مقابلة: خبير باكستاني: يمكن للبلدان النامية أن تتعلم من الصين في مجال الحد من الفقر
تقدم الصين، التي انتشلت أكثر من 700 مليون شخص من براثن الفقر خلال الأربعين عاما الماضية من الإصلاح والانفتاح، مثالا يمكن أن تتبعه الدول النامية الأخرى في جهودها الخاصة، وفقا لما ذكر خبير باكستاني.
وقال غلام صمد، كبير الباحثين في معهد آسيا الوسطى للتعاون الاقتصادي الإقليمي، في مقابلة مع وكالة ((شينخوا))، إن الصين سجلت رقما قياسيا مساهمة بأكثر من 70 بالمائة في الحد من الفقر في العالم، مضيفا أن هذا الإنجاز التاريخي الذي حققته الدولة الأكبر سكانا في العالم ألهم الدول النامية الأخرى لاتخاذ خطوات مماثلة لتحقيق الاستقرار ماليا.
وأضاف أن الدول النامية يمكن أن تبدأ بالممارسة الصينية المتمثلة في تعزيز الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم إذ يمكن أن يكون ذلك طريقا مختصرا للقضاء على الفقر بالدعم والتوجيه المناسبين من قبل الحكومة.
وينبغي أن تركز اقتصادات مثل الاقتصاد الباكستاني، الذي يمثل فيه قطاع الزراعة الحصة الأكبر، على التصنيع الزراعي مع دعم الإنتاج الزراعي الحديث وأعمال التجهيز والمعالجة ذات الصلة من أجل تسهيل وصول الفقراء والمزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة إلى الأسواق.
وتابع صمد قائلا: "في المرحلة الأولى، قد تكون وحدات التصنيع ذات الميزانيات الضخمة فكرة غير قابلة للتحقيق بالنسبة لمعظم حكومات البلدان النامية بما في ذلك باكستان، ولكن يمكن تعزيز الصادرات من خلال تشجيع ودعم وربط الشركات الصغيرة والمتوسطة بقطاع التصدير".
ودعا الخبير الباكستاني الدول النامية إلى التعلم من خبرة الصين في الابتكار.
وقال صمد: "في الآونة الأخيرة، أولت الصين الكثير من الاهتمام للابتكار، لذلك ينبغي على الدول النامية التركيز على الابتكار لترك بصمة في الاقتصاد المحلي والعالمي. يجب أن تأتي بأفكار جديدة لتعزيز الصادرات وتلبية الاحتياجات المحلية".
وأشار صمد إلى أن الاتصال المحلي والإقليمي أثبت أنه عامل رئيسي في القضاء على الفقر، قائلا: "في العديد من البلدان النامية مثل باكستان، لا يُعطى للاتصال أهمية كبيرة، فهذه البلدان ليست على اتصال جيد بالأسواق المحلية والدولية، وبالتالي لا تصل العديد من السلع التي قد تتمتع بطلب جيد إلى المشترين المحتملين"، معتقدا أن هذا هو السبب الجزئي في أن "الوضع المالي للناس وخاصة الذين يعيشون في المناطق الريفية لا يزال فقيرا".
وأضاف الخبير أن الصين تتمتع باتصال محلي قوي للغاية أدى دورا مهما في إتاحة الوصول إلى السوق لتجارها، والآن تسهم مبادرة الحزام والطريق، مبادرة الاتصال العالمية، في تعزيز الاتصال ليس فقط للصين، ولكن أيضا للدول المشاركة.
وقال: "يمكن للبلدان النامية التي هي جزء من مبادرة الحزام والطريق أن تغير مصير شعوبها إذا استفادت من إمكانات المبادرة، إذ أنها توفر لها إمكانية وصول سلعها إلى الأسواق في البلدان في جميع أنحاء العالم".