مقالة خاصة: مهندسون يواجهون كوفيد-19 بشجاعة ويواصلون البناء الحثيث لخط السكك الحديدية بين الصين ولاوس

التاريخ: 2020-05-07 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

قام المهندسون الصينيون في مواقع بناء خط السكك الحديدية بين الصين ولاوس، ببذل أقصى جهودهم للمضي قدما بأعمال بناء هذه السكك الحديدية في جبال لاوس الشمالية، وفوق نهر ميكونغ، رغم تفشي وباء فيروس كوفيد-19 بالعالم.

في الطرف الشمالي للسكك الحديدية بين الصين ولاوس، وعلى بعد حوالي 400 كيلومتر شمال فينتيان، العاصمة وأكبر مدن لاوس، أكمل مهندسون وبناة من المجموعة الهندسية رقم 5 (CREC-5) التابعة للسكك الحديدية الصينية، أعمال الحفر عبر نفق بان كونلوانغ، وهو جزء كان يمثل عنق الزجاجة الرئيسي على خط السكك الحديدية بين الصين ولاوس، وأتموه في 29 أبريل، أي قبل 43 يوما من الموعد المحدد.

ومع اكتمال النفق الذي يبلغ طوله 9020 مترا، كانت المجموعة (CREC-5) قد حفرت جميع أنفاقها العشرة، من إجمالي 75 على خط السكك الحديدية في شمال لاوس، وأنهت من حيث الأساس أعمالها الهندسية غير المتصلة بالخط مباشرة.

يشعر التقني الصيني شانغ وي تاو، البالغ من العمر 26 عاما، بالفخر لهذا التقدم بأعمال المشروع، وقال "بعد مجيئي إلى لاوس في أوائل عام 2016، كنت عازما على إحراز تقدم كبير في بناء خط السكك الحديدية بين الصين-لاوس"، مضيفا أنه كان مسؤولا عن الإدارة الفنية لأعمال مجموعة (CREC-5)، في حفر وبناء الأنفاق، وشارك فريقه سابقا بأعمال حفر نفق بوتن بطول أكثر من 6453.5 متر.

ومع انتشار فيروس كوفيد-19، تقوم الشركة الهندسية الصينية بتنفيذ تدابير الوقاية والسيطرة المضادة للفيروس، بشكل شامل أثناء البناء، من أجل ضمان السلامة ومواكبة الجدول الزمني المحدد.

وفي الجزء المركزي من خط السكك الحديدية الصين-لاوس، أكمل مهندسون صينيون من فريق العمل (CREC-8) في 23 أبريل، إعداد عارضة أو جسر على شكل حرف T، ضمن جسر رئيسي في مدينة لوانغ برابانغ، فوق نهر ميكونغ، وأكملوا جميع الأعمال المتعلقة بهذا الجزء.

ويعبر خط السكك الحديدية الصين-لاوس، فوق نهر ميكونغ مرتين، إلى الشمال من عاصمة لاوس القديمة لوانغ برابانغ، على بعد حوالي 230 كم شمال العاصمة الحالية فينتيان. وتم الانتهاء من أعمال الجسر أعلاه في يوليو 2019، قبل سبعة أشهر من الموعد المحدد، بينما بدأ العمل بإقامة الجزء على شكل حرف T، في 9 أبريل من هذا العام.

قال لوه جيانغ، نائب مدير فريق العمل (CREC-8) في لوانغ برابانغ، في حديث مع ((شينخوا))، "إن ضمان سلامة وصحة العمال أثناء فترة الوباء هي أولوية قصوى لنا، ولكن لا يمكن وقف البناء. يجب علينا العمل في آن واحد، على الوقاية من الفيروس، ودفع أعمال المشروع".

وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من العمل السريع والقوي، والضغط الشديد الناجم عن مهمة تثبيت عارضة الجسر، وجد لوه البالغ من العمر 35 عاما، المزيد من الشعر الرمادي على رأسه.

وعلى أساس يومي، يقوم بتفقد دقيق لكل ركن من أركان عمله. وأضاف لوه في حديثه مع ((شينخوا)) فى أوائل مايو، "عندما أقف على جسر نهر ميكونغ في لوانغ برابانغ، أشعر بعزم شديد. وحتى لو كان خطر الوباء عاليا، كل ما أريده هو مواصلة عمل المهندسين الصينيين بمسؤولية وفخر".

لقد أدى وباء كوفيد-19 إلى تعطيل وتيرة عمل المهندسين الصينيين. وأدى إغلاق الجمارك وإغلاق المدن والقرى، إلى شحّ بالعمالة ونقص بالمعدات، إضافة لمصاعب وتعطيلات أخرى.

