مقابلة خاصة: خبير مصري: الصين تؤكد التزامها بالتعددية والسلام والاستقرار في العالم خلال قمة بريكس
أشاد الخبير في الشأن الصيني كمال جاب الله، بكلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة بريكس يوم الثلاثاء، مؤكدا أن كلمته تدعم التعددية والسلام والاستقرار في العالم.
فقد شارك الرئيس شي، في قمة بريكس الـ12 عبر رابط فيديو، وأكد في كلمته أن التعددية القطبية العالمية والعولمة الاقتصادية اتجاهان لا رجعة فيهما، وعبر عن معارضته للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وكذلك العقوبات الأحادية و"الولاية القضائية طويلة الذراع".
ويعد مصطلح بريكس (BRICS) اختصارا لكتلة الأسواق الناشئة، وتضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وقال جاب الله، وهو كاتب صحفي بجريدة ((الأهرام)) المصرية، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن "الصين تؤكد التزامها بالتعددية والسلام والاستقرار في العالم".
وأضاف الخبير المصري أن "الصين تسعى بكل جهد إلى الحفاظ على الأمن والسلم الدولي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهذا الموقف يجعلها تحظى باحترام كل دول العالم، وفي مقدمتها الدول النامية، فضلا عن كونها تسعى إلى الشراكة العالمية في مجالي التجارة والصناعة."
وتابع أنه في مواجهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، "اتخذت الصين موقفا صلبا على مستوى الدولة والشعب لمواجهة هذا الوباء، وهذا وفر على العالم مجهودا كبيرا جدا".
وأردف قائلا إن "هذا الموقف يحسب للصين، فهو موقف أخلاقي قامت خلاله ليس فقط بحماية نفسها بل العالم كله من الوباء، حيث قامت الصين بتقديم خبراتها وإمكانياتها لمساعدة دول العالم، خاصة الدول الفقيرة، على مواجهة هذا الفيروس اللعين".
وأثنى جاب الله، على إعلان الرئيس شي خلال القمة استعداد بلاده للعمل مع الدول الأخرى في بريكس لتسريع بناء شراكة في الثورة الصناعية الجديدة، والتمسك بالانفتاح والابتكار لتعزيز التعافي الاقتصادي العالمي.
وذكر الخبير المصري أن "حجم الاقتصاد الصيني وحركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها الصين تعتبر في الحقيقة قاطرة لانتعاش الاقتصاد العالمي بشكل عام وحركة التجارة والاستثمار".
وتابع أن "الصين لا تبخل بخبراتها وتقدم يد العون لمختلف دول العالم، وتفتح أسواقها لجذب المزيد من الواردات من هذه الدول، وباعتباري انتمى لدولة نامية، وهي مصر، أقدر حجم المشاركات الصينية في الاقتصاد والتجارة والاستثمار في مصر، بعد أن لمست هذا بشدة ليس فقط في مصر لكن في الدول العربية أيضا".
وأضاف أن "الصين لا تبخل برؤوس أموالها (عبر ضخ استثمارات في الدول النامية)، وتفتح أسواقها لمنتجات هذه الدول، وتقدم تسهيلات في تجارتها مع هذه الدول، وما مبادرة الحزام والطريق إلا إشارة إلى جدية الصين في التعاون مع مختلف العالم في التجارة والصناعة والاستثمار".
وعلق جاب الله، على دعوة الرئيس شي خلال القمة إلى إعطاء الأولوية لمعيشة الشعوب وتعزيز التنمية المستدامة بجميع أنحاء العالم.
وقال إن "نموذج الصين في النهوض بمعيشة المواطنين، وهي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، يعتبر النموذج الأمثل في مواجهة الفقر، ويجب أن تأخذ به دول العالم التي تعاني من البطالة والفقر، لاسيما أن الصين استطاعت في فترة وجيزة القضاء على الفقر".
وأشار إلى أن التقارير تتحدث عن أن الصين ستقضي على الفقر المدقع بحلول نهاية عام 2020، بعد أن قامت بانتشال أكثر من 850 مليون شخص من تحت خط الفقر، وهذا ليس مكسبا فقط للصين، بل المكسب الأكبر للعالم أجمع".
وأضاف أن "كون الصين استطاعت القضاء على الفقر فإن هذا يخفف عن كاهل العالم مشكلة الفقر من ناحية، ويعطي النموذج الأمثل للعديد من دول العالم لرفع مستوي المعيشة وتوفير فرص عمل لأعداد كبيرة من سكانها والقضاء بشكل نهائي على مشكلة الفقر من ناحية أخرى".
كما أشار جاب الله إلى دعوة الرئيس شي للتمسك بالتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون.
وقال الكاتب بجريدة ((الأهرام)) إن "خفض نسبة الكربون مشكلة عالمية، والصين تتخذ موقفا رياديا في مواجهة مشكلة الانبعاث الحراري وتلوث البيئة".
واستطرد قائلا "اعتقد أن دعوة الصين مختلف دول العالم إلى اتخاذ سياسات مشددة جدا لخفض نسبة الكربون هي السبيل الأمثل للقضاء على التلوث والحفاظ على البيئة في مرحلة شديدة الخطورة تعاني منها مختلف دول العالم".
وذكر أنه "في الحقيقة، الصين غير دول أخرى لم تنسحب من اتفاق المناخ، بل حافظت على التزاماتها ولعبت دورا أساسيا للتوصل لاتفاق باريس، وأيضا حثت مختلف دول العالم على مواجهة مشكلة التلوث التي تعاني منها الكرة الأرضية في هذه اللحظة".