مقالة خاصة: النشاط التجاري الصيني الإسرائيلي يتعافى بسرعة في ظل أزمة كورونا وسط آفاق اقتصادية أكبر

التاريخ: 2020-05-14 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

تستعيد الصين وإسرائيل نشاطاتهما التجارية المتبادلة، وذلك بعد التباطؤ الحاد الذي شهدته خلال أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، خلافا للنمو التجاري بين البلدين الذي كان قبل الأزمة.

ووجدت الصين وإسرائيل بعض المصالح الاقتصادية والتكنولوجية المشتركة، في مختلف المجالات الصناعية التقليدية منها والمتقدمة، حيث تمتلك إسرائيل واحدة من أفضل مراكز التكنولوجيا دولياً، في حين تمتلك الصين أكبر خطوط الإنتاج في العالم، لذا فإن الجمع بين الاثنين هو قوة نمو ممتازة لهذين البلدين.

وازدادت أعداد الوافدين الصينيين لزيارة إسرائيل والتعرف عليها خلال السنوات الأخيرة الماضية، بينما يسافر الإسرائيليون إلى الصين في رحلات العمل والترفيه، في سعي من قبل البلدين إلى تعزيز التعاون الثقافي والأكاديمي والسياسي بينهما.

وقال أديف باروخ مدير معهد التصدير الإسرائيلي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "استمرار بناء تعاون طويل الأمد بين الصين وإسرائيل هو أحد المصالح الرئيسية في خط عملي".

وأضاف باروخ "نعتقد أن أزمة كوفيد-19، خلقت عددا ليس بالقليل من الفرص الجديدة، من أجل تطوير العلاقات التجارية بين الصين وإسرائيل".

وعبر باروخ عن أمله في أن يعاد فتح الرحلات الجوية بين البلدين قريباً، حتى يتمكن الشركاء من كلا البلدين من الاجتماع مرة اخرى، ومواصلة بناء علاقات تجارية متبادلة.

وسعت الصناعات الإسرائيلية للحفاظ على لوجستيات التصدير والاستيراد مع الشركات الصينية المصنعة، وذلك عندما كانت الصين أول دولة تكافح تفشي مرض فيروس كورونا.

وأظهرت أزمة مرض فيروس كورونا اعتماد العالم على الخدمات الرقمية، الأمر الذي بات يمّكن الشركات الإسرائيلية الناشئة في أن تساهم كثيراً، بابتكاراتها وحلولها المتميزة للتحديات العالمية في الفضاء الإلكتروني.

من جانبه، صرح يائير ألبين رئيس بعثة التجارة والاستثمار بوزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية لبكين، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن نسبة كبيرة من الصادرات والواردات بين الصين وإسرائيل تتم عبر الرحلات السياحية.

وأضاف ألبين أن "أزمة كوفيد-19 زادت من أسعار النقل الجوي، وأثرت على التجارة"، مبينا أنه "ستكون هناك حاجة لبعض التغييرات في الطريقة التي تجرى بها الأعمال الدولية".

وأوضح ألبين أن القيود المفروضة على النقل العالمي ستستمر في ضوء الأزمة الحالية، مشيرا إلى أن "ثقافة الأعمال تحتاج إلى تكييف نفسها مع الوضع الجديد".

ويتحرك جزء من الاقتصاد في ضوء القيود الصحية العالمية المفروضة بسبب تفشي المرض من خلال الإنترنت، والذي كان بالفعل في نمو وازداد بشكل كبير خلال الأزمة، في حين تشكل المؤتمرات الرقمية واجتماعات الأعمال الافتراضية مبادرة لتحقيق المساحة التي أخلتها المؤتمرات التقليدية.

وقال روعي روزنك عضو هيئة رئاسة اتحاد غرف التجارة الإسرائيلية والمستورد من الصين إلى إسرائيل لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "الشركات الإسرائيلية كانت مخلصة للزملاء الصينيين خلال تفشي فيروس كورونا".

وأضاف روزنك في تصريحه "يتذكر الصينيون ويقدرون أن شركاتي والكثير من الشركات الإسرائيلية الأخرى قد ساندتهم خلال الأوقات العصيبة من تفشي الفيروس"، مبينا أننا "لم نلغي صفقاتنا".

ويقدر روزنك أن التجارة الحالية بين الصين وإسرائيل تبلغ 70 إلى 75 في المائة، مقارنة بما كانت عليه قبل أزمة تفشي المرض، معتقدا أنها ستعود إلى الأرقام السابقة بسرعة.

وقالت كيرين ميمون، الشريك الإداري في شركة (بريليانس فنتشرز) في مقابلة مع وكالة ((شينخوا)) "إن منطقة آسيا والمحيط الهادئ معروفة بأنها أكبر سوق في العالم".

وأضافت كيرين "أننا نرى أن التعاون التقني والابتكاري بين الصين وإسرائيل له آفاق واسعة ومشرقة"، مبينة أنه "بالرغم من ذلك لم نرى حركة كبيرة من الشركات الإسرائيلية التي تسعى بنشاط للانضمام إلى هذا السوق حتى الآن".

وتأسست شركة بريليانس فنتشرز من أجل تشجيع المزيد من شركات التكنولوجيا والرعاية الصحية الإسرائيلية على الذهاب إلى آسيا، من خلال دعمها بالاستثمارات والتخطيط الاستراتيجي، إضافة إلى الخبرة السوقية.

وتتمتع الصين وإسرائيل بالكثير من الرؤى والآفاق في التطوير المستمر للعلاقات الاقتصادية والتكنولوجية والأكاديمية والثقافية، إضافة إلى المزيد من العلاقات المتبادلة

تحرير: تشي هونغ