معرض الصين الدولي للاستيراد يوفر قوة دافعة لاقتصادات دول الحزام والطريق
في كشك للمنتجات من قازاخستان، يشرح ماخانبيت عن مسحوق حليب الإبل ومسحوق حليب الخيل الذي تبيعه شركته في معرض الصين الدولي الثالث للاستيراد في شانغهاي.
ومثل شركته، حضرت العديد من الشركات من البلدان المشاركة في مبادرة الحزام والطريق إلى المعرض المقام على المستوى الوطني في شانغهاي للبحث عن المزيد من الأعمال التجارية المحتملة، في محاولة لتجاوز آثار كوفيد-19.
ووفقا لمنظم المعرض، تشارك أكثر من 500 شركة من 47 دولة على طول مبادرة الحزام والطريق في معرض الاستيراد لهذا العام، بمساحة تبلغ حوالي 40 ألف متر مربع.
ويوفر المعرض قوة دافعة لمساعدة الانتعاش الاقتصادي للبلدان الواقعة على طول الحزام والطريق، حيث يتيح فرصا للشركات من هذه المناطق في وقت يضيف فيه جائحة كوفيد-19 إلى حالة عدم اليقين والتحديات.
وتعد الصين أول اقتصاد رئيسي يعود إلى النمو بعد التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الجائحة، حيث توسع اقتصادها بنسبة 0.7 في المائة على أساس سنوي في الأشهر التسعة الأولى.
وفي نفس الفترة، بلغ إجمالي التجارة الخارجية في السلع للبلاد 23.12 تريليون يوان (حوالي 3.5 تريليون دولار أمريكي)، بزيادة 0.7 في المائة على أساس سنوي، وزاد الاستثمار الأجنبي المدفوع 5.2 في المائة عن العام السابق.
وأصبحت الصين الآن أكبر شريك تجاري لأكثر من 120 دولة ومنطقة. ووقعت 200 وثيقة تعاون مع 138 دولة و 30 منظمة دولية، ونفذت أكثر من 2000 مشروع تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وتهدف الصين أيضا إلى تعزيز التنمية عالية الجودة في البناء المشترك للحزام والطريق في السنوات الخمس المقبلة وما بعدها، وفقا لقرار الحكومة المركزية الأخير بشأن صياغة خطة 2021-2025 للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية.
وبهذا الصدد أقامت السلطات 20 جناحا وطنيا لبلدان الحزام والطريق في ميناء غرينلند العالمي لتجارة السلع بجوار المركز الوطني للمعارض والمؤتمرات بشانغهاي، حيث يقام المعرض، وفقا لما ذكره شيويه يينغ جيه المدير العام للشركة المديرة للميناء.
وأضاف شيويه أن أكثر من 300 شركة صغيرة ومتوسطة الحجم من دول الحزام والطريق تقدم أكثر من 10000 منتج في الميناء.
وبالنسبة للشركات من دول الحزام والطريق، يعد المعرض منصة تبادل رئيسية للتواصل وعرض منتجاتها وجعل علاماتها التجارية معروفة للجمهور الصيني، بالإضافة إلى العثور على شركاء أعمال.
وتحدثت عفاف الرايس المديرة التجارية لشركة إنتل كير، وهي شركة مستحضرات تجميل مغربية، عن تجربة الشركة خلال المشاركة في الدورتين السابقتين للمعرض. وقالت "لقد التقينا بالعديد من الموزعين الصينيين ورحبنا بالعديد من العملاء في جناحنا لتبادل الآراء، وكان من المفيد للغاية فهم العملاء الصينيين والتكيف مع توقعاتهم".
وقالت المديرة التجارية إنه بمساعدة الدورة الثالثة من المعرض، حددت الشركة هدفا يتمثل في الانتهاء من اتفاقيات التوزيع وتحقيق مبيعات سنوية تبلغ حوالي مليون دولار أمريكي في السوق الصينية في عام 2020.
وقالت ديما سختيان، من مجموعة منير سختيان الأردنية، إن المعرض بمثابة جسر للشركات العالمية للوصول مباشرة إلى السوق الصينية والاستفادة من الفرص التجارية الكبيرة.
وأضافت "أن الصين تلعب دورا مهما في التجارة والاقتصاد العالميين، حيث كنا نحاول الاقتراب ونرى كيف يمكننا التعاون في كل من الواردات والصادرات".
وبالرغم من كوفيد-19، لا تزال تجارة الصين مع دول الحزام والطريق قوية.
وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2020، استثمرت الشركات الصينية أكثر من 91 مليار يوان في القطاعات غير المالية في 57 دولة من دول الحزام والطريق، بزيادة 32.3 في المائة على أساس سنوي.
ووفقًا للهيئة العامة للجمارك، خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2020، بلغ إجمالي الواردات والصادرات الصينية إلى البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق 6.75 تريليون يوان، بزيادة 1.5 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي.
وقال تشيوان هنغ خبير اقتصادي في اتحاد شانغهاي لجمعيات العلوم الاجتماعية، إنه نظرا لاقتراح مبادرة الحزام والطريق من قبل الصين، اتخذت الصين مجموعة متنوعة من الإجراءات لمساعدة الدول المشاركة في هذه المبادرة في العثور على فرص بالسوق الصينية.
وقال تشيوان "يعد المعرض أحد الإجراءات الرئيسية لانفتاح الصين، ومع انعقاده كما هو مقرر، تمكنت الصين من بناء منصة رئيسية لبلدان الحزام والطريق لتعزيز التجارة وعرض المنتجات والخدمات".
وأضاف "أن المعرض لا يساعد فقط في استئناف العمل والإنتاج في هذه الدول، ولكنه يسمح أيضا للشركات بالعثور على اتجاهات جديدة في السوق".