(وسائط متعددة)مقالة خاصة: صناع حافلات الركاب الصينية يسابقون الزمن لضمان عمليات الإنتاج والتصدير إلى أسواق الدول العربية
كانت الأشهر الثلاثة المنصرمة فترة عمل مكثف وتحد كبير بالنسبة لشركة "كاما بونلاك" لإنتاج الحافلات في مقاطعة جيانغشي بشرقي الصين، حيث عملت الشركة منذ منتصف فبراير الماضي على إنتاج حافلات ركاب وصدرت 400 حافلة ركاب إلى سوق المملكة العربية السعودية على أربع دفعات، مع توقعات بتصدير الدفعة الباقية المؤلفة من 100 حافلة في نهاية الشهر الجاري.
وذكرت الشركة أنها حصلت على طلب لإنتاج 500 حافلة ركاب فاخرة من السعودية في نهاية عام 2019، وبسبب تفشي المرض الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في البلاد، أخرت الشركة استئناف الإنتاج لـ10 أيام، غير أنها لم تدخر جهدا لتسريع وتيرة عملية الإنتاج بعد استئناف الأعمال لضمان إنجاز طلب التصدير المحدد.
ولا تعد الشركة المذكورة الوحيدة من نوعها في الصين التي تواجه مثل هذه الظروف، إذ على الرغم من اجتياح كوفيد-19 للعالم في الأشهر المنصرمة، لاتزال شركات تصنيع حافلات الركاب الصينية تعمل بجد لضمان عمليات الإنتاج وتصدير منتجاتها إلى الأسواق في الدول العربية.
وقد قامت شركة سايك-جي إم-وولينغ، وهى شركة صينية رئيسية لصناعة السيارات، بتسليم أولى دفعاتها المكونة من 478 مركبة في أواخر فبراير لتصديرها إلى السعودية والإمارات والكويت وغيرها من 8 دول بالمنطقة، وذلك ضمن طلبيات كبيرة استقبلتها الشركة لتصدير 1660 مركبة إلى هذه الدول.
وقال لي شي سونغ، مدير التطوير والعمليات الخارجية للشركة، "إن هذا الطلب الكبير يعد خطوة إستراتيجية مهمة للشركة لتطوير أسواقها حول العالم، حيث تعد منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا الدول العربية، مصدرا لطلب كبير على السيارات، وتواصل الشركة العمل بنشاط لتسويق المنتجات وتعزيز التعاون مع الشركاء في الشرق الأوسط".
كما أكد لي أنه "على الرغم من تأثير الوباء، فإننا لم نخفض توقعاتنا للصادرات لهذا العام، ونثق بأنه يمكننا تحقيق هدف التصدير من خلال ضمان التشغيل السليم".
وفي ظل تفشي الوباء في أنحاء العالم، تواجه صناعة السيارات الصينية ضغوطا نزولية على الرغم من تسارع عمليات استئناف الإنتاج.
وحسب مؤشر بيئة أعمال قطاع تصنيع السيارات الصادر عن الجمعية الصينية لصناعة السيارات في ابريل المنصرم، وصل المؤشر إلى مستوى 6 في الربع الأول من عام 2020، بانخفاض 21 نقطة عن الربع الرابع من عام 2019 ، مما يشير إلى الضغوط النزولية التي تواجهها شركات تصنيع السيارات الصينية.
وفي ظل تحسن الوضع الوبائي باستمرار بالصين، تزداد وتيرة تعافي قطاع السيارات الصيني بالرغم من تراجع بعض المؤشرات بالمقارنة مع العام الماضي. فحسب بيانات من الجمعية المذكورة، فإنه في شهر مارس فحسب، صدرت الصين 4678 حافلة للاستخدام التجاري، بزيادة 1.6 ضعف على أساس شهري وانخفاض بواقع 2.87 في المائة على أساس سنوي.
وأشارت بيانات تفصيلية إلى أن صادرات الحافلات كبيرة الحجم بلغت 1416 حافلة، بزيادة 2.6 ضعف على أساس شهري وارتفاع بنسبة 1.65 في المائة على أساس سنوي، بينما بلغت صادرات الحافلات متوسطة الحجم 218 حافلة، بزيادة 2.2 ضعف على أساس شهري وانخفاض بمعدل 25.09 في المائة على أساس سنوي، ووصلت صادرات الحافلات صغيرة الحجم إلى 3044 حافلة، بزيادة 1.3 ضعف على أساس شهري وانخفاض بنسبة 2.81 في المائة على أساس سنوي.
وفي هذا الصدد، يصبح الارتقاء بجودة السيارات وتعزيز خدمات ما بعد التسويق نقاط جذب مهمة لصادرات السيارات المصنوعة في الصين، إضافة إلى ضمان عمليات الإنتاج المحددة.
وقامت شركة التنين الذهبي (غولدن دراغون) في مدينة شيامن بمقاطعة فوجيان بجنوب غربي الصين بتسليم 1000 حافلة ركاب صغيرة لتصديرها إلى مصر في أواخر ابريل، ما مثل أول طلب كبير لتصدير حافلات الركاب في المدينة منذ بداية العام الجاري.
وكشف آن مين، المدير العام لفرع التسويق الخارجي لشركة التنين الذهبي، أن الشركة تعتبر مصر شريكا استراتيجيا مهما لها في خارج البلاد، وقد وصل عدد الحافلات المصنوعة من قبل الشركة في السوق المصرية إلى 30 ألف وحدة، محتلة حوالي 45 في المائة من حصص السوق المحلية.
ولدى حديثه عن رواج منتجات الشركة في السوق المصرية، قال المدير إن الشركة ظلت تهتم بتحسين جودة الحافلات التي سجلت معدل عيوب متدنيا في السوق المحلية طوال الأعوام الماضية، علاوة على تعزيز شبكة خدمات ما بعد التسويق مع تأسيس محلات للخدمات ومخازن لقطع الغيار وشبكات للتسويق في مصر.