قال لي تشيانغ، مدير المكتب الهندسي رقم 10 لشركة ((سينو هيدرو باور)) الصينية المحدودة للطاقة المائية، في حديث مع ((شينخوا)) في مايو "بعد تنامي الشعور بمخاطر الوباء في لاوس، في مارس، بدأنا نفتقر إلى السائقين وعاملي التركيب والمهندسين المدنيين"، مضيفا أن "أكثر من نصف العمال المحليين قد غادروا وعادوا إلى قراهم".

ولكن، وكما يقول المثل "الوقت لا ينتظر المرء"، ومع أخذ كل ذلك في الاعتبار، وفي اللحظة الحاسمة، شحذ الموظفون والفنيون والإداريون الصينيون قواهم وأعدوا جداول مواعيدهم المزدحمة أصلا، وأخذوا على عاتقهم العمل جنبا إلى جنب بكل عمل إضافة لواجباتهم المناطة بهم أصلا.

وفي ظل حرارة ملحوظة في مارس وأبريل، مع تجاوز درجة الحرارة في الغالب 40 درجة مئوية في لاوس، توجهت فرق العمل الصينية جميعها إلى خط المواجهة في البناء بالقرب من فانغفينغ، على بعد حوالي 160 كم شمالي العاصمة فينتيان.

وبفضل الجهود الحثيثة لجميع الموظفين والعاملين، تمكن فريق المكتب الهندسي رقم 10 لشركة ((سينو هيدرو باور)) الصينية المحدودة للطاقة المائية، من تعويض سريع لما ضاع من وقت. وقام هذا الفريق، في أقل من شهر، بأعمال شد البراغي أو الصواميل لجسر العارضة ونصب آلاف العوارض الفولاذية، ما ساعد على توفير أكثر من شهرين من أعمال البناء، وتوفير أكثر من مليون دولار أمريكي في الناتج.

قال هو بين، مدير فريق العمل (CREC-2) ضمن المشروع، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "السكك الحديدية هذه هي الأطول من نوعها في آسيا خارج الصين، والمرة الأولى التي تُستخدم فيها ماكينة (CYP500) في بناء السكك الحديدية في جنوب شرق آسيا".

وأضاف أن فريق عمله يتعامل بشكل دقيق مع جهود مكافحة الوباء، ويبذل كل جهد ممكن لإكمال المشروع ضمن إطار العمل التوضيحي لمبادرة الحزام والطريق.

وقال أيضا إن فريق العمل (CREC-2) هو المسؤول عن كامل أعمال السكك الحديدية لهذا المشروع الكبير، مشيرا إلى "نحن نحافظ حاليا على وتيرة عمل عادية على طول السكك الحديدية، ونبذل قصارى جهدنا لضمان التقدم والجودة وكذلك صحة جميع العاملين".

يقود شيوي تشوه، الذي حصل للتو على وسام الرابع من مايو، وهو أعلى وسام تكريم وطني للصينيين الشباب، يقود مجموعته ضمن فريق (CREC-2)، في ضواحي فينتيان، وقال لـ((شينخوا)) "إن الضغط علينا يأتي بشكل رئيسي من جانبين: الأول، يجب أن نولي أهمية كبيرة للوقاية من الفيروس، وهو أمر لا يقبل أي إغفال؛ والثاني، إن إمداداتنا من المواد والمعدات تتأثر بالوباء، ولكننا نمضي قدما بأعمالنا عبر كافة الوسائل المتاحة".

ويمكن لشيوي الآن أن يتنفس الصعداء، لأن فريقه "لم يضمن صحة وسلامة العاملين ورفاهيتهم فحسب، بل أنه قام أيضا بإرساء الأساس في الوقت المناسب لوضع أول مسار للسكك الحديدية بين الصين ولاوس في 27 مارس".

قال شيوي "بالجهود المشتركة للمهندسين الصينيين واللاوسيين، سنتمكن من تحقيق حلم فتح خط السكك الحديدية بين الصين ولاوس في أقرب وقت ممكن وبطريقة آمنة، رغم تهديد الوباء".

جدير بالذكر أن خط السكك الحديدية الصين-لاوس، هو مشروع استراتيجي رائد يسعى للتكامل بين مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، واستراتيجية لاوس لتحويل البلد غير الساحلي إلى محور لوجستي متصل بالأرض.

وسيسير الخط الحديدي الذي يبلغ طوله 414 كم، وفيه 198 كم من الأنفاق و62 كم من الجسور، من بوابة بوتن الحدودية في شمال لاوس، على الحدود مع الصين، إلى فينتيان، بسرعة تشغيل تبلغ 160 كم في الساعة.

وتعمل كافة القطارات الكهربائية للركاب والبضائع، بالتطبيق الكامل للمعايير الإدارية والفنية الصينية.

بدأ المشروع في ديسمبر 2016 ومن المقرر أن يكتمل ويفتح أمام حركة المرور في ديسمبر 2021.

تحرير: تشي هونغ