مقابلة: باحث سنغافوري: الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة تضخ زخما جديدا في التعاون بين الصين والآسيان
قال باحث من سنغافورة في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن توقيع الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة قد ضخ زخما جديدا في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ودول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وأوضح يو هونغ، الباحث البارز في معهد شرق آسيا التابع لجامعة سنغافورة الوطنية، أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ودول الآسيان الـ10 لا يزال قويا على الرغم من تأثير وباء كوفيد-19، مبينا أنه سيتم تعزيز مثل هذا النوع من التعاون من خلال توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، وهي أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في العالم حتى الآن.
وفي الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، وصل حجم التجارة الثنائية بين الصين والآسيان إلى 481.8 مليار دولار أمريكي، مما يجعل الآسيان أكبر شريك تجاري للصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقال يو إن "هذا أظهر مرونة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والآسيان، بالإضافة إلى الإمكانات الهائلة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين".
ولفت إلى أن الصين ودول الآسيان متكاملة بشكل كبير في صناعاتها وتتمتع بإمكانات هائلة للتعاون في مجالات مثل البنية التحتية والاقتصاد الرقمي وتطوير الصناعات التحويلية والتجارة في الخدمات.
وأفاد أن توقيع الاتفاقية سيساعد دول الآسيان التي لديها موارد طبيعية وقوى عاملة مفيدة على القيام بعمليات نقل الصناعات التحويلية، من أجل تسريع عمليات التصنيع الخاصة بها. وأضاف أن هذا بدوره سيساعد دول الآسيان على الاندماج بشكل أفضل في السلاسل الصناعية الإقليمية والعالمية وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.
وذكر يو أن الاتفاقية قامت بضخ "زخم قوي" لشركات الصين والآسيان للتعامل مع وباء كوفيد-19 من خلال تمكينها من الوصول إلى الأسواق في المنطقة.
وبيّن يو أن دول الآسيان، التي لديها تفاؤل بشأن الآفاق الاقتصادية وفرص الأعمال التجارية للصين نظرا لسوقها الواسع، ستلعب دورا متزايد الأهمية في العلاقات الاقتصادية والتجارية للصين.
وقال يو، مستذكرا معرض الصين- الآسيان الـ17 الذي اختتم في نهاية الشهر الماضي في مدينة ناننينغ في جنوب الصين، إن المعرض هو منصة مهمة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين ويروج للمزيد من منتجات دول الآسيان لدخول السوق الصينية، ويساعد الشركات الصينية على فهم أفضل لطلب السوق لدول الآسيان واستكشاف فرص الأعمال هناك.
وأوضح أن تركيز المعرض على الاقتصاد الرقمي هذا العام يتوافق مع الاتجاه الحالي لتنمية التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والآسيان.
وأفاد أن "الصين تتمتع بقدرة تنافسية قوية ومزايا تكنولوجية في مجال الاقتصاد الرقمي، وهو أمر ضروري أيضا لدول الآسيان لتسريع عملية التصنيع لديها".
وأضاف يو أن التعاون في هذا المجال سيصبح قوة دافعة جديدة لنمو الاقتصاد والتجارة والاستثمار الثنائي.