وثيقة صينية تشير إلى دخول التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي إلى مسار سريع منذ توافق الجانبين على بناء "الحزام والطريق"
أشارت وثيقة صينية إلى أن التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي دخل إلى مسار سريع وحقق ثمارا وافرة في مختلف المجالات منذ توافق الصين والدول العربية على المشاركة في بناء الحزام والطريق.
وكشفت وثيقة بعنوان ((كتاب أصفر: التقرير السنوي لتنمية الدول العربية 2018 - 2019)) أصدرها مركز الدراسات العربية التابع لجامعة اللغات والثقافات ببكين ودار نشر وثائق العلوم الاجتماعية في بكين يوم الجمعة الماضي، أن التجارة الثنائية حافظت على مستوى عال نسبيا في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن تشهد تنمية مستقرة وتتجاوز قيمتها في الأعوام القادمة الرقم المسجل في عام 2014 والبالغ 251.2 مليار دولار أمريكي.
وأوضح الكتاب أن التعاون في مجال الطاقة هو محور التعاون القائم في إطار مبادرة الحزام والطريق بين الصين والدول العربية.
وذكر الكتاب أن الرئيس الصيني دعا في عام 2014 الصين والدول العربية إلى اتخاذ التعاون في مجال الطاقة كقاعدة أساسية، وإقامة علاقات تعاون استراتيجي ثنائية في مجال الطاقة تتميز بالمنفعة المتبادلة والموثوقية والود الدائم من خلال تعميق التعاون في سلسلة صناعة النفط والغاز الطبيعي بأكملها والحفاظ على سلامة قنوات نقل الطاقة.
وقد عقد الجانبان 6 دورات لمؤتمر التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة حتى الآن، وتم تدشين شراكة التعاون في مجال الطاقة في إطار مبادرة "الحزام والطريق" في إبريل 2019 والتي تضم الصين والجزائر والعراق والكويت والسودان وغيرها من 30 دولة عضو.
ولفت الكتاب إلى أن قرابة 45 بالمائة من الواردات الصينية من النفط الخام قدمت من منطقة الشرق الأوسط في عام 2019.
غير أن التعاون في مجال الطاقة بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط يتطور من التصدير والاستيراد إلى أنماط متنوعة مع تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق"، حيث عززت المؤسسات الصينية تطوير المشاريع في الخارج من خلال التعاون مع نظيراتها العربية.
وبالإضافة إلى التعاون في مجال منشآت البنية الأساسية والمجال المصرفي، امتد التعاون الثنائي بين الصين والدول العربية إلى مجالات العلوم والتكنولوجيا العالية، حيث أزيح الستار عن مركز الصين والدول العربية لنظام بيدو للملاحة في تونس، ما يشير إلى بدء الجانبين في بناء "طريق الحرير الجوي" عبر تطوير نمط جديد للتعاون في مجال الطيران.
وأكد الكتاب أن الصين والدول العربية تتمسكان بمبادئ المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، وتعززان التعاون الثنائي عبر الانفتاح المتواصل، مشيرا إلى أن البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" لا بد أن يشق آفاقا أوسع للعلاقات الاستراتيجية الصينية العربية في المستقبل.
ويشمل الكتاب الأصفر خمسة أجزاء هي: التقرير العام حول وضع منطقة الشرق الأوسط، والمواضيع الخاصة بالنقاط الساخنة مثل السياسات الدبلوماسية للدول العربية، وأوضاع مختلف الدول العربية في عام 2018، وسياسات المجتمع الدولي المتعلقة بالدول العربية، والعلاقات الصينية-العربية وخاصة تنمية التعاون الصيني العربي في إطار مبادرة "الحزام والطريق".