما بينها، ما يجعل هذه الدول قادرة على توفير احتياجاتها من اللقاحات المطلوبة، وتسريع وتيرة التطعيم خاصة وأن الفيروس حاليا يطور نفسه بشكل كبير.
وأوضح أن هناك فرصة كبيرة للتعاون بين الدول النامية لإنتاج اللقاحات، مشيرا إلى أن مصر، على سبيل المثال، لديها خبرة 100 عام في انتاج اللقاحات ولديها القدرة على انتاج ملايين اللقاحات بالتعاون مع الجانب الصيني، وكذلك بالنسبة للدول النامية الأخرى لتوفير الكميات المطلوبة بأسعار زهيدة.
وتابع قائلا "أنه من حسن الحظ أن تمكنت الصين من طرح لقاحين وفي سبيلها لطرح لقاحين أخرين، وهو يؤكد الدور الصيني بالغ الحيوية في مواجهة فيروس كورونا والقضاء عليه مستقبلا بالتعاون مع الدول المتقدمة الأخرى".
وتسلمت مصر أمس (الثلاثاء) شحنة من لقاح "سينوفارم" تضم 300 ألف جرعة، هدية من الصين إلى مصر، والتي تهدف إلى دعم مصر في التصدي لجائحة فيروس كورونا.
ولفت بدران إلى أن هناك مأساة أخلاقية نتيجة استئثار الدول الغنية والمتقدمة الغربية بنصيب الأسد من اللقاحات، وأن هناك 10 دول بالعالم فقط حصلت على 75 بالمائة من الإنتاج العالمي من اللقاحات، ونحو 130 دولة نصيبها من اللقاحات صفر.
ونوه أن مبادرة كوفاكس والتي تشارك فيها الصين تهدف إلى توفير لقاحات لنحو 20 % من سكان العالم، من خلال محفظة من اللقاحات تدار بشكل فعال، على أن يتم توزيعها فور توافرها، وتعميم اللقاحات في كل البلدان قدر الإمكان، ثم إعادة بناء الاقتصادات.
وأردف قائلا، "يمكن القول أن العالم في حرب عالمية ضد كورونا التي أصابت نحو 112 مليون حول العالم، بمعدل إصابة عالمي 14 ألفا 372 إصابة في كل مليون نسمة، وأدت إلى وفاة 2.479 مليون نسمة، بمعدل 318 وفاة لكل مليون نسمة".
وأشاد الدكتور مجدي بدران، بدعوة الصين لتعزيز بناء مجتمع صحة عالمي للجميع، مؤكدا أنه بعد تفشي جائحة فيروس كورونا التي لم تفرق بين الغني والفقير أو بين الدول المتقدمة والنامية، أصبح الجميع في حاجة لهذا "الفكر الصيني الراقي" للاتحاد في مواجهة أي فيروس يواجه العالم، وخلق مجتمع صحة عالمي للجميع فعليا.
وأوضح أن أهمية الدعوة الصينية تكمن في أن فيروس كورونا استغل نقاط الضعف البشرية وغياب علاج الأمراض المزمنة ونقص المناعة الأمر الذي أدى إلى تفشي الفيروسات بشراسة، ووجود مثل هذا المجتمع العالمي الصحي سيؤدي إلى علاج مثل هذه الأمراض المزمنة.
وتابع قائلا، "إنه من حسن الحظ أن مصر استبقت ظهور فيروس كورونا بإطلاق مبادرة 100 مليون صحة لرئيس الجمهورية لاكتشاف وعلاج الأمراض المزمنة والمتوطنة وهو ما كان له أبلغ الأثر في نجاح مصر في التغلب على جائحة كورونا وهو العامل الأساسي في مواجهة الجائحة، وحقق طفرة كبيرة تمثلت في معدلات شفاء مرتفعة ومعدلات وفيات منخفضة للغاية".
وأعرب بدران عن أمله في أن يكون هناك تعاون مصري – صيني علمي وانتاجي في مجال انتاج اللقاحات، خاصة وأن هناك جهود مصرية حثيثة حاليا للتوصل إلى لقاح مصري.
كما أعرب عن أمله في أن يستغل العلماء الصينيون الدفعة الكبيرة التي حصلوا عليها بإنجازهم العلمي الهائل مع لقاح كورونا للعمل في مرحلة ما بعد كورونا لتحقيق انجاز علمي غير مسبوق في إيجاد لقاح خاص بفيروس الإيدز الذي يتسبب في خسائر بشرية كبيرة دون التوصل إلى أمصال مضادة له.