مقابلة خاصة" خبيرة إسرائيلية: تعلمنا الكثير من التجربة الصينية في التعامل مع مرض فيروس كورونا
أشادت خبيرة صحية إسرائيلية بالتجربة الصينية في تعاملها مع تفشي مرض فيروس كورونا الجديد، وأنها أصبحت نموذجا يحتذى به في دول العالم، منوهة إلى أن إسرائيل تعلمت الكثير من تلك التجربة خلال محاربة المرض، معربة عن أملها بأن يكون هناك المزيد من التعاون العلمي بين بلادها والصين في المستقبل.
وقالت دينا بن يهودا، عميدة كلية الطب بالجامعة العبرية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجرتها معها مؤخرا أنه إذا كان يتعين علي أن أقدم قائمة بالسبب الذي جعلنا نحقق مثل هذه النتائج الجيدة في إسرائيل، إن جزءا منها يرجع إلى أننا تمكنا من التعلم من الصين.
وتعليقاً على أداء الصين في مكافحتها لمرض فيروس كورونا الجديد، قالت بن يهودا إن الأطباء والعلماء الصينيين حكماء وهم مسؤولون بما فيه الكفاية عن نشر المعلومات المتعلقة بكوفيد-19، مما ساعد الناس في جميع أنحاء العالم على إنقاذ الأرواح.
وأضافت بن يهودا بأنه "من المهم حقا أن ينظر الجميع إلى ما حدث في الصين"، مبينة أن "الصين هي أول دولة في العالم تحارب المرض ولديها الكثير من المعرفة التي لم نملكها بعد".
وأوضحت أنه منذ تفشي مرض فيروس كورونا الجديد، طبقت كلية الطب في الجامعة العبرية خبرات وموارد علمية وطبية كاملة لمكافحة الفيروس، مثل تصميم مجموعات التشخيص السريع، وتطوير اللقاح، وإجراء دراسات على علم الأوبئة الجزئية لتحديد السكان المعرضين للخطر والمقاومين له.
وأشارت إلى أنه "بالنسبة للباحثين، فإن أحد ألطف الأشياء هو تكريس حياتهم للعلم"، مبينة أن "البشر لديهم الآن أولى علامات الحلول لكننا لم نصل بعد للحل النهائي، وعليهم أن يكونوا متواضعين، إذ أن المرض أقوى منا والمعركة لم تنته بعد".
وقالت بن يهودا إن المرض جلب أشياء جيدة وأشياء سيئة في نفس الوقت، مضيفة أنه عندما أحسب ما هي الأشياء الجيدة التي حدثت، فإن أحدها الذي سأذكره هو التعاون.
وأضافت الخبيرة أن مرض كورونا بمثابة ساحة معركة الآن، حيث لا مكان فيها للمنافسة، وعلى الجميع العمل معاً لإجراء التغييرات، مبينة أننا "بحاجة إلى التعاون من أجل إنقاذ العالم، وآمل حقا ألا ينساه أحد.
وحول التعاون الإسرائيلي الصيني في أبحاث مرض فيروس كورونا، أشارت بن يهودا إلى أنه من خلال هذا المرض تفهم العالم قوة الطب الصيني والبحوث التي يجريها"، مشيرة إلى أننا "نشعر حقا أن الصين اليوم على قمة العالم في الأبحاث".
وأضافت بن يهودا بأن "كلية الطب في الجامعة العبرية تقوم الآن بإنشاء مختبر وطني للحيوانات (BSL-3)، والذي سيتم استخدامه للتجارب، وذلك بالتعاون مع جامعة شانغهاي جياوتونغ في الصين".
وأوضحت أننا "نعتزم أيضا التعاون مع جامعة تشجيانغ في الصين لجمع بيانات ضخمة من البلدين لمكافحة الأمراض"، مبينة أن "ذلك من شأنه فهم الاختلافات بين المرضى والذي هو قاعدة الطب الدقيق".
وأشارت بن يهودا إلى أن جامعتها بدأت العديد من برامج تبادل الدكتوراة مع بعض الجامعات الصينية، مما يوفر المزيد من الفرص للتعاون بين العلماء الشباب من إسرائيل والصين، مبينة أننا "سنربي أجيالا سيعتبرون الأبحاث مع الصين جزءا من حياتهم اليومية".
وقالت بن يهودا "أعتقد بأننا سنرى المزيد والمزيد من التعاون في جميع أنحاء العالم، وآمل أن تكون إسرائيل أحد المتعاونين الرئيسيين".
وفي عالم ما بعد مرض فيروس كورونا، تعتقد الخبيرة البشرية بأنه ينبغي للبشر أن يتعلموا الدروس من الأزمة، وأن يفكروا في كيفية تجنب المرض القادم من أجل عالم أفضل، مضيفة أنها "ليست قضية بيولوجية وطبية فحسب بل أيضا قضية اجتماعية ونفسية واقتصادية أيضا".