تقرير إخباري: خبراء: اجتماع "أجندة دافوس"... فرصة لتحقيق التوافق وإعادة بناء الثقة والإسهام في حل مشكلات العصر

التاريخ: 2021-01-29 المصدر: <font style="vertical-align: inherit;"><font style="vertical-align: inherit;">新华网</font></font>
fontLarger fontSmaller

"يمضي التاريخ قدما إلى الأمام دائما، ولا يعود العالم إلى ما كان عليه. كل خيار وخطوة نتخذها اليوم ستقرر مستقبل العالم"، هكذا قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطاب ألقاه عند حضوره اجتماع "أجندة دافوس" للمنتدى الاقتصادي العالمي يوم 25 يناير من بكين عبر رابط فيديو.

تحت موضوع "عام حاسم لإعادة بناء الثقة"، يشارك أكثر من 1500 من قادة الاقتصادات والحكومات والمجتمع المدني من أكثر من 70 دولة في "أسبوع أجندة دافوس" الافتراضي الذي ينعقد في الفترة بين 25 إلى 29 يناير الجاري.

وفي الوقت الراهن حيث لا يزال مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) يواصل انتشاره في العالم والاقتصاد العالمي يعاني ركودا كبيرا والتحديات العالمية تظهر تباعا، أعرب رؤساء دول وخبراء من جميع أنحاء العالم عن تطلعهم إلى أن يساعد اجتماع منتدى دافوس الجاري في تحقيق توافق عالمي، وإعادة بناء الثقة العالمية، وتعزيز التعاون العالمي، والإسهام في حل القضايا العالمية الملحة التي تواجه المجتمع الدولي.

ولدى إشارته إلى الأمراض المعدية وأزمات التوظيف وعدم المساواة الرقمية وخيبة أمل الشباب من بين مخاطر أخرى تواجه العالم في العام الجاري، ذكر تقرير حول المخاطر العالمية صدر مؤخرا عن المنتدى الاقتصادي العالمي أيضا أن العالم سيتعرض لتهديد المخاطر الاقتصادية والتكنولوجية، والتي قد تتطلب عدة سنوات حتى تتبلور.

وفي هذا السياق، قالت جيوي شو ون، الباحثة المشاركة في معهد الحوكمة العالمية والدراسات الإقليمية بشانغهاي والمحاضرة في قسم اللغة العربية بكلية الدراسات الآسيوية والإفريقية في جامعة الدراسات الدولية بشانغهاي، إن الصين طرحت اقتراحات مفيدة لمواجهة التحديات المذكورة التي تمثل المهام الأربعة التي تواجه الناس في عصرنا وتحتاج من دول العالم إلى إبداء عزيمة راسخة على تعزيز التعاون والتنسيق من أجل إنجازها.

من تعزيز التنسيق في السياسات الاقتصادية الكلية، وتضافر الجهود لتحقيق النمو القوي والمستدام والمتوازن والشامل للاقتصاد العالمي، إلى نبذ التحيز الأيديولوجي والسير على طريق التعايش السلمي والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، أكدت جيوي أن النظام العالمي في فترة ما بعد الجائحة يجب أن يُشكل من قبل جميع الدول وأن فكرة التعددية تمثل السبيل للاستجابة للتحديات.

كما شددت تصريحات كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، على أهمية ذلك، حيث قال في مقابلة سابقة "إننا لا نحتاج إلى نهج متعدد الأطراف فحسب، وإنما أيضا إلى نهج أصحاب المصلحة المتعددين -- وهو ما يمثله المنتدى".

أما التحديات فلم تقتصر فقط على المجالات التقليدية، إذ حذر تقرير المنتدى أيضا من ضغوط مالية ورقمية فرضتها جائحة كوفيد-19 على العالم، مشيرا إلى أنه "فيما يتعلق بالوصول إلى التكنولوجيا والمهارات الرقمية، فإن الفجوة بين (من يمتلك) و(من لا يمتلك) قد تتسع وتشكّل تحدياً للتماسك الاجتماعي، الأمر الذي سيؤثر بشكل خاص على جيل الشباب في مختلف أنحاء العالم".

وفي هذا الصدد، رأى فو تشي مينغ نائب عميد كلية اللغات الأجنبية بجامعة بكين، أن خطاب الرئيس شي يلقي الضوء على أهمية تجاوز الفجوة بين الدول المتقدمة والدول النامية والعمل سويا على تعزيز التنمية والازدهار في كافة الدول، والعمل سويا على مواجهة التحديات الكونية وخلق مستقبل أجمل للبشرية.

وذكر فو أنه لا يمكن تقليل كل هذه المخاطر إلا إذا عززنا التعاون العالمي في العصر الجديد، مشيرا إلى أن التعاون الصيني العربي قد يكون نموذجا ممتازا في إطار كل من مبادرة الحزام والطريق ومفهوم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، حيث حقق نتائج كبيرة في دفع التبادلات لمواجهة التحديات الجديدة في قطاعات مثل الصناعة والتكنولوجيا والفضاء والطاقة ومازال هناك فضاء واسع لتحقيق التنمية الاقتصادية معا يدا بيد.

"لن تقدر أي دولة بوحدها على حل جميع القضايا العالمية التي تواجه البشرية، فلا بد الاعتماد على التحركات العالمية والاستجابة العالمية والتعاون العالمي"، كما قال الرئيس شي في خطابه.

ورأت تشن فنغ يينغ، الباحثة في معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، أن الخطاب كشف عن المشكلات المتجذرة بعمق في المجتمع الدولي، وأظهر في الوقت ذاته الحكمة الشرقية التي تلعب دورا في مساعدة جميع الأطراف على تحقيق التوافق وإعادة بناء الثقة المتبادلة وتقوية الوحدة وحل مشكلات العصر.

مع بدء الحكومات والشركات والمجتمعات في التعافي من الجائحة، تبادر دول العالم الآن وبشكل عاجل إلى تشكيل أنظمة اقتصادية واجتماعية جديدة تعمل على تحسين مرونتها الجماعية وقدرها على الاستجابة للصدمات في الوقت الذي تحدّ فيه من عدم المساواة وتحسّن الصحة وتحمي الكوكب.

وحول الجهود المبذولة، قالت تشن إن الصين أظهرت تصميمها على الانفتاح وكذا مبادرتها إلى الانفتاح، وهذا يمثل أفضل دعم للعولمة والتعددية، كما إنه يضخ ثقة قوية في الاقتصاد العالمي.

"في سياق جائحة كوفيد-19، تزداد الحاجة إلى إعادة ضبط الأولويات وضرورة إصلاح الأنظمة بشكل أقوى في جميع أنحاء العالم"، هكذا قال كلاوس شواب، مضيفا أن "إعادة بناء الثقة وزيادة التعاون العالمي أمران حاسمان لتعزيز الحلول المبتكرة والجريئة لوقف الجائحة ودفع عجلة الانتعاش بقوة".

وقد اتفق الخبراء في أن اجتماع "أجندة دافوس" سيتيح فرصة للقادة لتوضيح رؤاهم ومعالجة أهم القضايا في عصرنا، لا سيما وأن أزمة كوفيد-19 فرضت تحديات اقتصادية وتغيرات هيكلية تتطلب حلولا متعددة الأطراف وحلولا من أصحاب المصلحة المتعددين.

تحرير: تشي هونغ